الله اكبر الله اكبر , تقبلك الله يامصعب ,هكذا كانت صيحات المجاهدين في مقطع حديث من فيلم مصور على اليوتيوب يعرض عمليه انتحارية قام بها شاب سوري في بداية العشرينيات من العمر يقود سيارة مليئة بالمتفجرات على حاجز للجيش السوري وهي من التقنيات التي تستخدمها القاعدة مع التفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة , وربما قريبا سنشاهد أفلام فيها الانتحاريين اليمنيين الذين هاجموا مواقع عسكريه قبل يومين في شبوة وقتلوا 25 جندي وفي يوم جمعه , ومع نفس الصيحات ودعاء إلى الله بتقبل اما سعيد اوعبدالله اواحمد اوغالب..الخ من الأسماء , صفوة شباب القوم المسلم يقومون هذه الأيام بالعمليات الانتحارية ومن مختلف الجنسيات والهدف مسلم يقتل مسلم , والعامل المشترك بين الانتحاري اليمني والسوري والمصري والجزائري والعراقي أو إي انتحاري عربي هو الانتماء للتيارات الجهادية وعلى رأسها تنظيم القاعدة . القاعدة، التي جاء اسمها من قاعدة البيانات , كانت في الأصل ملف كمبيوتر يحتوي على معلومات عن آلاف المجاهدين الذين تم تجنيدهم وتدريبهم بمساعدة من المخابرات المركزية الأمريكية، لهزيمة الروس , ولان نشأتها كانت على يد رجال المخابرات فأن ذلك يعني , ان ملفات أعضائها وأسرارها في أيدي رجال الاستخبارات , الذي سيظل الجزء الأكبر من أعضاء القاعدة وقادتها دوما تحت إشرافهم وإمرتهم محليا وخارجيا , وهم الذين يدعمون القاعدة وينشاؤن أذرعتها حسب مصالحهم مثل جبهة النصرة لأهل الشام التي تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية سرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة وأقساها على جيش نظام بشار الأسد لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال مع تنظيم القاعدة في العراق , جبهة النصرة قامت وخلال فتره قصيرة بتأسيس كتائب أحرار الشام التابعة لها لتشتيت نهاية خيط تبعيتها الذي يمسك به تنظيم القاعدة , فعناصر الجبهة عند تأسيسها كانوا من السوريين الذي جاهدوا سابقاً في ساحات الجهاد مثل العراق وأفغانستان والشيشان ومن ثم مدها تنظيم القاعدة بمقاتلين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وحتى اوروبيين , وهم هناك جميعاً ليس بالصدفة أو تلبيه لدعوة الجهاد فقط إنما لتنفيذ أجندات خارجية ضد سوريا , ومن يقف خلف القاعدة هو من جمعهم , وهو من يدعمهم بالسلاح والمال والمقاتلين وحتى إعلاميا لان متطلبات حرب القاعدة واذرعنها في سوريا ليست بإمكانيات التنظيم , وإنما بإمكانيات دول ودوائر استخباراتية عربيه واجتبيه تخضع القاعدة لها , التي اتفقت اخيراً مع هذه الجهات على وجوب الإعلان عن تأسيس مايسمى كيان سياسي جهادي مسلح جديد اسمه الدولة الإسلامية في العراق والشام واختصاره ( داعش ) مركزه بلاد الرافدين , والان يتواجد في اغلب الأراضي السورية . تاريخ القاعدة الإجرامي في اليمن بداء عام 1998، عندما قتلت خلية للقاعدة أربعة من أصل ستة عشر من السياح الرهائن بعد تعرضهم لهجوم من قبل الجيش ثم توالت العمليات الإرهابية للقاعدة على ارض اليمن حتى أخر عمليه لها في شبوة و قتلت 25 جندي , لكن الأغرب في نشاط قاعدة اليمن هو تلك العلاقة المفتوحة والمعروفة بين رجال الأمن والقاعدة و مسائلة الهروب السهل لأعضائها من السجون المحصنة , الأمر الذي يعتبر دليل واضح على ارتباط التنظيم ببعض مسؤولي أجهزة امن الدولة اليمنية واستخباراتها , وإلا من يستطيع تفسير سهولة فرار 23 سجينا أعضاء القاعدة من سجن جهاز الأمن السياسي في صنعاء عام 2006 يذكر ان 18 من ال23 تم محاكمتهم في قضايا إرهابية أبرزها تفجير المدمرة الأمريكية ( كول ) وكتائب التوحيد , وقبلها بعامين تمكن نحو 12 معتقلا من اخطر المتهمين بالانتماء للقاعدة الفرار من سجن بمدينة عدن , ومن يستطيع تفسير هروب ثلاثة وستين سجيناً منتمين لتنظيم القاعدة بينهم محكوم عليهم بالإعدام في سنة 2011 من السجن المركزي بمدينة المكلا دون مقاومة تذكر من حراسة السجن عن طريق حفر خندق تحت الأرض من داخل أحد العنابر المحاط بسلسلة جبلية , وبالمناسبة مساجين القاعدة كانوا محصورين في مبنى مستقل عن بقية