سبق وأن اكتسحت جائحة كورونا غالبية دول العالم في العام الماضي وقد كان تأثيرها ومجال انتشارها في الجمهورية اليمنية بشكل عام وفي محافظ تعز بشكل خاص خفيف ومحدود ومع هذا فقد كان هناك نوع من الاستعراض من قبل السلطة المحلية كان أغلبه في جانب الدعاية الإعلامية الخاصة بالإرشادات الطبية وبطرق الوقاية من تلك الجائحة الوبائية. وفي بداية هذا العام وفي الوقت الذي كان العالم يظن بأن هذا الوباء قد بدأ يتلاشئ ويقترب من النهاية والزوال وإذا به يعود بشكل حاد وأقوى وأعنف مما كان عليه في العام الماضي. وهذه المرة كان للجمهورية اليمنية نصيباً وافر من هذا الوباء وخاصة محافظة تعز التى أصبحت هدفاً لغزو فيروساته ومرتعاً خصباً لنموه وانتشاره وحقلاً مثمراً لحصاده فخلال هذه الفترة القصيرة التى لا تتجاوز شهر واحد حصدت الكورونا مئات الأرواح من أبناء المحافظة وأصابت الألف منهم واغرفت المستشفيات الحكومية والأهلية بالأكثر خطرا واصابة منهم وجعلت الجنائز تتزدحم في بوابات المساجد والمقابر بصوراً خيالية. ومرعبة ومفزعة. وفي هذه الظروف التي تشهد فيه محافظة تعز بكل أنحاءها وضواحيها وتقسيماتها الادارية كارثة وبائية ومأساة إنسانية وفتك مرعب للأرواح البشرية وبأرقام قياسية فإننا لم نشاهد أي تحرك للسلطة المحلية وأجهزتها الخاملة والعبثية التي لم تقوم بأي استعدادات لمواجهة هذه الموجة الكارثية ولم توفر حتى أجهزة الكشف العادية أو اعلانات الإرشادات الصحية أو أدني التجهيزات والمعدات والاحتياجات الطبية ولم تقم بأي إجراءات وقائية أو إحترازية لمواجهته هذه الجائحة الفتاكة ولا تمتلك أرقام حقيقة لاعداد المصابين والمتوفين ولا إحصائيات رسمية..... وبسبب عجز السلطة المحلية وانشعالها بعملية جباية الأموال فإن الكورونا لم تجد أي مقاومة لمواجهتها أو أي محاولة لعرقلتلها فاجتاحت المحافظة بسهولة والتهمة العديد من قياداتها ببساطة وبدأت موسم حصادها بكل أريحية وأخذت تلتهم الأرواح وتسقط الضحايا في كل قرية وحارة .