دأب محمد صلاح وهو شاب جنوبي في العقد الثالث من عمره على الحديث مع كل من يصادفه شاكيا له التهميش الذي قال انه طاله عقب الانتفاضة الشمالية التي اطاحت بحكم الرئيس اليمن السابق صالح وانضمام جنوبين قال انهم كانوا يقفون في صف الرئيس اليمني صالح قبل الاطاحة به ليعودوا الى ركبة موجة الحراك الجنوبي وثورته التي كانت تناديهم وتتوسلهم العودة الى الجنوب ويعملون على الاطاحة بالثوار الذين سبقوهم بأعوام. يتحدث صلاح بحزن شديد على ما قال ان الثورة التي فجرها بصحبة رفاقه قد سرقها من كانوا يشاركون المحتل اليمني في سرقة ثروات وخيرات الجنوب.
وليس محمد صلاح وحدة من يعاني من التهميش الممنهج (كما يقول) بل هناك المئات حصل لهم ما حصل لمحمد الذي بات اليوم حزين على ايام قال انا مرت صعب عانى فيها الكثير خلال مشاركته في تظاهرات كان الأمن اليمني يقمعها بقوة , واصبحت الثورة الجنوبية اليوم يقودها ناس كانوا الى العام 2011م , ينتقدون الجنوبيين في ثورتهم ومعهم كما قال ادلة وبراهين على ذلك.
وقال " منذ عام تفجير الثورة الجنوبية في العام 2007م ونحن ننادي ابناء الجنوب بالعودة الى الجنوب والانضمام معنا في الثورة من اجل طرد المحتل من ارضنا لكن بعد ان يأسنا من مناشدتهم فوجئنا بأن من فقدوا مصالحهم بفعل رحيل الرئيس صالح عادوا الى الجنوب وعمدوا على اقصاء وتهميش كوادر الثورة الجنوبية ومفجري بركانها , بعد سنوات كانوا فيها يسبحون بحمد علي عبدالله صالح".
وبات الكثير من الجنوبيين يشكون اليوم من التهميش الذي قالوا انه يطالهم من قبل قيادات ورموز الحركة الوطنية الجنوبية ومن وسائل اعلام جنوبية.
وقال نشطاء جنوبيون كانوا من اوائل من فجر حركة احتجاجات شعبية باتت اليوم تسيطر على معظم مدن الجنوب وطالبت منذ العام 2007 باستقلال دولة الجنوب " انهم يعانون من التهميش الممنهج الذي يطالهم واصبحوا كما قالوا خارج المعادلة السياسية للثورة الجنوبية بعد ان تصدرها ثوار قالوا انهم اتوا اليها بعد نحو خمسة اشهر من انتفاضة شهدها الشمال اليمني اطاحة فيما بعد بحكم الرئيس اليمني السابق صالح الذي كان يحكم اليمن لأكثر من 33عام".
وتسببت انتفاضة شمالية اتت بفعل موجة الربيع التي اجتاحت دول عربية بينها اليمن في فقدان جنوبيون لمصالحهم التي كانت ترتبط بحكم الرئيس صالح , وعودتهم لتصدر مشهد الثورة الجنوبية التي كانت تتخذ من حركة التغيير الشمالية موقف على انها حركة تخص الشمال وحدة ولا دخل لهم كجنوبيين فيها.
وعاد العشرات قال نشطاء جنوبيون انهم يعرفونهم بالاسم الى تصدر مشهد الحراك الجنوبي بعد اقل من عام من ترديدهم لشعارات (الشعب يريد اسقاط النظام) وهو شعار تم ابتكاره رفع في معظم دول الربيع العربي , وعادوا الى رفع علم دولة الجنوب بعد ان يأسوا من حركة التغيير الشمالية التي قالوا انها لم تحدث اي تغيير في النظام اليمني سواء رحيل صالح ليعقبه نائبه".
وبعد فشل حركة التغيير الشمالية في تحقيق اهدافها عاد نشطاء من الجنوب كانوا الى وقت قريب من دعاة اسقاط نظام صالح الى الجنوب ومشاركة نشطاء كان لهم الفضل الأول في اشعال فتيل الثورة الجنوبية التي سبقت حركة التغيير الشمالية بأعوام, ليعمدوا على ابعادهم من الثورة وتصدرها كقيادات.
ويتهم نشطاء جنوبيون قيادات الجنوب التاريخية بما اسموه شرذمة الحراك من خلال تبنيها لتيارات يقودها نشطاء في سن المراهقة ناهيك عن اغراق الحراك الجنوب بالمال السياسي الذي يقول نشطاء ان يوزع بالتنافس من اجل كسب ولاءات لهم في الداخل.
وأكد نشطاء جنوبيون " ان شهر رمضان المنصرم شهد خلافات نشبت بين نشطاء اصدقاء في مدينة المعلا بسبب مبلغ 5000$ امريكي كانت قد ارسلت من قبل مكتب البيض في بيروت وسبب الخلافات كما قال مقربون منهم انها احصلت بسبب خلاف حول اقتسام المبلغ المالي.
الى متى ونشطاء الحراك الأوائل خارج حسبة القيادية العليا للحراك ؟ وكيف يمكن ان ترد الاعتبار لم طالهم التهميش طوال العامين الماضيين؟ والذي قد يقود الى شرذمة الحراك الجنوبي واضعاف قوته. من ينتصر للأحرار الاوائل ؟؟!! سؤال بحاجة الى اجابة