إن الأساطير التي تحكي عن الملك آرثر قديمة جدا ، و لكننا نعتقد بأنها بدأت كقصص عن قائد ثائر حقيقي و كان قد حارب الأنجلو- ساكسون عندما قاموا بغزو بريطانيا ما بين عامي 400 و 600 .وبعد ثلاثمائة عام من وفاة الملك آرثر كتب المؤرخ نينوس عنه في الفترة التي بدا فيها الرواة يضيفون بعض الإضافات إلى الحقائق التي كانت بحوزتهم عن الملك القائد. من هؤلاء الرواة كان جيوفري مونماوث الذي أضاف بعض من الأساطير و الخيالات الرومانسية للحقائق التي كانت بحوزته عن الملك آرثر . وقد رويت قصص الملك في غرب إنكلترا و تحديدا في ويلز و بريتاني وهي تلك المناطق التي نفيت إليها الجماعات السلتية – التي ينتمي إليها الملك آرثر- من قبل الجماعات الوافدة من شمال و شرق إنكلترا.و قد ذاع صيت هذه الأساطير و القصص عن الملك آرثر خصوصا في العصور الوسطى من عام 1000 إلى 1500 ، و كان الكتاب و الرواة من عدد من البلدان الأوروبية قد أضافوا لها نكهة خاصة خيالية تتسم بطابع البطولة و الرومانسية ، و قد وصفوا الفرسان و السيدات بأوصاف تتماشى مع عصرهم ، حتى القلاع و الدروع و الرماح و كذا التروس قد وصفوها بأوصاف تتماشى مع عصرهم في القرون الوسطى ولم يصفوها بتلك الأوصاف الحقيقية التي كان عليها الفرسان الحقيقيين قبل أكثر من ألف عام من عصرهم.
و كان هناك كاتب فرنسي يدعى ويس جيرسي أضاف من عنده مصلح " الطاولة المستديرة" لقصص الملك آرثر ، كما أضاف شخصيات لرجال و نساء و آلهات و سحرة و عفاريت و قد تم تحويرهم حتى تتناسب مع رومانسية عصر الملك آرثر. كما أن الكثيرين في فرنسا و بريطانيا و أجزاء كثيرة من أوربا كانوا قد شرعوا بكتابة قصصهم عن فرسان و نساء بلاط الملك آرثر ، و كانت واحدة من أروع هذه القصص البريطانية بعنوان السير جوين و الفارس الأخضر ، و لا نعرف من مؤلفها على وجه التحديد ، و كانت قد كتبت قبل عام 1400 بصورة شعرية جميلة جدا.
و كان أول كتاب يحتوي على العديد من قصص الملك آرثر و فرسان الطاولة المستديرة قد تم إصداره بعنوان المورت دي آرثر للسير توماس مولاري . و كان كاكستون قد طبع هذا الكتاب عام 1484 م (و يعتبر كاكستون أول من جلب المطبعة إلى إنكلترا عام 1476 ) ، و لم تكن هذه القصص مكتوبة بصورة شعرية و لكن بلغة إنكليزية نثرية سليمة و جذابة ، و معظم قصص هذا الكتاب قام السير مولاري بترجمتها عن الفرنسية.
ترجمة د / طارق علي عيدروس السقاف رئيس قسم اللغة الإنكليزية / كلية التربية / صبر