قبل أن نلج إلى حوارنا سنعطي القارئ الكريم نبذة مختصرة عن حياة الدكتور / محمد حسين حلبوب الذي ولد 14/ 1/1959م بيافع محافظة لحج, ودرس الثانوية في زنجبارأبين، وتخرج في عام 1978م، ثم حصل على البكالوريوس في المحاسبة بدرجة امتياز من جامعة عدن عام 1982م، وأخذ الماجستير في المحاسبة بدرجة امتياز من جامعة خاركوف في الاتحاد السوفيتي سابقاً عام 1987م، ثم أخذ الدكتوراه في العلوم المالية والتدوال النقدي من جامعة كييف أوكرانيا بدرجة امتياز عام 1992م. وعمل معيدا ومدرسا في كلية العلوم الاقتصادية والإدارة جامعة عدن له الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية في العلوم الاقتصادية والتجارية وإدارة الأعمال، وكذلك دراسة حول القضية الجنوبية مظاهرها, أسبابها, حلها التي تعدها الهيئة الفكرية للحراك الجنوبي.. هذه الشخصية فرضت نفسها على الساحة من خلال أطروحاتها الناضجة ومواقفها الثابتة في الدفاع عن هوية الجنوب أرضاً وإنساناً، وكان من أوائل الرافضين لسياسة أمر الواقع التي فرضت على الجنوب بعد 1994م، وذلك من خلال كتاباته في صحيفة "الأيام" وقيامه بالاعتصامات السلمية المبكرة في ساحة العروض عدن 1994م، وهو عضو مؤتمر الحوار الوطني حالياً.. وللإطلاع والاستفادة أكثر عن سيرته العلمية والعملية يرجة زيارة موقع منتدى قبيلة يافع. صحيفة (عدن الغد) التقت الدكتور / محمد حسين حلبوب وأجرت معه هذا الحوار: حاوره / الحماطي * سيادة الدكتور محمد حسين حلبوب يسعدنا أن نرحب بكم في صحيفة عدن الغد. - مرحباً .. يسعدني ذلك، وهي مناسبة لأشكر صحيفة (عدن الغد) على دورها وعملها الجبار ورسالتها الإعلامية التي تعكس معاناة الناس ودورها البارز في مؤازرة الحراك الجنوبي من خلال التغطية المتواصلة للفعاليات والمهرجانات، ونحن نقدر لها هذا الجهد وكذلك دورها في إجراء مثل هذه الاستطلاعات مع أعضاء مؤتمر الحوار عن مكون الحراك الجنوبي والتي نجد من خلالها فرصة للتواصل مع أبناء شعبنا في الجنوب.
* إلى أين وصلتم في مؤتمر الحوار خصوصاً وأن المدة المتبقية وجيزة وإلى الآن لم تلوح للأفق أي حلول تحظى بالتوافق بشأن القضية الجنوبية؟ - قطعنا خطوات كبيرة، والتي أذابت جليد الذغينة بين المتحاورين، والانطلاق نحو إيجاد حلول علمية وعملية لكل القضايا، أما بخصوص قضية شعب الجنوب فقد تمكن المؤتمر من حل مشكلة السلطة، وقدمنا مقترحنا وسقفنا، وما زلنا في طور النقاش لحل يرضي شعب الجنوب بشأن تقسيم الثروة والإتفاق على المبادئ التي سوف توصلنا إلى حلول عادلة ومنطقية وجذرية لها والتي ترضي شعب الجنوب.
* يرى الكثير من السياسيين أن القضية الجنوبية لن تحل نهائياً بنهاية مؤتمر الحوار، خصوصاً إن الغالبية من أعضاء المؤتمر من أبناء الشمال، وبعض القوى الخارجة تعارض مشروع الفدرالية من إقليمين، ويلقى رفض قاطع من قبل الشعب في الجنوب، فإن صح ذلك هل تتوقع أن تحل بمبادرة أخرى من هنا أو هناك؟ - نحن نحاول إقناع إخواننا في الشمال الممثلين في الحوار أن استعادة دولة الجنوب هي لمصلحتهم، ونحن لسنا أصحاب القرار، وإنما أصحاب الحوار.
* ما رأيك باستمرار الفتاوى التكفيرية من قبل بعض العلماء لبعض أعضاء الحوار حسب ما ورد في وسائل الإعلام والتي يرى الكثير بأن ليس لها علاقة بالدين والشريعة وإنها باطلة ويجب الفصل بين الدين والسياسة؟ - بكل أسف يحاول البعض أن يشوه الدين الإسلامي بفتاوى التكفير المتكررة بحق أناس مسلمين، وأتمنى من هؤلاء العلماء أن يفتونا كيف تقسم الثروة في الإسلام بنصوص شرعية بدلاً من فتاوى التكفير.
* معروف أن المناضل محمد علي أحمد من الشخصيات الجنوبية التي اتصفت بالشجاعة والجراءة والمواقف الوطنية المتسقة وغير المتناقضة لكنه تعرض لحملة إعلامية وانتقادات كثيرة لمشاركته في مؤتمر الحوار كيف تعلق وترد؟ - المناضل والقيادي الشجاع محمد علي أحمد دخل الحوار وعنده دراية بكل خطوة يقوم بها، فهو سياسي محنك ومقدام، وقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه لجراءته وشجاعته والدور الكبير الذي يقوم به في مؤتمر الحوار، وكما يقول المثل (من باسل عاش وأكل لحم الكباش)، أما الحملة التي تعرض لها والانتقادات، فهو معذور لأن شعبنا الجنوبي له تجارب كثيرة من التاريخ التي أفقدته الثقة بالحوارات والاتفاقيات مع القوى في الشمال والأحزاب، ولكن أجزم لك أن تتحول هذه الحملة والانتقادات إلى ثناء وإنصاف للمناضل محمد علي أحمد عندما تأتي النتائج التي ترضي شعب الجنوب والتي يعمل من أجلها والتي سوف تعزز من رصيده النضالي المعروف والمشهود به.
* ما هو الخيار البديل لديكم إذا وصلتم إلى طريق مسدود وعدم الحصول على النتائج والحلول التي ترضي شعبنا الجنوبي؟ - كنا وما زلنا نؤمن بالحوار كوسيلة حضارية لحل أية مشكلة، ونتمنى أن يستوعب إخواننا أبناء الشمال في الحوار مثل هذا وأن يبادروا بحلول منطقية ومرضية للقضية الجنوبية، وإذا لم يتسن ذلك فإننا سوف ندعو شعبنا الجنوبي إلى الانتقال إلى المرحلة الثالثة للحراك الجنوبي.
* هل يوجد بينكم تواصل مع القيادة الجنوبية في الداخل والخارج والتي رفضت المشاركة في الحوار؟ - نعم .. يوجد بيننا وبين الجزء الأكبر من قيادات الداخل والخارج وبيننا تناغم مع الآخرين.
* ما هي كلمتك الأخيرة في ختام هذا المقابلة ولمن توجهها؟ - أدعو الجميع إلى تقوى الله في شهر رمضان المبارك وتقديم الصدقات والعطايا والأعمال الصالحة والإبتعاد عن الأنانية والطمع والجشع.. وأشكرك وأشكر صحيفة (عدن الغد) مرة أخرى.