شنت المليشيات الحوثية في 18 مارس 2021 عملية عسكرية واسعة في سماء العاصمة عدن من خلال عدد من طائرات الدرون التي واصلت تحليقها لمدة تجاوزت 5 ساعات تقريبا ، حيث لا تملك العاصمة عدن اي حماية جوية عدا بعض المضادات الارضية قديمة الصنع . وقد كثفة المليشيات الحوثية من استهدافها جوا للعاصمة عدن بعد مغادرة القوات الاماراتية في 30 اكتوبر 2019 التي أكدت في بيانها إن المغادرة تمت بعد 3 مراحل هي " التحرير ، والتأمين، و التمكين وبتنسيق مع التحالف العربي تم تسليم العاصمة عدن للقوات السعودية . و تاتي العملية الحوثية للعاصمة عدن مواكبة لغليان الشارع الجنوبي و حالة الاثقة التي يشعر بها تجاه حكومة المناصفة والتي أتى تشكيلها نتيجة لاتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019 بين الشرعية اليمنية و المجلس الانتقالي الجنوبي ،والتي عجزت عن دفع المرتبات و توفير الخدمات للمناطق الجنوبية المحررة ،نتيجة ضعف الموارد الاقتصادية للبلاد و خذلان التحالف العربي . لم تستهدف الطائرات المسيرة أي اهداف أستراتيجية في العاصمة عدن كما جرت العادة ، بل أقتصرت على عملية رصد واسعة لاهداف غاية في الاهمية وقد أكد مراقبين عسكريين أن الطائرات تم التحكم بها عن بعد بقدرة كبيرة حيث كانت تحلق بعيدا عن طلقات المضادات الارضية وتغير أتجاهاتها باستمرار مما يبرهن على أمتلاك المليشيات الحوثية لطائرات الدون حديثة الصنع ذو تقنية متطورة # أبرز الاحتمالات التي تهدف منها عملية 18 مارس الجوية ضد العاصمة عدن . مراقبة قصر معاشيق ورصد تحركات للقوات السعودية أو الحكومة الشرعية للتاكد من مصداقية مغادرتها للقصر أو تحديد موقعها بداخل القصر نفسه . مراقبة مقر المجلس الانتقالي في مديرية التواهي بعد معلومات ظهرت في وسائل الاعلام لمغادرة كافة وزراء الحكومة الى مقر الانتقالي لدواعي أمنية. . مراقبة مقر التحالف العربي للتاكد من معلومة بقاء دولة رئيس الوزاء الوزراء د معين عبدالملك بعد مظاهرات 18 مارس . مراقبة مطار عدن الدولي للتاكد أيضا من اي أستعدادات تجري في المطار للتحضير لمغادرة الحكومة من خلال طيران تابع للتحالف أو الطيارة الرئاسية ،ولا يستبعد أن تحاول المليشيات الحوثية أعادة استهداف المطار في حالة حاولة الحكومة الشرعية المغادرة الى الرياض اذا بعد كل تلك الفرضيات لعملية 18 مارس الجوية للمليشات الحوثية يرجح أن عدن سوف تشهد عملية أستهداف صاروخي لا يقل تاثيرها عن حادثة أستهداف الحكومة الشرعية في 30ديسمبر 2021م فلاشك أن المليشات الحوثية لن تتردد أطلاقا بتكرار أستهدافها للحكومة الشرعية وذلك للقضاء كليا على حالة التوافق السياسي الفريد بين الشرعية اليمنية و المجلس الانتقالي الجنوبي التي تولى قواته حماية المحافظات الجنوبية من خطر التنظيمات الارهابية و هجمات المليشات الحوثية في الجبهات . عبدالفتاح فريد ناشر 19 مارس 2021