نبيلة الوليدي من محافظة أبين , ومن مواليد مدينة تعز الجمهورية اليمنية , عملت خمس سنوات معلمة للقرآن الكريم , ثم معيدة في مادة العقيدة في دار العلوم الشرعية التي تخرجت منها عام 2009م أديبة وكاتبة مقال وداعية وشاعرة , نشرت العديد من المقالات التربوية والأدبية في العديد من المجلات العربية والمواقع الإلكترونية قبل أن تصدر لها دار رواية روايتين ( ثائر في وجه الريح) و( حكاية فرح). ترعرعها في وسط أسرتها الكبيرة جعلها تعشق هذا الكيان فتخصصت في الإرشاد الأسري , تعمل حاليا مرشدة أسرية ومدربة في مجال التنمية البشرية والعلاقات , وكاتبة مقال في جريدة ( أخبار اليوم .اليمن ).
* هل تملكين أنتاج مطبوع ذا طابع أدبي ؟ روايتان ( ثائر في وجه الريح حكاية فرح)
* الروايتان مطبوعتان ؟ البداية كانت بكتابة القصة القصيرة ..بعدها شعرت بأني اريد قول الكثير فكتبت أول رواياتي (ثائر في وجه الريح ) وضع بصمة في الحياة هدفي وإنتاج قصص أدبي رفيع غير مبتذل يحوي قيم الفضيلة هدف آخر الروايتان مطبوعة صادرة عن درا رواية للنشر ( الرياض) وشاركت بها الدار في عدة معارض دولية.
* قيم الفضيلة هل نلحظ منى ديني اخوانيا مثلا في كتابة الرواية لدي نبيلة آل وليد؟ قيم الفضيلة تتساوى لدى جميع البشر وهي ثابتة لا تتغير ولا تؤطر بمذهب خاصة القيم الروحية.
* هناك مدراس لكتابة الرواية وأقلام نسائية عربية معروفة هل هناك أسماء معينة تأثرت بها نبيلة؟ في الواقع أنا قرأت الروايات العالمية المترجمة في صغري واعتقد ان أكثر رواية علقت بذهني هي رواية ( ذهب مع الريح ) أميل للرواية المترجمة أكثر وأعجبتني روايات الكيلاني وأضافت لمخزوني الأدبي وتأثرا بالأسلوب الراقي للكيلاني لمخزوني وتأثرت.
* هل القضية الجنوبية عكست نفسها على أدبك الروائي ؟ أنا جنوبية الأصل وأحيى وسط أسرتي الجنوبية وملتصقة بأعرافها , واعتقد أن سمة الشخصية الجنوبية ظاهرة بقوة في أشخاص أبطال رواياتي , لكن القضية الجنوبية لم تظهر بقوة في الروايات لأن الصورة ربما غبر مكتملة لدي أشرت لحرب أربعة وتسعين في روايتي "ثائر في وجه الريح".
* كأديبة ومؤمنة بقضية الجنوب ممكن تعطينا فلسفة للثورة الجنوبية؟ هي ثورة لاستعادة الهوية , للأسف عملت السلطة السابقة في اليمن على طمس هوية الجنوب , وتهميش دورهم الريادي , وتنحيتهم عن مواقع صنع القرار , وتغييبهم عن الشهود الحضاري اللائق بهم كشعب عريق , واستبدت بالأمر متجاهلة إيّاهم كما فعلت تماما بخصومها ومناويها في الشمال .
* من الناحية الثقافية هل ترين أن ثمة فروق بين الجنوب والشمال؟ لا توجد فروق تذكر في الثقافة لأنها مستمدة في الشطرين من الدين الإسلامي , لكن ثمة فروق في الشخصية الجنوبية والشخصية الشمالية , خلقها تباين البيئات بين الشمال والجنوب التي ينشئ فيها الأفراد , وهذا أمر طبيعي فأهل السهول ليسوا كأهل الجبال وأهل الجبال مختلفين في سماتهم الشخصية عن أهل التهائم والبوادي ,وهكذا.. * هل كان هناك اهتمام رسمي يمني بنبيلة كموهبة يمنية؟ للأسف لم أجد أي اهتمام ,شأني شأن أمثالي من الأدباء والأديبات في اليمن , بل شأن عامة الشعب , لو أن الحكومة السابقة كانت تهتم بأمر المواطن كما ينبغي لما ثار الشعب ضدها وطالب برحيلها, ولو أنها تبنت الموهوبين من أبناء الوطن لشهد هذا الوطن نهضة ثقافية واقتصادية وعلمية منقطعة النظير , لأن الموهوبين والمبدعين في اليمن كثيرون .)
* ما علاقة الأدب بالسياسة ؟ علاقة المراقب .. في تصوري ان الأديب يراقب وينقل بصدق وبنقد الموقف السياسي كما أنه أيضا يؤرخ للحقبة الني يكتب عنها.
* هناك أسماء نسائية عربية كمستغانمي وغادة السمان وحتى محليا كنبيلة الزبير تأثرت كثير من الأجيال بهم هل لمس ذلك شيء لدى نبيلة؟ يؤسفني أن لم اقرأ لهذه الأعلام الأدبية , لكني موقنة بأنها تركت أثرا طيبا في الجيل ,الرواية عادة يقرأها الشباب والمراهقون ويقبلون عليها أضعاف إقبالهم على ما سواها.
