ضعيف في إمكانياتك قوي في عنادك ، هش في إقتصادك مهيب في صواريخك، قليل هو عدد أفرادك كثيرة هي طياراتك بلا طيار ، وحيد في حربك عديد من يحاربك ، يوماً بعد يوم تقوى عظامك وعدوك يوماً بعد يوم تتهشش عظامه ، جريء في سياستك كثير من يطلب رضاك ، عالية هي صرختك خافته نبضات قلب جارك ، سريع هجومك خجول رد جارك . من تكون لتعجز دول التحالف أن تكسر عظامك، من أين أكتسبت هيبتك التي جعلتك ترفض وداد التحالف لك ، كيف صرت اليوم سيد الموقف وبالأمس كنت مجرد متمرد من العدم ظهرت ، أي صديق تملك وأي ثقة مُنحت لتجعلك أمير في مملكة أقليمك ؟ أجب علينا، رغم علمنا بأجابتك ولكن غيرتنا حطمت كل ماهو جميل ومزقت كل روابط الثقة بانفسنا وبأختيارنا لأصدقائنا . يا أصدقائي اليمنيين بجميع أطيافة بإستثناء الحوثي، يكفينا ضحك على أنفسنا، يكفينا ربط أعناقنا بحبال تسوقنا إلى أضعاف شخصيتنا وهيبتنا وتغير تاريخ كرامتنا . ألا تروا إلى أين أوصلنا صديقنا وإلى أين أوصل الحوثي صديقه ، فيا أصدقائي مشكلتنا ليس في ذاتنا بل في ذات صديقنا، مشكلتنا ليست محلية بل أقليمية نحو الدولية . فلا تتفاجأوا من التغير في السياسة والمواقف ، فالقلب المحرك لسياسة أمريكا هي المصلحة حتى إذا صادقت عدوها ( كما يوهم لنا إعلامهم ) وعدو صديقها القديم، لذلك أدارت أمريكا ظهرها لسعودية بعد أكثر من نصف قرن من الشراكة، لأجل عيون إيران التي تملك حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وقوات في سوريا والحوثي في اليمن، فكيف لا تبيع أمريكا السعودية لأجل إيران التي تملك خلايا نائمة في جميع دول الخليج وبالذات في السعودية، حيث تستطيع هذه الخلايا أن تغلب الرأي العام على الأسر الحاكمة، وهذا ما تريده أمريكا لأجل إستكمال تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد وذلك عبر تقسيم السعودية إلى خمس دويلات . فسياسة أمريكا ( التخلي عن حلفائها ) هي نفس سياسة الخليج وخصوصاً السعودية والأمارات نحو حلفائهم ، فعندما نرى حلفاء الخليج في العراقوسورياولبنان وأخرها اليمن ليس فقط فشلوا فشلاً ذريعاً، رغم أنهم كانوا السلطة والشرعية في دولهم _ بعكس حليف إيران الحوثي _ بل أنهم في شتات وخلاف دائم فيما بينهم، وعجز سياسي داخلي وخارجي وهلاك لقاعدتهم الجماهيرية، لعجزهم في إنهاض البنية التحتية والخدمية في المناطق المحررة وأخرها الأستنجاد والتنازل للمتمرد الحوثي للموافقة على المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار . ومن هنا نؤمن بأن الوريد الوحيد المغذي لقلب الهيمنة وفرض ذاتها على المدى البعيد كلاعب مهاجم - إن لم تكن كحكم - في توازن القوى العالمية ليست عبر - كما كان سابقاً - قوة السلاح او القوة البشرية الكبيرة أو الطاقة النفطية بل عبر حسن إختيار الحليف الذي يصنع من ضعفك قوة وهيبة تواجة تحالف دول برمتهم وتنتصر . فكيف لا ينتصر حلفاء إيران التي لها سياسة خاصة بها وبمشروعها القومي الأقليمي، بعكس سياسة الخليج العشوائية المتقلبة الغير هادفة، والتي ربطت عنق سياستها بحبل أمريكي يسمح لها متى تخطوا إلى الأمام ومتى ترجع إلى الوراء، فنحن لانتفق معك في مذهبك الذي تريد ان تفرضه علينا ولا في نهجك السياسي الإقصائي، ولكن نغار من حسن أختيارك للحليف . فهنيئاً مريئاً لك فاكهة التفاح وأما نحن فلنا الله ...