تحت عنوان "يوم الأحد الملعون: هل مرسي كان مجرد لحظة عابرة"، كتب المحلل الإسرائيلي "أفي يسسخروف" في مقال نشره موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن الدكتور محمد مرسي الذي صعد إلى سدة الحكم على موجة الثورة وبدى كمتغطرس يواجه الآن مظاهرات احتجاج ومليونيات في ذروتها.. ولازال من غير الواضح كيف سيتصرف الجيش إذا خرجت موجة الاحتجاج الاجتماعي- الاقتصادي الحالية عن نطاق السيطرة. وأضاف "يسخروف" أن مشاهد الماضي تتكرر، ودبابات الجيش تحاصر قصر الرئاسة في القاهرة، مشيراً إلى أنه لو أن أجنبياً مشى هذا الأسبوع في شوارع القاهرة لاعتقد أن مصر تستعد للحرب، حيث أن الجيش المصري بدأ منذ يوم الثلاثاء الانتشار في النقاط الحساسة مثل "مدينة الإنتاج الإعلامي" التي تعد مقراً لأغلب قنوات التليفزيون المصري والفضائيات، كما أن السكان بدأوا يخزنون كل ما تصل إليه أيديهم استعداداً ليوم الأحد العظيم. وتابع بأن أرفف محلات البقالة باتت خالية بسرعة من المعلبات والمياه المعدنية والأرز والدقيق، بسبب احتمالية عدم القدرة على الخروج من البيت لعدة أيام. وأردف "يسخروف": إلا أن الحديث لا يدور حول حرب، على الأقل في هذه المرحلة، وإنما نحن بصدد أحداث "30 يونيه"، بعدما نجحت الحركة السياسية غير الحزبية "تمرد" في الأشهر الأخيرة في خلق حالة غير مسبوقة من الغليان في الرأي العام المصري ضد الرئيس "محمد مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين، ودعت كل مواطني مصر للخروج يوم الأحد للمظاهرة المليونية لإسقاط نظام المرشد العام. وتابع الكاتب بأن سكان مصر يتذكرون جيداً أنه أثناء أحداث يناير 2011 والثورة التي انتهت بعد 18 يوماً كانت الكهرباء والمياه تقطع بين الفينة والأخرى ومجموعات البلطجية كانت تهاجم المارة، مشيراً إلى أن الخوف الأكبر هو أن تتكرر تلك المظاهر العنيفة، الأمر الذي حدا بالناس لمحاولة تخزين الطعام. وأضاف الكاتب أن الكثيرين في القاهرة ليس لديهم أدنى شك في أن الصدام بين مؤيدي "الإخوان" ومعارضيهم سيسفر عن إراقة دماء اقتداء بما حدث في الماضي، لاسيما وأن نشطاء الحركة السلفية والإخوان أعلنوا أنهم سيفعلون أي شيء من أجل حماية الثورة؛ أي فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية، حتى لو كان الثمن هو استخدام العنف. ونقل الكاتب عن المحلل "يورام ميتال"، رئيس مركز هرتسوج لأبحاث الشرق الأوسط والدبلوماسية بجامعة بن جوريون والمتخصص في الشئون المصرية، قوله بأن خطأ قنديل ومرسي هو أنهم لم يعرضوا خطة اقتصادية تناسب المشاكل التي تعاني منها الدولة، مشيراً إلى أن الخطة التي عرضوها تعد بمثابة ترقيع وليس أكثر، مؤكداً أن الأزمة الاقتصادية بمصر لا تقتصر فقط على البطالة وفقدان العائدات من السياحة أو فقدان قيمة العملة المحلية وغلاء المعيشة، وإنما هي كل تلك الأشياء مجتمعة، وبالتالي فإن الدولة في حاجة لخطة إنقاذ واسعة، وما فعله مرسي وقنديل هو العكس تماماً، حيث عرضا سلسلة من الحلول الارتجالية، بما في ذلك زيادة العجز القومي ل 10-12% من ميزانية الدولة، ناهيك عن أن المساعدات القطرية لم تسطع توفير حلاً للعجز الهائل، ومن هنا يجدون صعوبة حالياً في الحصول على قرض من المنظمات الدولية، نظراً لانخفاض ترتيبهم في تصنيف الاعتماد المالي. وتكهن المحلل الإسرائيلي أن يشهد يوم الأحد احتجاجاً غير مسبوق من ناحية عدد المشاركين في الاحتجاج ضد الرئيس مرسي، متوقعاً وقوع حوادث عنف، إلا أن السؤال الأهم هنا هو كيف سيتصرف الجيش المصري، الذي يمثل الأمل بالنسبة للكثير من العلمانيين بمصر؟ وأجاب الكاتب بأنه ليس واثقاً فيما إذا كان الجيش متحمساً لتحقيق توقعات العلمانيين، مشيراً إلى أن الجيش ووزير الدفاع "السيسي" اكتويا في الماضي بنيران الثورة عندما أصبحا هدفاً للنقد أثناء حكم "المجلس العسكري"، وبناء عليه فإن المؤسسة العسكرية تفضل الحفاظ على الضبابية. وأضاف الكاتب أن وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي"، أعلن في الأسبوع الماضي أن الجيش لا يريد التدخل في السياسة الداخلية المصرية، ولكن إذا لم يكن هناك خيار آخر سيعمل على الحيلولة دون دخول البلاد للنفق المظلم للعنف. وأشار الكاتب إلى أنه من الصعب تحليل نوايا السيسي، وتساءل قائلاً: هل حاول تمهيد الأرض لسيطرة الجيش على مؤسسات الحكم؟ أم حاول تهدئة الإسلاميين الذين يعتزمون المساس بالمتظاهرين العلمانيين؟ أم أنه يجب تفسير الكلام ببساطة والقول بأن السيسي حاول تحفيز المعسكرين للحوار فيما بينهما لحقن الدماء؟ وأكد الكاتب أنه لا يوجد قصة حب بين الجيش والإخوان المسلمين، ولكن رغم تعالى أصوات المعسكر العلماني الآن إلا أن قيادة الجيش تدرك أن قرابة نصف الشعب المصري لازالوا يؤيدون الإخوان المسلمين، وبالتالي يدرك السيسي ورجاله أنه حتى لو سقط مرسي فإنه لا مناص من تعاون المعسكرين لإعادة إصلاح أوضاع مصر.