سيلوي الصبر أذرعنا دون رحمة، وسيفرض علينا أن نحزن على طول الزمن، وسيجعل معاناتنا كعصفور يعشعش في عش قلوبنا ولن يطير منه أبداً، وسينقش الزمن بخنجرة دون رأفة في ذاكرتنا أعظم وأعمق نقوشاً تصف هامة ستظل رمزاً للحكمة والشجاعة والتواضع والأخلاق، وستُعيرنا الدنيا بإبتساماتها لتشرح لنا بأن فراق قائدكم هو فراق لأخر رجل منكم يملك من الصفات النادرة من أخلاق وتواضع وحكمة وأخرها الشجاعة المرصعة كشامات على جسد الوطن والتي جُمعت في هيبته دون سواه . فكيف لا يعذبنا الصبر والزمن وأخرها الدنيا وهم خسروا رجل واجه بفترات مختلفة وأحداث متقلبة مؤامرات مختلفة الجنسيات دون أن ينصاع لها ودون أن تتغير حكمته واخلاقه وشجاعته وتواضعه . كيف يُنسى من غير مسلمة الدنيا التي بَصمت في عالمنا حكمة تقول أن الإنسان بطبعه متغير، ليُعلم قائدنا الحكمة درساً لن تنساه، مفادة أن قائدنا إنسان لم يتغير رغم أنه تربع على عرش الجنرالات . كيف ننسى موقفك الوطني والإنساني المشرف الذي أتخذته لأجل حقن دماء الجنوب وذلك برفضك أشراك كتيبتين من لوائك في حرب شقرة، لفطن حكمتك التي أشعرتك بأنها حرب أستنزاف لأبناء الجنوب ومكيدة قد حُيكت من الخارج لتشتيت وتفرقة الداخل . كيف لا نحزن عليك وانت تملك في جعبتك جميع الأخلاق الحميدة التي تركت لك أرث بين ربعك ورعيتك، الذين تحدثت عنها ألسنتهم بلهفة لتجعل من لا يعرفونك أن يندبوا حظهم لأنهم لم يقابلوك ليروا طيبتك المسامحة التي سيطرت على قلوب كل من قابلك حتى الذين جرحوك . كيف لا نبكي عليك وعملك الخير يسابق روحك الكريمة التي قرعت كل باب مريض وفقير ومحتاج لجأ لك او لم يلجأ لك وإنما شعرت بكربته وإحتياجه. فأنت الوحيد الذي تسابقك المشيخة لتوازي ظلك أين ما ذهبت، لأنها تعلم أنك تملك قلب حكيم يحل ليس فقط جميع مشاكل أهل منطقتك بل أيضاً مشاكل كل منطقة وطأت قدمك عليها من عدن إلى المهرة . ففي حياتك كنت الأرض الطيبة التي تجمع الخلق وفي وفاتك صارت روحك السماء المشتركة التي جمعت كل الفصائل اليمنية، عن بكرة أبيها ، لتتفق في أمر وأحد ولأول مرة، وهي التعزية المعبرة عن حزنهم لرحيلك، ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس المجلس الإنتقالي ورئيس المجلس السياسي لأنصار الله . فقد كنت الأب والإنسان والشيخ والقائد ولن تعوض مهما طال الزمن ، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته ...