عندما نشاهد ونتابع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لطرفي الصراع نلاحظ الاسلوب المتبع والهمة العالية والجهد الواسع الذي تبذله هذه الأطراف وهي تحاول إقناعنا بأن هذه الحرب التي تدور أحداثها هي حرب دينية مقدسة وباننا نعيش احداث مشابهة لأحداث عهد الرسالة المحمدية وعهد الصحابة والخلفاء الراشدين ويحاول كل طرف من هذه الأطراف أن يثبت للجميع بأنه الوكيل الحصري لهذا الدين والمدافع والحامي الوحيد له . كل طرف يدعي أنه يؤدي فريضة الجهاد ويسمي جنوده بالمجاهدين ويطلق على جنود الطرف الأخر بالمنافقين والمرتدين. كل طرف يدعي بأن تحركاته تأتي بحسب أومر وتكاليف إلهية وبأن تحركات الطرف الأخر تأتي عبر نزعات وتوجيهات شيطانية. وكل طرف يصدر الفتاوي ويستعين بتقديم المواعظ والأحاديث ويقوم بعملية الشحن والتعبية ويصدر على ضوئها الأوامر والتوجيهات لمقاتليه ولأنصاره ولعامة أفراد الشعب بوجوب التحرك والخروج للدفاع عن الدين ولنيل الأجر والثواب من رب العالمين. والحقيقة أن الله ورسوله ودينه الإسلامي الحنيف بريئون من هذه الأطراف المتصلبة ومن سلوكياتهم المتطرفة التي خالفت أومر الله ورسوله وخانت الوطن وباعت الأرض وقتلت الأطفال والنساء والشيوخ ومئات الألف من ابناء الشعب وانقادت للخارج ودمرت الاقتصاد ونهبت الثروة والموارد واحرقت الحرث والنسل وضحت بالبلاد والعباد من أجل الانفراد بالسلطة والتملك بها. إن معركتنا الأساسية والأصلية هي معركة سياسية بحته هدفها الأول والأخير النظام والسلطة والحكم والثروة ولكن كهنة تلك الأطراف الإجرائية يحاولون أن يصبغونها بالصبغة الدينية بهدف تظليل الشعب ولعلها تجد قبول عند الشعب الا أن الشعب اليمني لم يعد اليوم يصدقهم فقد عرف حقيقتهم الدموية وشاهد نهجهم واساليبهم في قتله وتعذيبه وتجويعه يومياً وتابع أسلوبها الممنهج في القتل والنهب والسلب والبطش والكذب والنصب والغش وفي كل ما هو مخالف لأوامر هذا الدين. لقد أصبح الشعب اليمني اليوم يدرك بأن تلك الأطراف التي تتستر بالدين على استعداد بأن تحرق الأرض وتُضحي حتى بنصف الشعب من أجل تمرير مشروعها وتحقيق اهدافها وأهداف أسيادها.