(( مستوحاة من جريمة أحور التي هزت الأحرار )) ما ذنبي أنا؟ وماذنب أبي؟ وماذنب أمي وأخي؟ ما ذنب من سقطوا بين رصاصات الغدر؟ ما ذنب جيراني؟ وماذنب إخوتي؟ ذهبنا لإنقاذ أخينا من جور هذه الحياة، فتلاقفتنا الأقدار، لنموت هناك بعيداً عن مدينتنا الحبيبة، لنموت بعيداً عن جبل شمسان الذي حضننا بحنانه لعقود من الزمن، مات أبي، ومات أخي، ومات جارنا، وماتت أحلامي في رؤية أبي الذي كان يذاكر لي، ويلاعبني، ويلاطفني، ويتجول بي في شوارع عدن الجميلة، ضاعت فرحتي، وضاع أمني، فأنا أخاف من كل سيارة قادمة نحوي، أخاف من رؤية البشر، ألم يقتلوا أبي بدون ذنب؟ ألم يقتلوا أخي، وجاري، وبدون ذنب؟ أخاف من صوت البشر، أخاف من رؤيتهم، أخاف من سياراتهم، وسلاحهم، وأحن لجبل شمسان ليضمني بحنانه، أعشق شوارع وأزقة عدن لتأويني من بطش المتوحشين من البشر، ولكن أبي مات، مات الذي كان يأخذني في نزهات إلى البحر، ومتنزهات عدن الجميلة، فمن سيأخذني؟ من سيلعب معي؟ من سيحميني؟ فأبي مات، وأمي مصابة بالذهول، والخوف، والجراح تدمي جسمها المنهك، فيا ويلكم كيف قتلتم حياتنا، يا ويلكم كيف تلاعبتم بأجسادنا؟! يا ويلكم كيف قضيتم على أحلامنا؟! أبي مات، وأخي مات، وجارنا مات، فماتت حياتنا، ماتت أحلامنا، وبت أخاف من كل شيء يتحرك، أحب السكون، أحب الوحدة، وأكره البشر، ألم يقتل البشر أحلامي؟ ألم يقتلوا أبي، وأخي وجارنا؟ ألم تنل رصاصاتهم من جسد أمي؟ أكره البشر المتوحشين، وأحب البشر الذين مثل أبي، فأين أجدهم لأرتمي في أحضانهم؟ تباً لكم أيها المتوحشون، وتباً لرصاصاتكم التي أغتالت حياتنا، تباً لكم ولحياتكم التي تعيشونها، فما قيمة حياة لا يسقيها إلا الدم؟ ما قيمة حياتكم وقد انسلختم من عالم البشرية إلى وحوش تنهش الأجساد ثم تهرب، وتتوارى بعيداً؟ سأنام في حضن جبل شمسان لعلي أجد في حضنه ما يعوضني عن حنان أبي، سألتحف بسمائه، وأتنفس نسمات عدن، وسأعد أيام حياتي عداً على أمل أن ألتقيكم عند ملك عدل، لأقتص منكم، وليقتص منكم أبي وأخي وجاري، وكل من ظلمتموه، وقتلتموه بدون وجه حق، فضمني أيها الجبل، فأنت أرحم وأحن عليَّ من البشر.