قرأت في صحيفة عدن الغد الورقية في عددها الذي حمل الرقم323ليوم السبت20 شعبان1434ه الموافق للتاسع والعشرين من يونيو لعام2013م خبرا مخيفا ومؤلما نقلته الصحيفة الغراء عن قناة الميادين الإخبارية التي تبث من العاصمة اللبنانية بيروت في تقريرا نشرته القناة عن ظاهرة اختفاء فتيات شابات جامعيات بعدن يهربن عن طريق سماسرة السفور الى دول الجوار ساعدهن في ذلك الحالة الاجتماعية الصعبة التي تعاني منها الاسر جراء الفقر المدقع الذي هشمها اصابني ذاك الخبر بالإحباط والالم المحرق من جراء التفشي المريع لهذه الظاهرة التي اتسعت ظاهرتها وتكرار نشرها وتداولها عبر مختلف وسائل الاعلام ولاسيما المقروءة والمرئية واضحت مقلقة لمن يمتلك صفة النخوة والغيرة ليس كمن ماتت عنده هاتان الخصلتان وشيع لمثوى الموتى وان مافتىء قلبه نابضا. ان هذه الظاهرة المزعجة التي اصابت المجتمع في مقتل واضحى من بعدها في غيبوبة سريره يتحسس نفسه لا يجدها ينبغي التوقف امامها بحزم وعلى اهل الحل والعقد فيه ان يشمروا السواعد وان يقفو وقفة الرجال للحفاظ على ما تبقى ان بقى شرف لهذا البلاد التي اضحت مسرحا من رأسها الى اخمص قدميها للخارج ليحفظ نسيج وقيم المجتمع المسلم وحتى لا نصبح مسبة بهواننا بين البشر وان كانت الاسرة والمجتمع وقبلهما الدولة التي تتحمل الذنب الاكبر ازاء هذه الظاهرة المقيتة فالفقر والمغالاة في المهور وقبلها عدم مراقبة الله من تلك الاطراف اوصلنا لهذا المنزلق الخطير ورضي الله عن سيدنا ابوبكر الصديق الذي قال مقولة عظيمه معتبرا فيها ان الموت الذي يفنى فيها الانسان ليس مصيبة بقول رضي الله عنه (الموت ليس اعظم مصيبة في الحياة اعظم مصيبة ان يموت فينا الخوف من الله ونحن على قيد الحياه) على المجتمع بكل اطرافه وفئاته ان يتصدى لهذه الظاهرة للحيلولة دون استفحالها وليتذكر مقولة(اصون عرضي بمالي لا ادنسه* لا بارك الله بعد العرض بالمال.
لمشايخ العلم وائمة وخطباء المساجد تعلمون اكثر من ناثر هذه الكلمات التي هزته الغيرة والحرقة للسبر في ملابساتها وانعكاساتها السلبية بالطبع ان الله قد اخذ عليكم العهد للتوضيح والتبيين وصدق الله يوم قال:( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)ال عمران187 وانتم من قادة هذا المجتمع فكونوا صادقين مع ربكم وعباده وقولوا كلمة الحق ولا تخافوا في الله لومة لائم لتعالجوا ظاهره ستحرق قيم المجتمع وستفتح ابواب العقاب عليه وانتم تعلمون ان المصلح افضل من الصالح فالصالح عمله ينفعه والمصلح يتعدى نفعه للغير وصدق الله يوم قال وماكان ربك مهلك القرى بظلم واهلها مصلحين ولما سألته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت (انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث) فكونوا انوار تهدي وترشد وتصدح بالحق في وجه الظالم مهما علا وكبر مقامه وشخصه.
للأسرة الكل مسترعى فيما استرعاه ربه وخالقه واولادكم امانة في اعناقكم ستسألون عنهم غدا بين يدي ربكم فالحذر الحذر فالخزي والفضيحة كما انها تلحقكم بالدنيا لن تجدو عنها مناصا ولامهربا في الاخرى وفي الاثر يقول النبي صلى الله عليه وسلم(مأمن عبدا يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة).
لوسائل الاعلام بشتى صورها كونوا دعاة الفضيلة لا دعاة الرذيلة وجهوا وارشدوا ونورو مجتمعكم من مخاطر الانزلاق نحو هذه الافعال المشينة جاهدو بأقلامكم والسنتكم ومتملكون يهديكم ربكم سبل الخير والفلاح وكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر لا مفاتيح للشر مغاليق للخير وما يحدث في دار جارك لا محاله غدا زائر دارك ونتقي قول الله من تتعدد اشكال حربه وصدق الله القائل(قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بأسكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون).
وانهي مقالي هذا لمن تجرد من الحياء والخوف من خالقه ومن خلقه بأبيات ارددها دائما للأمام العبقري الشافعي رحمه الله عندما قال: عفو تعف نسائكم في المحرم/وتجنبوا مالا يليق بمسلم من يزني في الناس بألفي درهم/في بيته يزنى بغير الدراهم من يزني يزنى به ولو بجداره/ان كنت ياهذا لبيبا فافهم ان الزنا دين فان ايدته/كان الوفاء من اهل بيتك فاعلم ياهاتكا ستر النساء وقاطعا/سبل الموده عشت غير مكرم لوكنت حرا من سلالة ماجد/ماكنت هاتكا لحرمة مسلم اللهم انا نشكو اليك ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس فارحم ضعفنا واستر عيوبنا واحفظ بيوتنا واخواتنا ومجتمعنا واكتبنا عندك من الفائزين المصلحين يأرب العالمين