استعجال الخارجية السعودية في التعبير عن استنكارها للاحتجاجات الجماهيرية وإدانتها للإنتفاضة الجنوبية السلمية في عدن إنما يأتي في هذا الوقت ليقدم خدمة جليلة للحوثيين يثبت انقلابهم ويقوي ثقة الشماليين بنظامهم في صنعاء، ويؤكد للعالم أن الحرب في مأرب هي بينهم وبين طيران المملكة العربية السعودية والتحالف الذي تقوده ضد اليمن ليحول دون الاستيلاء على المحافظة النفطية. الإدانة منبعها العاطفة متمحذقة بالأخونة المتجذرة في البلدين يصعب استئصال وقطع حبلها السري وليس من السهل كبح جماح الجماعة وما تشكله من خطر وتهديد. ولذلك يتحتم على الجنوبيين التحلي بضبط النفس وعدم الانزلاق في المهاترات الإعلامية التي تؤججها المكنة الإعلمية الشمالية ضد المملكة لتصب في مصلحة الشمال. وعلينا أن نكون دائما وأبدا مع المملكة وعاهلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان متضامنين وخاصة أننا الفريق الفاعل والمؤثر على الأرض في التحالف العربي والداعمين له بالروح والدم. مخبول من يظن أن المملكة العربية السعودية والتحالف العربي سيسلمون الجنوب وعاصمته عدن وباب المندب لأي نظام شمالي ويعيدونه لباب اليمن. فهي أي المملكة تراوغهم وهم يدركون ذلك ويسايرونها ويواصلون معها المراوغة إلى ما لا نهاية. يدفعون بقواتهم جنوبا يوهمونها بأنهم سيحمون مصالحها، ولا مصالح لها غير أن تجد لأنابيبها منفذ على بحر العرب والمحيط الهندي. الإدانة المستعجلة لم تكن موفقة بأدنى المعايير بعيدة عن الواقع المزري الذي نعيشه من كل الجوانب. ولم تهتم لذلك المستوى العالي من المسئولية التي تحلى بها الجنوبيون كشعب حضاري مثقف في سلميتهم وحفاظهم على السلامة والممتلكات العامة والخاصة ولم يصيبوا قصر المعاشيق بأي ضرر ولا تعريضه للتكسير والتخريب والسرقة والنهب وكانت أفضل من سلمية واشنطن حصل فيها تكسير ونهب للمباني الحكومية الأمريكية والممتلكات الخاصة هناك.