كثر الكلام هذه الايام عن ما تم الاتفاق عليه بين ممثلو الحراك الجنوبي والجهات المعنية مؤتمر الحوار الوطني وهناك تسريبات واخبار من انه قد تم الاتفاق على اقاليم عدة وروايات اخرى تفيد ان خيار الفيدرالية هو الاكثر تداولا! وهنا يبقى السؤال المهم الا وهو يا ترى ماذا المقصود بالحوار الندي الذي علق فريق القضية الجنوبية اعماله مطالبا ومشترطا عودته للحوار بشرط التحاور الندي ! نعم ان السواد الاعظم من ابناء الجنوب يتسألون ماذا يعني التحاور الندي للمثلي الحراك الجنوبي او مجموعة ال 85 التي يترأسها الاخ محمد علي احمد ! والكل يتسأل اذا كانت الفترة المتبقية من عمر الحوار ليس الا اياما معدودة من عمر هذا الحوار والذي تم اخيرا اعلان الاتفاق من ان ممثلي القضية الجنوبية قد عادوا لطاولة الحوار كما يعرف الجميع ما تم تشكليه من لجان مصغرة قيل انها تمثل الحوار الندي !! فأي حوار بمستوى الحوار الندي قد يحقق هدف او يصل لهدف كبير مثل استعادة دولة او تقرير مصير شعب ! كيف لأي حوار حتى وان كان نديا (جنوب وشمال) وفترته ليست الا ايام كيف له ان تتحقق فيه اهداف كبيرة مثل استقلال وطن !
بينما تم رفض ما يطالب به ممثلو الجنوب طوال الفترة التي مضت ...واللوم والعتب يقع ويتحمل المسؤولية التاريخية فيه اخواننا الجنوبيين المشاركين في هذا الحوار والذي كانوا قد اعلنوا قبل فترة استحالة عودتهم او المشاركة في هذا الحوار مالم تكن هناك ضما نات دولية للحوار الندي وضمان تنفيذ مخرجاته !
رأيناهم يعودوا الى صنعاء ويعقدون الاجتماعات ويلمحون بان هناك ضغوطات دولية تمارس عليهم من اجل استمرارهم في المشاركة حتى النهاية الزمنية لهذا الحوار والتي ذكرنا بانها ليست الا ايام بحسب ما هو معلن رسميا ! نعم ان اخواننا الجنوبيين سيتحملون المسؤولية ان تبين اثناء مخرجات الحوار واعلانها انهم لم يحققوا شيء يذكر من ما كانوا قد اعلنوا عنه بخصوص تشكيل اللجان والحوار الذي قالوا انه نديا !
نتمنى من الله انهم يحققوا ما هم يعلنوا عنه بخصوص قضية شعبهم ووطنهم ..كما نتمنى ان لا تكشف مخرجات الحوار من انهم انما كانوا ضحية كغيرهم من الضحايا التي سبقتهم في كل الصراعات السياسية بين الشمال والجنوب والتي تعترف بها اكثر القيادات والرموز السياسية الجنوبية حين تُسأل عن الماضي وما آلت اليه الامور وحال الوطن وحال ابنائه ! سرعان ما يبادرون بالرد لقد كنا ضحية لقد ضحكوا علينا الاخوة الشماليين !
نتمنى ان لا تكون ضحكتهم الكبرى او الاخيرة على اخواننا المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني !! الله اعلم هم ادرى كما قال فقيد الوطن الفنان عبدالله المسيبلي يرحمه الله ...ان كل متتبع لما يدور وما يتم الاعلان عنه في هذا الحوار يشعر بان هناك امور خفية ربما قد تم طبخها والتهيئة لها مسبقا وانه لم يكن ذلك الحوار الا غطاء او مجرد اسم لسيناريوهات قد تم الاعداد لها وفقا لما يتماشى مع مصلحة تلك الدول التي تتبنى المبادرة الخليجية والدول الكبرى التي تدعم وتساند تلك المخططات التي لم تكن الا تراعي مصالح تلك الدول وكيف ستضل تلك المصالح ! التي لاشك ان أي وضعا سيخدم الحفاظ عليها ستعمل تلك الدول على استمراره حتى وان كان استمرار احتلال الجنوب دام هناك مصالح محفوظة !
وابناء الجنوب عموما كانوا يتمنوا من اخوانهم المشاركين في ذلك الحوار ان يثبتوا على موقف وخيار واحد لا سواه الا وهو التمسك بالحوار الندي بين (الجنوب والشمال) وفصل كل القضايا التي على جدول اعمال المؤتمر كقضية صعدة او زواج القاصرات او غيرها من المسميات التي لم يكن طرحها إلا محاولة لطمس قضية ابناء الجنوب وايهام العالم من ان اليمن دولة واحدة وان مشاكله تتلخص فيما تم طرحه وخلط الاوراق فيه كما قلنا لطمس قضية شعب ووطن يعاني من ويلات الاحتلال وما تم خلال فترة وجوده من تدمير لكل مؤسسات دولة الجنوب كما تم التخطيط منذ الايام الاولى لتدمير القوات المسلحة الجنوبية والامن ! وما اعلان عودة المئات من المسرحين قسريا الا اكبر دليل من ان اللعبة والمؤامرات لازالت تحاك ضد الجنوب ارضا وانسانا!
فهل ستعي كل القوى السياسية الجنوبية تلك المؤامرات وتوحد الصفوف وتلتقي وتخرج برؤية موحدة واحدة تجاه قضية الوطن والشعب الذي لم تكن معاناته السابقة او اللاحقة الا من وبسبب قيادات وساسة جنوبيين كان الاجدر بهم ان يتخلوا عن سياسة اين موقعي ومرض السلطة التي جربوها ولم يفلحوا فمنهم من قتل ومنهم من دمر ومنهم من سلم وطن وشعب !!متى ستصحى ضمائرهم ويؤمنوا بقضية وطن وشعب كم تسامح معهم وكم عانى بسببهم !
ندعوا الله لهم بالهداية كما ندعوا اخواننا في الحوار ان ينسحبوا حتى في اللحظة الاخيرة ان هم شعروا بالخديعة او كانوا ضحية تشترك في الوقوع بهم اكثر من جهة دولية واقليمية مراعاة لمصالحها –والله ولي التوفيق.