رحيل الفقيد محمد صالح هدران وكيل اول محافظة ابين في هذا الوقت بالذات كان محزنا جدا لأبناء ابين لاسيما وهم في حاجة وجود هذه الشخصية التي امتازت بصلابة مواقفها وإيمانها بضرورة لم شمل ابناء هذه المحافظة التي تعرضت لحرب شعواء ادت الى تشريد اهلها وتدمير البنى التحتية فيها حيث كان للفقيد دورا كبيرا في متابعة جهات الاختصاص والسعي لتخفيف الم ومعاناة ابناءها الذين خرجوا منها قسرا نتيجة اشتداد المعارك , . وانا هنا لست بصدد سرد كل الاعمال الخيرية والجهود الجبارة التي كان يقوم بها الفقيد خدمة لأبين المحافظة التي عرفت بانها ارض الخير والحب والعطاء فقد تميز الفقيد هدران بانه كان شخصا قويا محبا للجميع صادق وبسيط في تعامله مع الاخرين وشجاعا في مواقفة ذألك ما وجدته في هذا الشخص الذي كان دائما ما يشعرنا بالهمة والعمل من اجل الوطن وفي اخر لقائي معه وجدته حزينا لما اصاب ابين واهلها جراء حربا لانعرف المستفيد منها غير معرفتنا بالخاسر الوحيد وهو مواطن ابين البسيط ,.
فالكل في ابين يعرف من هو هدران وقد لاحظنا عند وفاته الحزن الشديد الذي انتاب كل من كان قريبا منه او تعامله معه وذلك يعود الى كونه ترك مساحة كبيرة من الاحترام المتبادل بينة ومن تعاملوا معه مما جعلهم يتذكرونه بكل طيب واحترام وزرع في نفوسهم الحب الكبير والشعور بالانتماء لهذه البقعة (ابين) خصوصا بعد كل ما مرت بها من كوراث واكثرها الما حرب الجيش وانصار الشريعة التي دارت رحاها على ارض ابين التي لازال سكانها يتجرعون مخالفته تلك الحرب من تدمير للأرض والانسان معنويا ونفسيا والتي طرح حينها الفقيد ذات يوما راية بقوة حول هذا الموضوع في الوقت الذي توارت الكثير من قيادات ابين واختفت ولم تنبس ببنه شفاه وتكلم حيالها بكل شفافية ووضوح دون وجل او خوف مما يدل على قوة وصلابة اراءة التي هي عين الصواب ويحترمها الجميع حتى من يختلف معه نظرا لما تحمله من سداد الراي وحكمة القول .
قبل شهور اتصلت بالفقيد للاطمئنان علية ولسؤاله حول موضوعا ما فكان صوته لا يبعث على أي قلق تجاه صحته ويبين بأنه في اتم صحته رغم معرفتي باشتداد المرض فمن يعرف هدران جيدا سيعرف كم كان صبورا متحاملا على الام المرض الذي نال منة الكثير لكنة ظل يقاومه بكل تحمل وصبر والفقيد وهو في قمة المرض كان شديدا ولم يبدي معاناته جرى المرض الذي فتك به , فبرحيلة خسرت ابين شخصية ذات ثقل اجتماعي وسياسي يجمع عليها الكل لاسيما وهو صاحب رؤية ثاقبة وبعد نظر , ودائما ما كان ينظر للأمور والمشاكل بتأن وحكمة جعلته صاحب دور ريادي وكبير في حلها والتغلب عليها , رحمك الله ايها الانسان البسيط (محمد صالح هدران ) واسكنك فسيح الجنان والهم اهلك ومحبيك الصبر الجميل والسلوان .