لم يتوقف الجيش الوطني التعزي عند تحرير الكدحة والتي قيل أنها محررة منذ 2018م فظل يواصل زحفه لتحرير بقية مناطق جنوبتعز من قبضة الحوثيين وصولا إلى الساحل الغربي انطلاقا من المخاء في اتجاه الحديدة التي توقفت عمليات تحريرها بقرار أممي. الجيش يؤكد أنه وشعب تعز مع الشرعية اليمنية الإخوانية وليسوا مؤيدين لحكومة المناصفة داحضين التهم الموجهة إليهم بالتحوث وأنهم صاروا روافض. وما رفضهم إلا للتقارب السعودي مع الحوثيين الذي أخذ في التنامي بشكل متعاظم هذه الأيام عبر المبادرة الأخيرة بأسس جديدة دون الإشارة إلى المرجعيات الثلاث والعراقيل التي اعترضتها. كما أنهم يرفضون تشغيل ميناء الحديدة بكوادر حوثية وخبرات إيرانية ورعاية أممية وإشراف أمريكي. ويعارضون فتح مطار صنعاء قبل مطار تعز لاستقبال المعونات الإغاثية والعاصمة ترزح تحت نير الحوثيين. شروط الحوثيين التي قبلت بها السعودية جميعها تصب في إبقاء الأوضاع تحت سيطرتهم والحفاظ على الأحوال كما هي. قبولهم للمبادرة السعودية يضاعف الأعباء على الشعب اليمني قاطبة ويحذرون من أن يتحوثوا جميعهم ويصبح وطنهم جزء من إيران. ولمنع حدوث ذلك فإنهم يطالبون السعودية بأن تمدهم بالمال والسلاح بشكل غير اعتيادي لمواصلة الحرب وعدم الرضوخ لدعوات وقف الحرب على أذناب إيران وذلك لإفشال المشروع الفارسي. فاليمن هي الملاذ الآمن لتنظيم جماعة الإخوان والحاضن لتوابعه، وإن ظلت اليمن تحت سيطرة الحوثيين فإلى أين سيلجأ قادة الجماعات بعدما غير رجب طيب أردوغان موقفه منهم وقطع هو ومعه قطر الدعومات عنهم. لابد من نظرة فاحصة تجنب المنطقة من ويلات مرتقبة قد تترتب جراء سوء الإدارة والخلل في التقديرات في كشوفات القدرات والطاقات والتي بدت واضحة وملموسة في الجنوب واختلال موازين مدخلاته ومخرجاته لنحو ثلاثة عقود فأصبح أهله نادمين وإن تمكنوا في أرضهم وصارت لهم فإن معيشتهم ضنكا.