قدم مارتن كوبلر مؤخرًا تقريره الوداعي إلى مجلس الأمن الدولي بعد عامين على عمله ممثلاً خاصًا للأمم المتحدة في العراق. ولكن تقرير كوبلر اقترن بمحاكمة لسجله خلال العامين الماضيين ذهبت إلى حد اتهامه بالتواطؤ مع النظام الإيراني في مؤامرة تستهدف آلاف المعارضين الإيرانيين العزل الذين يعيشون منذ سنوات في العراق. وينتمي المعارضون إلى منظمة مجاهدي خلق اكبر الفصائل المنضوية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يناضل من اجل إسقاط حكم الملالي في إيران.
3400 رجل وأمراة وتنظر طهران إلى المجلس على انه ألد أعدائها، ولكن الحلقة الأضعف في تنظيمات المجلس والأكثر انكشافا لضربات النظام الإيراني هي أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين يزيد عددهم على 3400 رجل وامرأة كانوا يقيمون منذ الثمانينات في معسكر أشرف بمحافظة ديالى شمال شرقي بغداد.
وما أن رحلت القوات الأميركية عن العراق عام 2009 حتى أصبح هدف النظام الإيراني، بتعاون تام من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، التخلص من هؤلاء المعارضين الذين تلقوا في عام 2003 ضمانات شخصية بسلامتهم وقعها جنرال أميركي، بحسب صحيفة الديلي تلغراف مشيرة إلى تعرض معسكر اشرف لهجمات القوات العراقية نيابة عن فيلق القدسالإيراني، على حد تعبيرها.
وفي عام 2011 استدرج كوبلر هؤلاء المعارضين الإيرانيين إلى القبول بمغادرة معسكرهم في محافظة ديالى والانتقال إلى قاعدة عسكرية أميركية سابقة في بغداد أُطلق عليها اسم "معسكر ليبرتي" الذي اتضح انه ليس أكثر من سجن رهيب، على حد وصف صحيفة الديلي تلغراف.
بلا ماء او كهرباء وهجمات وفي هذا السجن حيث يراقبهم حراس مسلحون ليلا ونهارا، بلا ماء أو كهرباء، مجردين من متعلقاتهم، تعرضوا إلى ثلاثة هجمات بقذائف الهاون في حزيران/يونيو وحده، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات منهم.
ويبدو أن هذا كله كان ممكنًا بفضل كوبلر الذي استقال أحد كبار مساعديه مدفوعا بغضبه على هذه الخدعة وقدم بعد استقالته شهادة أمام الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي. والأشد مدعاة للقلق في هذا كله ليس الدور الذي قام به مبعوث الأممالمتحدة فحسب، بل أيضا وزارتا الخارجية الأميركية والبريطانية اللتان استمرتا في تقديم دعمهما الكامل لكوبلر على مساهمته في هذه القصة المخزية، بحسب صحيفة الديلي تلغراف.
وعندما قدم كوبلر تقريره الوداعي إلى مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي مستعرضًا سجله في العراق سارعت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي إلى إدانته بوصفه "فبركات وخيانة لحقوق الإنسان وبقعة سوداء في سجل الأممالمتحدة". وحذرت رجوي من وجود دلائل على استهداف معسكري ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي بهجوم دموي آخر وشيك.