في صحيفة الاندبندنت الصادرة صباح السبت أجابت الكاتبة المصرية والناشطة السياسية أهداف سويف على اسئلة تتعلق باندلاع العنف وتأججه في مصر. هل كان العنف حتميا ؟ تقول سويف إن وزارة الداخلية المصرية لا تعرف إلا شكلا واحدا للعمل، هو القوة الوحشية. كان أحد مطالب ثورة 25 يناير هو تفكيك أجهزة وزارة الداخلية وإنشاء قوة شرطة مسؤولة. الإخوان المسلمون استخدموا أساليب تصعيد العنف منذ انتخابهم عام 2012، اعتصاماتهم كانت مسلحة وخطاب القيادة كان فيه دعوة للشهالدة. إذن وجود وزارة الداخلية بوضعها الحالي والاخوان المسلمون الذين يعشقون دور الضحية أجج الأحداث. وعن مبررات عزل مرسي قالت سويف: بسبب ظروف البلد وعد مرسي أن يحكم بالتوافق وان يمثل الشعب المصري لا جماعة الإخوان المسلمين، لكنه خالف تعهداته. كان مبرر عزله هو مطالبة الملايين بذلك وكذلك كان المحتجون يقتلون في الشوارع في عهده. أظن لو تمكن الاخوان المسلمون من البقاء في السلطة ولو أجريت انتخابات لسقطوا. وعن ما يمكن أن يؤدي إليه "خطاب الإخوان المسلمين الطائفي" قالت سويف إن مصر عبر تاريخها كانت بلد التنوع وتعايش المجموعات السكانية المختلفة عبر 7 آلاف سنة من تاريخ البلد، مع الحفاظ على الهويات المختلفة للمجموعات السكانية. لقد فقدنا بعض سمات التنوع تلك في السنوات السبعين الأخيرة، تقول سويف، لكن المجتمع بقي متماسكا ومحتفظا بالتعددية. الخطاب الطائفي هو مناقض للتعددية، وبذلك فإن هذا الخطاب كفيل بتمزيق نسيج هذا المجتمع. الولادة المؤلمة للديمقراطية العربية وفي صحيفة الفاينانشال تايمز حملت الافتتاحية العنوان أعلاه. مع وصول التجربة الديمقراطية المصرية نهاية دموية، هذا أيضا كان مصير الأمل الأخير في الربيع العربي، هكذا تستهل الصحيفة افتتاحيتها. لقد تبدد الوهم في أن يشهد العالم العربي مرحلة من الديمقراطية والعلاقات الودية مع الغرب بإطلاق قوات الأمن المصرية النار على مواطنيها. المسؤولية عن فشل الديمقراطية في مصر وليبيا واليمن هي مسؤولية مشتركة، كما ترى الصحيفة، فقد تشبثت القوى المضادة للثورة بالسلطة ولم يتعلم الإسلاميون والليبراليون بعد قوانين العمل الديمقراطي. هناك حاجة لعمل شاق ومنظمات وقوانين خاصة من أجل تحقيق الديمقراطية. إلى ذلك يمكن أن نضيف الموقف التاريخي المتذبذب للغرب من التعبير الديمقراطي في المنطقة، فالكثير من الثورات اندلعت ضد أنظمة أوتوقراطية مدعومة من الغرب بسبب مصالحه النفطية ومن أجل ضمان أمن إسرائيل. كارثة على أعتاب أوروبا العنوان أعلاه حملته افتتاحية صحيفة الغارديان. قبل مضي يومين على الصدمة الدموية التي أودت بحياة 640 شخصا وأدت إلى جرح 4 آلاف بدأت دورة الموت من جديد في مصر: بدأت الاعتقالات في الليل، تلتها مظاهرات حاشدة في أنحاء البلد، ولعلعة الرصاص في قلب القاهرة. البلاد أمام هاوية سحيقة تحت حكم النظام العسكري. لو حققت الحكومة طموحها في تفكيك جماعة الإخوان المسلمين ستكون قد حققت شيئا لم يطمح إليه حتى نظام الرئيس السابق حسني مبارك، لكن العملية قد تؤدي إلى تمزيق مصر. استخدمت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين برغم ذلك فبإمكاننا القول أن قمع الإخوان المسلمين حتى الآن لم يعترض عليه سوى حركة 6 إبريل وحزب النور السلفي واليسار الثوري. معظم الأحزاب والمنظات الأخرى تعتبر الإخوان المسلمين إرهابيين وتدعم خطوات الحكومة. والمجتمع الدولي بدأ يدرك حجم المأزق: مصر على أعتاب أوروبا، واذا اندلعت حرب أهلية، وهو احتمال ما زال واردا، سيتجه النازحون شمالا باتجاه أوروبا. الضغط الأوروبي على الحكومة المصرية هو الأهم، في الوقت الذي عبرت فيه السعودية عن دعمها لخطوات الحكومة، هكذا تنهي الصحيفة افتتاحيتها. هناك الكثير على المحك امام الجيش المصري خياران، كما تقول صحيفة التايمز في افتتاحيتها: إما الاستمرار في الخط الحالي وجر البلاد إلى نزاع طويل بين الدولة البوليسية والإسلاميين، أو التكفير عن القتل والعودة بالبلاد إلى المسار الذي تعهدوا به، وهو الحكومة التي تمثل الشعب. يتحمل الجنرال عبد الفتاح السيسي الآن المسؤولية عن مقتل 600 مدني، ولكنه لن يستمع إلى الأجانب يلقون عليه دروسا حول المسار الذي يجب أن يتخذه. لكن في بعض الأحيان تصاب العقول بغباش في الرؤية في مكان الجريمة، ويمكن لرؤية من الخارج أن تكون مفيدة. في حالتنا هذه تتطلب مصلحة الشعب المصري المصالحة بين الإسلاميين والديمقراطية، حسب صحيفة التايمز.