يوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابا للأمريكيين يوم الثلاثاء المقبل في محاولة للحصول على دعم شعبي لقرار القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري ردا على "استخدامه أسلحة كيمياوية ضد المدنيين". وقد عاد أوباما إلى واشنطن قادما من العاصمة الروسية موسكو حيث حضر قمة مجموعة العشرين التى فشلت في اصدار قرار بتأييد الضربات الجوية.
ويواجه أوباما موقفا حرجا في إقناع الكونغرس الأمريكي بدعم قراره بشن غارات جوية على أهداف محددة لقوات النظام السوري ولم يبق أمامه إلا عدة أيام من أجل ذلك حيث يعود الكونغرس إلى الانعقاد الإثنين بعد عطلة الصيف.
وخلال أيام يمكن أن ينتهي الكونغرس من دراسة مشروع القرار الذي أرسله أوباما بخصوص الضربات الجوية ضد سوريا كما ينتظر أن يصوت كلا المجلسين النواب والشيوخ على القرار الأسبوع المقبل.
وقال أوباما إنه سيحاول تبسيط الأمر للأمريكيين خلال خطابه الثلاثاء المقبل كما ألغي رحلة عمل إلى كاليفورنيا للتركيز على الحصول على دعم لقراره.
وقال أوباما "إن طبيعة العالم الذي نعيش فيه وقدرتنا على منع مثل هذه التصرفات المشينة تعتمدان كليا على القرارات التى سنتخذها خلال الأيام المقبلة".
وتعارض روسيا والصين شن ضربات جوية ضد سوريا وقد كررا إعلان رفضهما لمثل هذه الضربات.
وأوضحت موسكو رفضها التدخل العسكري في سوريا موضحة أن أي عمل عسكري ضد سوريا دون قرار من الأممالمتحدة يعد عملا غير قانوني.
في هذه الأثناء اعتبرت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سامانثا باور إن قدرة بلادها على قيادة العالم قد تنتهي إذا فشلت في مواجهة استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا.
وقالت باور في أول كلمة لها بعد تولي منصبها الجديد"إذا لم نستطع استجماع الشجاعة للعمل عندما يكون الدليل واضحا وعندما يكون العمل الذي يجري التفكير فيه محدودا فإن قدرتنا على قيادة العالم ستقوض حينئذ".
ودافعت باورعن قرار واشنطن توجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا موضحة أن ذلك هو الخيار الوحيد المتاح للرد على هجوم بالأسلحة الكيمياوية في سوريا بعد توقف الجهود الدبلوماسية.
وانحت باللائمة في العقبات الدبلوماسية على روسيا وقالت إن "روسيا وغالبا ما تؤيدها الصين عرقلت كل عمل له صلة بذلك في مجلس الأمن الدولي".
الحليف الفرنسي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس
في الوقت نفسه سعت فرنسا المؤيدة لموقف الرئيس الأمريكي إلى حشد شركائها في الاتحاد الأوروبي لكنها واجهت رفضا من حكومات يقلقها تجاهل الأممالمتحدة.
وقال مصدر قريب من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الوزير حاول الحصول على موافقة نظرائه الأوروبيين في اجتماع في العاصمة الليتوانية فيلنيوس على أن "حكومة الأسد هي المسؤولة عن هجوم بالغاز وقع في 21 أغسطس آب تقول الولاياتالمتحدة إنه أسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل".
لكن فابيوس واجه رفضا من نظيره الألماني جيدو فيسترفيله ووزراء آخرين قالوا إنه يتعين على الدول التي تفكر في تحرك عسكري انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة الذي قد يصدر بعد أسابيع.
وأصبحت فرنسا القوة الأوروبية العسكرية الوحيدة التي تقف وراء الرئيس الأمريكي الذي ينتظر موافقة من الكونغرس بعد ان فشل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الحصول على تأييد البرلمان لشن ضربات عسكرية.
وتعارض بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي توجيه ضربة عسكرية مما يزيد من صعوبة أن يصيغ التكتل المؤلف من 28 دولة موقفا موحدا.