السجناء ويتولى الإشراف على هذا المبنى المستقل أفراد من الأمن السياسي , ثم يطلع علينا الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويعلن نيته عن التخطيط للقيام بعمليات تهريب جماعية للمعتقلين من أنصاره وبهذه الجرأة والثقة وختمها موقع "صدى الملاحم" التابع لتنظيم القاعدة الذي طلب عناوين أعضاء فريق بناء الدولة، الذي تعرضوا لحملة تكفير قادها رجل الدين المتشدد والقيادي في تجمع الإصلاح عبد المجيد الزنداني دليل أخر على التواطؤ السياسي لرجال الدولة ومشايخها وارتباطهم بالقاعدة , التنظيم في اليمن تمكن من اقتحام عدة سجون التي كان في محتواها اتباعهم وبنجاح تمكنوا من إخراج عناصرهم دون أي صعوبات تذكر أو إطلاق إي رصاصه هذه الجماعات في اليمن لاتقدم على أعمال مغامرة إلا بتنسيق مسبق مع جهات في الدولة وأجهزتها الأمنية وعلينا مجرد التفكير فقط بالهجمات الأخيرة للقاعدة في شبوة و ظهورها بهذا العدد الضخم من المهاجمين المدججين بالسلاح على صف طويل من السيارات وكيف استطاعوا المرور بها بعدة نقاط أمنية دون ان يسألهم أو يعترضهم احد ثم يقوموا بمهاجمة المواقع العسكرية ويقتلون الجنود ثم ينسحبون دون اثر ان تفاقم حوادث قتل الجنود والضباط و تفجير حافلاتهم وأنابيب النفط وتخريب خطوط نقل الكهرباء، تشير إلا ان الجهة التي تقف ورائها هي من عناصر التنظيم المرتبطة بمراكز قوى سياسيه وأمنية في صنعاء , زاد خوفها على مصالحها الإستراتيجية وخاصة بعد الجدل بشأن شكل الدولة القادمة في اليمن و حل قضية الجنوب والخوف من النتائج النهائية لمؤتمر الحوار الذي كثير من التسريبات تشير إلى القرب من تشكيل اتحاد فيدرالي في اليمن وبالتالي فقدان هذه القوى للثروة والنفوذ والذي جرها إلى هستيريا التصريحات الرنانة حول بقاء الوحدة وأولهم لرئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي الذي قال فيه بأن قضية الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه خط احمر , ثم تبعه سلطان العتواني - نائب رئيس الحوار الوطني الشامل والقيادي في حزب التجمع الوحدوي الناصري الذي قال أنه لن يتم القبول بأي حل من الحلول يؤدي إلى انفصال, لتأتي الناشطة السياسية و الإعلامية منى الزنداني حفيدة الشيخ الزنداني أخصائي تكفير الجنوبيين وقتلهم بأسم الدين والمتهم بالإرهاب وبالارتباط مع القاعدة لتضيف و تقول , ارض جمهورية اليمن الديمقراطية هي ارض للشماليين واصفة الجنوبيين بأنهم أولاد (....) وأحفاد الصومال و كل من يطالب باستقلال الجنوب عليه ان يعود إلى بلده الأصلي الصومال , واللي مو عاجبه يعيش في اليمن يرجع بلده الصومال أرضنا ياطروش لعن (اب...) عيشناكم وجنسناكم وانتم نكارين والحين تقسموا بلدنا على كيفكم فلتكن الحرب يا قبائل اليمن الحرب المقدسة ضد النكارين , الاخت منى الزنداني تطالب بحرب مقدسة ضد النكارين الجنوبيين , ولطالما هي من محبي الجهاد لماذا لاتلبي دعوات جدها الشيخ عبدالمجيد الزنداني للجهاد في سوريا وتذهب , فهناك جهاد من نوع خاص للفتيات العربيات الباحثات عن الجهاد الناعم وبدون رصاص ويليق بمستوى كلماتها البذيئه بحق الجنوبيين وتترك الجنوب وشأنه الذي يعتز بكل ابنائه بمن فيهم الصومال ومسائلة تقريرمصيره هي بيد ابنائه الجنوبيين فقط , ان باطن هولاء القوم في حب الوحدة والقتال من اجلها ليس الوطن والولاء له , وإنما الثروات والنفوذ والسلطه , وكلما طرح مصير الوحدة وقضية الجنوب على طاولة الحوار تسقط اقنعتهم وتزداد شعارات ( دم , وخط احمر , وجهاد ) قوم منافقون يربطون الوحدة بالدين والعباده والعياذ بالله في سبيل الحفاظ على مصالحهم المالية على ارض الجنوب التي تعود عليهم بمليارات الدولارات . القاعدة لم تكن موجوده على ارض الجنوب قبل الوحدة والسبب ان النظام السياسي الذي كان يدير الدولة لم يرسل ابنائه إلى الحروب الجهادية , وايدلوجيته كانت تتعارض مع الايدلوجيات الدينيه المتشدده , والقاعدة كانت وستظل ورقه بيد اجهزة الاستخبارات الدوليه والمحليه , و هناك شخصيات سياسيه وقبليه يمنيه على اتصال بالقاعدة وتمولها ، ناهيك عن تدريبها و تسليحها لإستخدامها وقت الحاجه