من وسط زحمة العابرين في شوارع عدن تلمح وجوه عابرة تشكي ظروفا معيشية صعبة، فقد اقترب شهر رمضان الكريم على أهالي عدن وسط معاناة كبيرة، جراء الانقطاعات المستمرة والطويلة للتيار الكهربائية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، نتيجة لزيادة الإقبال على البضائع من قبل المواطنين من جهة وارتفاع العملة الصعبة من جهة أخرى، إضافة إلى أزمة الرواتب وانقطاعها لبعض القطاعات فقد شهد أهالي عدن استعدادا رمضانيا مؤلما في ظل غياب وانعدام الكثير من الخدمات الإنسانية، فمازال الحال كما هو في سابق الأعوام الماضية القريبة، لاسيما بعد عودة الموجة الثانية لانتشار فيروس "كورونا" التي زادت من معاناة الأهالي فمازالت الأزمات تثقل كاهلهم والمعاناة عنوان حياة الكثير منهم، وملامح الحزن والتعب تكتسي وجوههم، وكأنه قد كلف عليهم بأن يستقبلوا رمضان بهذه الظروف المزرية والمأساوية، فقد كانت الآمال أن يعود رمضان لهذا العام بظروف أفضل فقد عاش أهالي عدن رمضان الماضي أيام ثقيلة وأكتست بيوتها بالأسود وخيمت الأحزان بين حواريها. تلك الظروف أجبرت الكثير من الأسر العدنية تكتفي بشراء الأساسيات، وتستغنى عن الكماليات، محاولة أن تتعايش مع هذه الظروف بما تستطيع، ناهيك عن الأسر المتعففة في بيوتها، إلا أنه بالرغم من كل هذا لم تكن عائقا لتحرمهم الفرحة بقدوم الشهر الفضيل ولم تعرقل طقوسهم الرمضانية وإن كانت لا تكاد تسمو لما كانت عليه من قبل، فمازال أهالي عدن يؤمنون بأن هذا شهر الخير والبركة وبتراحم الناس ستمر أيامه أفضل من غيره من الشهور تقول أم محمد زوجة متقاعد يعمل في الجيش ،" أنها فرحانه جدا بقدوم رمضان وأنه شهر الخير وتتمنى أن يأتي على الجميع بالخير ". وتقول أخرى كانت تقف لتتسوق لحاجيات رمضان من أحد المتاجر" أهالي عدن طيبون ويستحقون كل خير والله دائما معنا، رغم كل الي يحصل معنا، وإنهم سيتجاوزون المرض بإذن الله". أما أميمة أحمد طالبة جامعية قلقة جدا من انتشار المرض لاسيما بعد أن فقدت شقيقها الأكبر في رمضان المنصرم بعد أن أصيب فيه، وتدعوا ألى الأخد بكل الاحترازات لكي لا يحرموا من فرحة رمضان، مثلما حصل مع أسرتها في العام الماضي. يقول هاشم منير بائع في أحد المتاجر للملابس أن الاسواق في هذه السنة شهدت إقبال كبيرا قبل دخول شهر رمضان وأنهم حاولوا على إدخال البضائع قبل دخول شهر رمضان احترازا من أن تقفل المعابر وتمنع البضائع من الدخول مثلما حصل بالعام الماضي. أما محمد سالم بائع جملة في أحد المتاجر للمواد الغدائية" يبرر أن ارتفاع المواد الغدائية في الأسواق نتيجة تدهور العملة نتيجة الحروب والصراعات في البلد. هذا ويأمل أهالي عدن أن يأتي رمضان بظروف أفضل بانتهاء الجائحة، وأن يلتفت المسؤولون على معاناتهم والتخفيف منها.