يظن الأغبياء ان لحجا ليست سوى ارض الفل ، وان أبناء لحج ليسوا سوى أناس رقيقي المشاعر لا يحسنون إلا الرقص والغناء. لأجل ذلك تراهم وبعد ان كسروا في أكثر من منطقة يجربون أنفسهم اليوم على أبناء هذه المدينة الوادعة المسالمة عل هؤلاء الأشاوس يستعيدون ثقتهم بأنفسهم ويسجلون في مذكراتهم أنهم قد حققوا نصرا على النساء والشيوخ والأطفال الذين حرموهم حتى حقهم في فرحة العيد التي انتظروها طويلا. ربما لم يدرس هؤلاء المتكبرون المتجبرون يوما ولم تعلمهم التجارب ان الظلم يفجر طاقات البسطاء ويصنع منهم رجالا اشداء صناديد، يعلنونها ثورة على الظالم ، مرددين نشيد العزة والقوة (ياشاكي السلاح شوف الفجر لاح ..حط يدك على المدفع زمان الذل راح). إذلال الناس والاستهزاء بهم ليست من شيم الرجال ، وان ظن البعض ان طيبة وسمو أخلاق أبناء منطقة ما ضعفا ، فذاك لعمري تصرف أهوج ينم عن غباء سيحصد صاحبه نتائجه مرا وعلقما. لن تستقبل لحج القتلة بالفل والكاذي والبخور كما تفعل مع كل من يطأ أرضها ، ولن تزعرد نساؤها لعربات الجند والمصفحات التي تستفز سكون المدينة ووداعتها. سيكون من حق الكاذي ان يتحول إلى شجر صبار جارح، ومن حق البخور ان يتحول إلى غاز سام ، كما يمكن لعناقيد الفل التي تشك لتتزين بها خصور الفاتنات واجيادهن ان تتحول إلى احزمة ناسفة تذود عن حمى المدينة وكرامة أهلها. فيا هؤلاء سالموا لحج تسلموا ان أردتم السلامة ..أو بادلوها الكره والبغض ان شئتم وكما تفعلون الآن وساعتها ربما تجدون ما لا يسركم.