لا يغيب عن أذهاننا أننا كنا نعيش في عهد الدولة اليسارية الاشتراكية في دولة الجنوب تربينا تربية على نظرية ماركس. وإنجلز واحتفينا بميلاد لينين المؤسس العظيم للاشتراكية وكان الإعلام لدولة الجنوب حينها يصنف دول الخليج العربي بالدول الإمبريالية والكهنوتية التي لم تتوانى عن التآمر على دولة اليسار التقدمي في جنوب الجزيرة العربية.
ولذلك تربينا تربية أشتراكية بأن دويلات النفط الخليجية عدوة للجنوب وشعبه حسب المنهاجية التي ترسخت في أدبيات الحزب الحاكم الاشتراكي الذي حشد عقولنا ضد هذه الأنظمة وادخلنا في وتيرة صراع لم تنتهي معهم. حكامنا الذين كانوا لا تأتي مناسبة الا وكان يذّكروننا بكهنويتهم وامبرياليتهم وأننا لن يهدأ لنا بال نحن الدولة التقدمية الا بتحريرهم من نظمهم الاستبدادية. هكذا تشربنا تلك الأفكار التي رسخها في عقولنا زعماء الجنوب وحزبه السياسي الاشتراكي الحاكم ووفق لهذه المعطيات التي نذكر انفسنا وإياكم وهم بها اليوم. واليوم لازال شعب الجنوب يعاني المؤامرة من تلك القيادة الي اصبحت طوعا وأدوات بيد تلك الأنظمة التي علمونا انها لم ترضى عنا كشعب عاش معاناته معهم. طبعآ كل ذلك نستخلصه من مفهوم الرفاق أو انه تغيرت مفاهيم الأمس عن اليوم وأصبحوا أدوات الكهنوتية كما كان يطلقوا عليها هم انفسهم من كانوا أعداء لها فالقيادات التي تطلق على نفسها تاريخية اليوم تمرح ذهابا وإيابا الى دول الخليج المتآمر كما علمونا سابقا . ويذهبون إلى هناك فيما الجنوب لم ينال منهم ابسط الحقوق وهو الاعتراف بحقه في استعادة دولته التي يعرفونها كما يعرفون ابنائهم وفوق ذلك نجدهم يدعمون دولة اللانظام والقبائل والعشائر في الشمال على حساب دولة سيادة النظام والقانون في الجنوب. والغريب في الأمر ان تلك القيادات لديها قصور نوايف وشركات واستثمارات لاتعد ولا تحصى في دول الخليج الكهنوتي الذي اسموه وبات مستقرا رئيسيا لأسرهم وأبنائهم وأحفادهم فهل يمكن ان ندرك حجم المؤامرة من دول الكهنوت التي يعيش فيها من أسموها وأصبحوا أدوات هذه المؤامرة فعلا صدق المثل القائل (( كما تدين تدان ))!