اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستستأنف في 14 آب/اغسطس الجاري في القدس ثم في اريحا بالضفة الغربية، بعد الاتفاق على ذلك في أواخر تموز/يوليو في واشنطن، ودانت مجددا الاستيطان الاسرائيلي. واوضحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان هذه الجولة الثانية من المحادثات ستجري برعاية الممثل الخاص للولايات المتحدة في هذا الملف السفير مارتن انديك، مشيرة الى ان وزير الخارجية جون كيري لن يتحدث في هذه المناسبة.
واضافت بساكي خلال مؤتمرها الصحافي اليومي ان "المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ستستأنف في 14 آب/اغسطس في القدس على ان يليها اجتماع في اريحا". ولم تقدم مزيدا من التفاصيل.
وبعد تعثر استمر ثلاث سنوات وما يفوق الستة عقود من صراع تاريخي، استأنف رئيسا الوفدين التفاوضيين الاسرائيلية تسيبي ليفني والفلسطيني صائب عريقات في 29 و30 تموز/يوليو حوارا مباشرا برعاية كيري الذي زار المنطقة ست مرات منذ آذار/مارس الماضي.
ويومها وافق الطرفان على السعي الى ابرام اتفاق سلام نهائي في غضون تسعة اشهر، على ان يلتقيا مجددا في منتصف آب/اغسطس في اسرائيل او في الاراضي الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه قامت اسرائيل بخطوة نحو بناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، كما اعلن الخميس مسؤول اسرائيلي. واصدر الإذن الأصلي لبناء اكثر من الف مسكن وزير الدفاع موشي يعلون قبل اشهر.
واكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة ابلغت حليفها الاسرائيلي ب"هواجسها" وذكرت بالموقف المبدئي لواشنطن حول الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية. واضافت "لا نقبل بشرعية متابعة النشاط الاستيطاني. وقال وزير الخارجية بوضوح انه يعتقد ان الطرفين جلسا الى طاولة المفاوضات بنية صادقة والتزام بالتعاون لاحراز تقدم".
غير ان اسرائيل تؤكد انها لم تقطع اي تعهد بخصوص تجميد الاستيطان بالكامل وهو احد الشروط الفلسطينية لاستئناف المحادثات.
وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ان بناء وحدات سكنية اضافية يشكل "تدميرا متعنتا لفرص السلام القليلة".
وأضافت في بيان "ان كانت الولاياتالمتحدة تريد السلام فعليها التدخل فورا وبفعالية"، في اشارة الى المساعي الاميركية للعب دور محوري في استئناف المفاوضات.
وكان دبلوماسيون اميركيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم المحوا في اواخر تموز/يوليو خلال اطلاق عملية المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية ان الاستيطان سيتواصل.
واعلنت بساكي اخيرا ان جون كيري وسوزان رايس رئيسة مجلس الامن القومي سيستقبلان مساء الخميس والجمعة في البيت الابيض مسؤولي مجموعات يهودية وعربية اميركية لمناقشة عملية السلام.
الاتحاد الأوروبي يرحب بالمفاوضات في غضون ذلك، رحب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز بالتزام الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالمفاوضات التي تجري حاليا بواشنطن .
وأضاف في بيان إن مستوى المفاوضات وقدرة وخبرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يبعثان على التفاؤل الحذر وإن كان هذا التفاؤل قائماً على أساس متين .
وأكد البيان أن البرلمان الأوروبي سيواصل تأييده لكل الجهود التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاقية حول قضايا الوضع النهائي تنهي جميع الدعاوى وتفي بكل طموحات الطرفين .
عباس: متمسكون بثوابتنا بدوره أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الخميس، أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ستبدأ قريباً، مشدداً على التمسك ب"الثوابت الوطنية" الفلسطينية .
وقال عباس عقب وضع أكليل من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بمناسبة عيد الفطر، "متمسكون بثوابتنا وفي مقدمتها القدس عاصمة لدولة فلسطين".
هنية ينتقد ومن جانبه، انتقد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس الخميس، عودة السلطة الفلسطينية للمفاوضات مع "إسرائيل" .
وقال هنية خلال خطبة عيد الفطر التي ألقاها في ملعب اليرموك وسط غزة: ''نرفض التسوية والعودة للمفاوضات، وعلى السلطة ألا تضع كل البيض الفلسطيني في سلة التسوية الهامدة التي مضى عليها أكثر من 20 عاماً، فهذا النهج لا يحقق لشعبنا إلا مزيداً من التيه، وللاحتلال مزيداً من التهويد والاستيطان” . وحذر السلطة من تقديم “أية تنازلات عن الحقوق والثوابت”، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لم يخول أحداً للتنازل عن حقوقه وثوابته