الواقع المرير الذي يعيشه العالم العربي للأسف جعلني اكتب ما استطيع أن اسطره بيراعي وان كانت قد جفت دموعي و جف المداد الذي باليراعِ , ولكن المعاناة المستمرة والمُسَيٍطرة بمثل واقع هذه الأيام هو ما أجبرنا أن نعتصر بعض الدمع مختلطا بما جف من قطرات المداد حتى نُبيح لما تحتويه صدورنا من ألامٍ روحانيةٍ نكتوي بها نتيجةً لواقعٍ مؤسفٍ جرٌونا إليه وبأيدينا ,, نعبر بما قاله الله الكريم لنا بقوله تعالى ( الم ترى إلي الذين توًلوا قوماً غَضِبً اللهُ عليهِم ما هم مِنكُم ولا مِنهُم ويحلفون على الكذِبِ وهم يعلَمُون) (سورة المجادلة ) انظروا أيها السادة إلي واقع العالم العربي اليوم شرقا وغربا شمالا وجنوبا !! ماذا نرى ؟؟ نرى انهارا من الدماء تُسال وتُهدر من شباب وشيوخ هذه الأمة ذكراناً وإناثا الذي فضلها الله على العالمين ,, باختيار أخر الأنبياء والمرسلين منها,ولكن هل فعلا نحن نستحق هذا القدر من الفخر والافتخار و من واقع الحال؟؟ لا والله إن أفعالنا و ممارساتنا وبكافة المجالات لا تشرفنا بل تزيدنا خِزيا فوق ما لدينا !!وعلى رأس هذه الممارسات الكذب الجاري على كل لسان تقريبا وهي من صفات المنافقين الأشرار ,,
أيها السادة إن الله سوف يحاسبنا ليسوا بذنوبنا وبما اقترفنا من هذا وذاك وهذا أكيد, انما سيحاسبنا بما لدينا, إذ وهبنا الله الكريم المنان كتاباً نحتكم إليه كلما أخطاءنا ونبصر وننظر بما يمكن إصلاح به ذات بيننا ومن لدنه وسنة نبينا ,,ولكن تركنا ما أمرنا الله به واتجهنا إلي طاغوت أعدائنا الذي أَمرنا العالي في علاه أن نجتنبهم وبمشيئتنا وقنعنا ورضانا!!
غريب واقع هذه الأمة والأغرب منها علمائنا !! هم هم من ينصحونا لكي نتجه إليهم وهم أدرى بمن هم ,, فإذا كان هذا الحال حالنا فنقول على الدنيا السلام ..انظروا إلي سوريا وكل ما حدث ويحدث فيها من خرابٍ ودمار أليس هذا ما أرادوه ؟؟ ونحن وبعلمائنا ونصحهم نفذناه والأجدر بنا أن نتجه إلي كتاب ربنا وسنة نبينا ونعمل بما أمرنا الله وأوصانا (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما.... حتى تفّئ إلي أمر الله..) (سورة الحجرات ) .. لا تستغربوا معي إذا , بما يصير بسوريا من خرابٍ ودمار وما يصير في مصرَ ولبنان ألان واليمن وبقية البلدان العربية والإسلامية بتخطيطهم وتنفيذ إخوتنا هل عرفتوا ألان منهم القوم الذي غضب الله عليهم ؟؟ هم كما عرفتوا ومن حاذاهم ووالهم !! لاهم منا ولا منهم
هل هم يا ترى من إخوة سيدنا يوسف وأبناء جلدتنا ,,متى يا ترى يعود الحال كما كان ومتى يا مولاي يدركوا علمائنا كيف يجب أن يكون نُصحُهم ونُصحَنا ..أما يا ترى كما سمعنا من قولٍ لابن تيمية..((حاكمٌ أجنبيٌ عادلٌ خير من حاكمٍ مسلمٍ ظالم)) إذن والأمر كذلك , ليس هناك داعي أن يوجد حكام عرب ومن ملتنا إذا كان بقيَ الحالَ كما هو حالنا !! .
اللهم اهديهم واهدينا واتمم بالخاتمات الصالحات أعمالنا ,وجنب أوطاننا كل ما يحاك ضدنا أنت المولى وأنت الملجئ والمنجئ تباركت ربنا وتعاليت وبالصالحات وجٍهِنا ووجٍه عُلمائنا , وارحمنا و أغفر لنا وأكرم نُزلنَا ومَنزلنا ,, وحقق يا ربي كل ما يَطلُبه ويَتمنَاه شعبنا وحقق لإخوتنا التخلص ونحن معهم من أباطرتنا و إن تظَاهرَ و لبس العمة أو أعفى الذقنَ و نسى الحكمة وهم مع أعدائنا من أخمص إقدامهم إلي أعلى قمة ..
والسلام على من اتبع الهدى وخشي الرحمن وقال سلام ,وتقبل اللهم صيامنا وقيامنا وبالصالحات أعمالنا !!