* الحرية في الأدب ماذا تعني لك وهل التابوت، المحرم ، الجنس ، الدين السياسة ، موجودة بروايات وهاجس نبيلة؟
الروايات تصوير للحياة وهذه المفردات هي الحياة, لذا لابد من وجودها في كل عمل أدبي ,المهم هو كيف يتناولها الروائي ,وكيف بصورها ..
* كيف ترى نبيلة آل وليد المشهد الأدبي في اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص؟
الموقف الأدبي في اليمن عموما بشطريه يعيش في الظل , بوجد مبدعون غير مسلط عليهم الضوء , وأنا مثال حي لهذه الحقيقة المؤلمة ,أنا ظهرت واحتضن قلمي وأدبي خارج اليمن , وثمة إشكالية أخرى ألا وهي المحسوبية والشللية والحزبية ,إذا لم تكن جزء من هذه المنظومات فلن تجد من يمد يده إليك أو يأبه لأمرك
* تعتبر تعز العاصمة الثقافية لليمن ومن وجودك بها الم تتقدمي إلى المؤسسات الراعية للمبدعين هناك ؟ لم أفعل لأن الغالبية لا تهتم بصنف الرواية ,حتى المسابقات المعلن عنها لم يدخل فيها أدب القصص.
* من هي الأسماء التي تقرأ لها نبيلة الآن محليا وعربيا وعالميا ؟
لا توجد أسماء معينة ,يجذبني عنوان فأتناوله وأقرا , لاحظت أن الأدب العالمي انحدر عن المستوى الذي ظهر به في منتصف القران الماضي ,الإصدارات لأدباء معاصرين أقل بكثير من الأدباء القدامى , وحتى قرأت روايات حازت جوائز عالمية.. وجدتها لا تستحق هذه الجوائز !!
* هل ترى نبيلة ان المرأة لازالت مقموعة أم ان الوسائط الالكترونية كانت متنفسا حتى للأديبة ؟
المرأة فعلا مهضومة الحق مهيضة الجانب في مجتمع الإنسانية وليس في مجتمعاتنا الشرقية فحسب وهي تناضل كناحت صخر لتجد لها مكانا ..الوسائط الإلكترونية تعد وسيلة تنفيس وانتشار غبر مكلفة للمرأة
* ما جديدك ؟
روايتي 3( فصول قبل الربيع )ستصدر قريبا انشاء الله ..نروي فصولا من معاناة الإنسان في هذا الوطن وتوضح لماذا انطلقت ثورة الربيع في اليمن.
* هل تواجهين صعوبة كونك جنوبية في مدينة كتعز؟ أواجه الصعوبات التي تواجهها المرأة الأدبية في مجتمع ذكوري , ووجودي في مدينة تعز مثل فرصة لظهوري ككاتبة وأديبة.
* قمت بنشر روايتك الأولى والثانية خارج اليمن ,لماذا لم تنشريها في الداخل؟ روايتي الأولى بقيت في الدرج قرابة عامين , حاولت نشرها عدة مرات في الداخل فلم أتمكن من ذلك لأن دور النشر التي عرضتها عليها في اليمن تطالب المؤلف بدفع نصف مبلغ الطباعة وتحمله مسؤولية تسويق نصف الكمية , وظروفي لم تسمح لي بذلك , وعندما تيسر لي طباعتها خارج اليمن لم أتردد ,لأن دار النشر هناك تتولى تكاليف الطباعة ومؤنة التسويق , وثمة ميزة أخرى في طباعة الرواية خارج اليمن ألا وهي اتساع رقعة الانتشار ,وفرصة أكبر للشهرة .
* يبدو أنك واجهت صعوبات جمة حتى تمكنت من نشر روايتك الأولى , حدثينا عن رحلة خروج روايتك الأولى للنور ؟
عندما كتبت (ثائر في وجه الريح ) لم أكن أتصور بأنها ستصبح رواية بالمعنى الحقيقي , كنت أمارس ترفا فكريا فحسب , وبعدما أتممتها تركتها جانبا قرابة العام وعندما عدت لأقرأها وجدتني أمام نص روائي بكل ما تعنيه الكلمة ,إنها تشبه الروايات التي كنت أقرأها وتدهشني , انطلق هاجس بداخلي "عليّ السعي لنشرها ,إنها رائعة وتستحق بذل الجهد لإخراجها للنور" وبدأت رحلة البحث عن سبل نشرها ,رحلة عام مرت دونما فائدة , وكاد اليأس أن يتملكني ,.
لكن القدر كان يخبئ لي فرجا , قرأت إعلانا عن مسابقة للرواية في مجلة" البيان " وفي تلك الفترة كان معرض الكتاب قائم في تعز ووجدت ركنا لمجلة البيان في المعرض ,كلمت مندوب المجلة وسألته هل تنشر المجلة لي رواية ,هل ستكرر المسابقة ؟؟ وتكرم بإعطائي رقم تلفون أحد محرري المجلة , وهاتفته بالفعل ,أخبرني بأن المسابقة أقيمت لمرة واحدة فحسب ..شعرت بإحباط شديد , وطويت أوراق الرواية ..بعد أيام هاتفني (د.عبدالله الفراج ) نائب مدير تحرير البيان , وأخبرني بأنه هو ومجموعة من أصدقائه سينشئون دار " رواية " متخصصة بنشر الروايات وطلب مني إرسال روايتي , وأرسلتها بالفعل وأجازتها اللجنة , وبعد ستة أشهر نشرت (ثائر في وجه الريح ) وكانت ضمن باكورة نتاج دار " رواية " للنشر.