طالب أحد قدامى المناضلين في كلمة ألقاها مساء اليوم الأحد بندوة أقيمت في ساحة الحرية بمديرية كريتر بعدن أن تعتذر الجبهة القومية ويعتذر الحزب الاشتراكي اليمني, مضيفاً "نحن فعلنا بهذا الشعب مالم يفعله جنكيز خان وهولاكو ببغداد". وكان "عبد القوي رشاد" يتحدث عن تاريخ النضال والكفاح المسلح في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني خلال الندوة التي نظمها حزب التجمع اليمني للإصلاح وشركاؤه في ساحة الحرية بعدن حملت اسم "الحركة الوطنية في مقاومة الاستعمار", مشيراً إلى أن موقع عدن جعلها مؤهلة أن تكون قاعدة ليضرب منها أي طرف في حروب اندلعت في العالم بينها الحربين العالميتين الأولى والثانية, وجعلها تبعاً لذلك مطمعاً للاستعمار.
ودعا "رشاد" إلى تصحيح جملة من المفاهيم الخاطئة التي التصقت بأذهان الناس بينها اتهام المشائخ والسلاطين بالعمالة لبريطانيا "يجب أن نعرف الحقيقة, مثلاً موقف السلطان محسن العبدلي, وموقف السلطان بن عفرير في المهرة, وغيرهم من الذين كانوا ضد الاستعمار البريطاني".
وقال رشاد أن الثورة "انطلقت من ردفان ولكن يجب أن نعرف أننا ناضلنا ضد نزول الاستعمار البريطاني إلى تراب الجنوب قادماً من البحر", معتبراً أن ماجرى في أكتوبر هو "تتويج لنضال الجنوبيين".
وكما اعتبر "رشاد" وهو عضو المجلس الوطني الذي شكلته أحزاب اللقاء المشترك أن مايجري اليوم من محاولات لسرقة الثورات العربية وجعلها في جيب أمريكا جرى مثله في السابق.
وانتقد "رشاد" دمج فصائل الكفاح الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني معتبراً أن الدمج "كان مشكلة, وسببه أن الكل كان يخاف أن تأتي قوة أخرى لا تتبعه". وفيما يتعلق بالوحدة والقضية الجنوبية, قال "لانزال مهزومين من يوم الاستقلال حتى اليوم لأننا لا نتناقش فيما بيننا".
وأضاف أن "الفدرالية مشروع يدل على أزمة الجنوبيين" موضحاً بأن "رعاة الفدرالية يرون أن الجنوبيين غير مؤهلين والفدرالية خلال مرحلة من خمس سنوات ستؤهل الجنوبيين".
كما انتقد اتهام الجيش الجنوبي السابق بالعمالة لبريطانيا مشيراً إلى حوادث تاريخية بينها رفض الجيش استلام السلطة والدولة من بريطانيا حيث اعتبرت قيادته أن الجيش ليس سوى أداة في يد دولة مدنية.
وقال "رشاد" أن الوحدة قامت ولكن نشوة الانتصار عقبها أضاعتها في الجنوب, لكنه اعتبر أن تشويهها اليوم هو "أكبر خيانة" رافضاً "الانفصال" مجدداً القول "نحن وبال على أنفسنا".
وألقيت محاضرتان عقب ذلك إحداهما للبرلماني السابق "صالح ناجي الحربي" تطرق فيها إلى الأوضاع عشية الاستقلال, لافتاً إلى أن الثورة ضد الاستعمار البريطاني "تتويج لما سبقه", وتطرق إلى عدد من المراحل التاريخية التي أضرت بالحياة السياسية والاجتماعية في مدينة عدن بينها إغلاق قناة السويس, وخلاف الدمج بين جبهة التحرير والجبهة القومية, والانفصال عقب الدمج.
وتحدث الحربي عن تنصل الحكومة البريطانية عن الالتزامات التي كانت التزمت بها قبل الاستقلال, كما تحدث عن تحول خبرائها إلى مخبرين لإجهاض الدولة الناشئة.
وتطرق الحربي إلى الموقف الإقليمي من الدولة الناشئة واضطرار قيادات الجبهة إلى السفر للخارج لطلب مساعدات من عدد من الدول العربية ثم لجوئها إلى الاتحاد السوفييتي بدرجة أساسية والصين بدرجة ثانوية, معتبراً أن الدول التي كانت تقبل بإعطاء مساعدات كانت تشترط شروطاً لإيجاد مواطئ قدم لها في الدولة الناشئة.
وقال أن انتزاع الاستقلال والتعجيل به كان يعطل صفقات تقتطع مساحات من الربع الخالي وشحن والوديعة وغيرها لصالح السعودية وعمان المجاورتين قبل إعلان الاستقلال, لأن حدود الدولة ستكون هي حدود الاستقلال.
كما تطرق الحربي إلى جملة من الممارسات الخاطئة التي قامت بها الجبهة بينها "التأميمات", لكنه قال أن التأميمات حينها كانت تؤخذ خلالها أملاك شخص وتعطى لأشخاص آخرين في محيطه لكن ما يجري اليوم من نهب هو أن يؤخذ حقوق الآلاف وتعطى لشخص واحد (متنفذ).
واختتمت الندوة بكلمة ألقتها الناشطة "عيشة صالح" رئيس منتديات التغيير للفتاة والمرأة خصصتها للحديث عن دور المرأة في التحرر من الاستعمار البريطاني وربطه بما يجري اليوم.