يعيش اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أزمة ثقة بين أعضاء. ويرى صالح البيضاني عضو الأمانة العامة للاتحاد لابد من التغيير في نظامه الأساسي. ويميل البيضاني إلى فدرله الاتحاد ولكن حسب رأي الأغلبية. حوار:ياسر عبدالباقي *حان الوقت للتغيير في اتحاد الأدباء والكتاب.. برأيك من أين يبدأ التغيير ؟ .. وكيف ؟ -التغيير سنة كونية ولا شيء يستمر سوى التغيير كما يقول هرقليطس ..أنا أعتقد بأن وقت التغيير في أداء الاتحاد ونظامه الأساس وطريقة إدارته تأخر كثيرا جدا وهو الأمر الذي أعاق عمل الاتحاد وحد من تطوره ومواكبته للتغييرات التي طرأت في كل مناحي الحياة ..البعض يتحدث مثلا ويقول لماذا كان الاتحاد فاعلا في زمن مؤسسيه ولم يعد كذلك اليوم أنا أميل للنظرية التي تقول أن الاتحاد في زمن الجاوي كان فاعلا لأن الاتحاد استطاع أن يعمل بالطريقة التي تناسب ذلك الزمن ولم يعد الاتحاد اليوم بنفس الفاعلية لأنه لازال يدار بذات الطريقة ولكن بأداء أكثر سوءا ... التغيير في الاتحاد برأيي لابد أن يبدأ من خلال تطوير وتحديث نظامه الأساس الذي يعتبر ابرز عوائق تطور الاتحاد ..لأنه نظام كتب قبل عقود والاتحاد بحاجة إلى طريقة جديدة في الإدارة للتعامل مع التغيير الذي أصبح اليوم ثورة . * بما انك عضو في هذه الأمانة كيف تقيم عملها .. وهل أنت راضي عما قدمته خلال السنوات الماضية ؟ - بالتأكيد لست راض عن أداء الاتحاد ولا أعتقد أن أحدا يخالفني الرأي بما في ذلك أعضاء الأمانة العامة ..لقد تخلى الاتحاد خلال السنوات الماضية عن دورة الثقافي والتنويري وتراجعت فاعليته السياسية كأقدم وأبرز وأهم منظمة مجتمع مدني والسبب أن غياب الرؤية في عمل الاتحاد جعلته يختزل في دوره الاجتماعي ..وهذا لا يعني أني أعترض على دور الاتحاد في دعم أعضائه ماديا ولكن كان يجب أن يتواكب ذلك من تفعيل عمل الاتحاد على كافة المسارات ..هذا الأمر تراكم عبر الأمانات السابقة وأصبح اليوم سمة من سمات الاتحاد كصندوق للرعاية الاجتماعية ... وأعود لأقول أن تغيير أنظمة الاتحاد وتحديثها يظل حجر الزاوية لإعادة الاتحاد إلى مكانه الصحيح كمنظمة رائدة . * يتردد أن خزانه الاتحاد فارغة .. أين ذهبت الأموال .. وكيف صرفت ؟ -هناك عدة أمور ساهمت في وصول الاتحاد إلى هذا الوضع المالي السيئ أبرزها نضوب أهم مصدر من مصادر الاتحاد والمتمثل في إيجارات مبنى الاتحاد المؤجر في عدن ..والذي كان يمثل العمود الفقري في إيرادات الاتحاد والمبنى بحد ذاته اليوم معرض للسطو ليلحق بمباني الاتحاد التي تم نهبها بعد حرب صيف 94م .. ونضوب أهم مصادر دعم الاتحاد ماليا لم يترافق مع خفض إنفاق الاتحاد الأمر الذي فاقم من المشكلة المالية ...وهنا يجب الإشارة إلى أن الاتحاد صرف مساعدات مالية لأعضائه الذين تعرضوا للضرر بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدة محافظات مثل أبينوصنعاء وتعز ..حيث تم صرف مساعدة بواقع 50 ألف ريال لكل أعضاء فرع ابين تقريبا إضافة إلى بعض الأعضاء الذين تعرضت منازلهم للضرر في صنعاء وتعز . * هناك مستحقات مالية على الاتحاد لم يدفعها مثل مركز جدارية الذي قام بتصوير فعاليات وانتخابات الاتحاد منذ ثلاث سنوات ولم يلتزم الاتحاد لا أخلاقيا ولا أدبيا بدفع المستحقات المالية للمركز ؟ - هناك عشوائية وارتباك واضح في موضوع تحديد الأولويات المالية للاتحاد ولكن هذا السؤال يوجه للمعنيين بالصرف المالي في الأمانة العامة وأنا لست واحدا منهم . *بعض أعضاء الاتحاد يطالبون الأمين العام بالفصل بين وظيفته الحكومية وموقعه الإداري في الاتحاد .. بينما هم كانوا سببا في هشاشة هذا الاتحاد ؟ -هل تتحدث هنا عن البيان الصادر عن فرع عدن ؟ أنا شخصيا مع التزام الجميع وبدون استثناء بالنظام الأساس لأنه الدستور الذي ينظم عمل الاتحاد ..وبدون احترام النظام الأساس على هشاشته والملاحظات الكثيرة عليه سيظل الاتحاد يفقد جوهر وجوده وأسباب استمراره كأعرق منظمة مجتمع مدني في اليمن . * ماهو رأيك في المشروع الذي تقدم به بعض أعضاء الاتحاد والذي يقترح (فدرله) الاتحاد إلى اتحاد أدباء الشمال واتحاد أدباء الجنوب ؟ - الاتحاد وسيلة لخدمة أعضائه وليس غاية في حد ذاته وإذا كان هناك أغلبية في المؤتمر العام للاتحاد ترى أن ذلك الخيار هو الأفضل في المرحلة القادمة فلا صوت يعلو فوق صوت الأغلبية ...هذه أبسط قواعد الديمقراطية التي يجب أن نحترمها كأفراد عوضا عن كوننا أدباء وكتاب . *أخيرا هل أنت راض عن أداء الأمانة الإدارية للاتحاد كأمين إداري ؟ - أقول لك بصراحة شديدة لقد حاولت أن يكون أداء الأمانة الإدارية مختلفا ولكن هناك تيار جارف يقف ضد التغيير في الاتحاد ويفضل أن يدار الاتحاد وفقا للأعراف التي عمل بها لسنوات طويلة .. لقد دخلت في صراعات لامبرر لها لأني حاولت فقط أن أقوم بدوري كأمين إداري وفقا لما هو مخول لي في النظام الأساس .. وتجربتي المريرة لحسن الحظ موثقة وسأتحدث عنها في الوقت المناسب بالأدلة والقرائن لكي لا نظل فرائس سهلة لمن يريدون أن يحولونا إلى مجرد شهود زور ....باختصار لقد اكتشفت أن الأمانة العامة لاتحاد الأدباء أكبر مصيدة للعداوات ...