عذراً فاليوم لا أحد يذكر أسمك ، ولا يتجاهل تاريخ استشهادك ، فعذراً فالجميع والجمع منهمك مشغول ، بحجز تذاكر الطيران ، وحجوزات غرف وحجر الفنادق في دبي وأبوظبي والدوحة والرياض ، وتجدد محل الإقامة في العاصمة المصرية القاهرة . اليوم لا يذكرون ولا يتذكرون غير عدد العقارات ، وحجم الأرصدة في البنوك ، وغض الطرف عن تاريخ يذكرهم بخذلانهم ، وسقوطهم وانبطاح أجسادهم في فراش الذل والإذلال والمهانة والتركيع والخنوع والانحناء . اليوم لا أحد يستطيع منهم مسك " قلم " وكتابة بعض الكلمات والالفاظ كأسقاط واجب ، ولن يجرى أحد منهم على تدوين عبارة بسيطة ومختصرة على منصة التداول الاجتماعي ، لأنهم أصبحوا مشغولين بصور السلفي ، ومتابعة الناشطات ، وعدد الاعجابات في صفحاتهم . لن تكون حيا " علي " إلا في قلوب البسطاء من تجرعوا بعدك ويلات وأنين وآهات وأوجاع خذلانهم ، لن تكون إلا تاريخ ميلاد لكل الأحرار الذين باقون على ضفاف العهود والمواثيق التي قطعوها لك . لن تكون إلا ذكرى تضئ عتمة وظلام الليل الدامس لأ أولئك الذين يقبضون على الحرية والكرامة والعدالة المفقودة بعدك ، لن تكون إلا سراج منير للذين تقطعت بها السبل الكفيلة للسير في خطوات طريقك المرسوم في قلوبهم قبل عقولهم وقبل خطوات سير أقدامهم . سلاماً عليك أيها القائد الصمدي في ذكرى ميلادنا وحريتنا وكرامتنا . سلاماً على روح الثورة وعنفوان الشعب وهيجانه في البيان الأول للكفاح المسلح . إلى روح الشهيد البطل أبن أبين الأبية ورجل الجنوب الشجاع نبعث برقية عزاء موتنا نحن ، وميلاد روحك الخالدة في ذكرى تتحدى النسيان وزهامير خذلانهم .