خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا ربيع "المُشَّعبِط" علي محسن... صفقوا للأغبياء!
نشر في اليمن السعيد يوم 28 - 10 - 2013

"على الرحب والسعة أمريكا"؛ فيما لو حاولت إقناعكم بأن ما كتبته ما بين القوسين للتو هو "تسقط أمريكا"؛ أتظنونني أنجح؟ متى نجح مثل هذا؟
هذه تقنية قلب الحقائق رأسا على عقب التي صُنِع تنظيم القاعدة بمقتضاها, وهذا ما أعتبره نعوم تشومسكي, مستهجناً, من أهم إنجازات الإدارة الأمريكية التي نجح جهاز مخابراتها المركزية "سي أي أيه" في تجنيد الإسلاميين وتنظيمهم في قوة عسكرية هائلة لمحاربة الروس في أفغانستان.
خداعات الموت المقدس تفتن لُب المعذبين المسحوقين في بلدان الربيع العربي, وتُحيلهم, من دون وعي كامل منهم, إلى إرهابيين؛ إغواء تباشير "الشهادة" يقدم التزييف الفادح لهؤلاء على أنهم يعملون لمنفعة الإسلام, ويدافع عن جرائمهم على أنها جهاد في سبيل الله.
لا أشكك قط في النوايا الحسنة لأولئك الفتية المغرر بهم الذين يشعرون بأنه لم يعُد لديهم ما يخسرونه في هذه الحياة, وآه لو يُدركوا ما هم عليه فعلاً؛ كانوا ليفعلوا بآمريهم بمثل ما فعلوه بجنود وضباط المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت قبل عدة أسابيع.
بات معتادا على كل من يجرؤ على قول لا في وجه اللواء علي محسن الأحمر أن يواجه الموت في أية لحظة؛ فماذا بعد سيادة الرئيس هادي؟
هناك شواهد كثيرة على قرب انتقال اليمن إلى دولة أكثر تطرفا, ولم يعد مقبولا أي تساهل في تجاوزات علي محسن الذي يعمل بكد حتى يُثبِت الوضع الراهن, المائل لكفته ومن معه, كأمر واقع في ظل الترتيبات الجديدة, محليا وإقليميا؛ صفقوا لأحزاب اللقاء المشترك الأغبياء.
مثل عام 2010 بداية المرحلة الرابعة "استعادة العافية وامتلاك القوة القادرة على التغيير", 2010-2013, من أصل سبع مراحل من خطة تنظيم القاعدة ل 20 عاما.
بحسب ما جاء في الكتاب المتداول في المواقع الجهادية الإلكترونية "الزرقاوي: الجيل الثاني للقاعدة", للباحث فؤاد حسين, فقد تنبأ تنظيم القاعدة بأن تشهد هذه الفترة الزمنية تهاويا تدريجيا للأنظمة العربية, وتصاعدا مضطردا لتيار القاعدة والجهاد, مع التركيز في سبيل تحقيق ذلك على "إسقاط الأنظمة عبر الاشتباك المباشر والقوي معها".
من المهم هنا طرح هذا السؤال تالياً؛ على ماذا اعتمد منظروا تنظيم القاعدة في نظرتهم المستقبلية هذه؟
لدى هارون ي.زيلين, زميل ريتشارد بورو في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى, ما قد يود قوله بهذا الشأن: "منذ اندلاع الانتفاضات العربية قبل عامين ونصف، توسعت الحركة الجهادية العالمية وانتشرت في مجموعة من الأماكن الجديدة في جميع أنحاء العالم العربي، كانت آخرها في سوريا وليبيا وسيناء وتونس. وفي حين فاجأت هذه الاضطرابات الكثيرين في المنطقة، إلا أن تنظيم «القاعدة» كان قد توقع حدوث مثل هذه النتائج حين صاغ خطة إستراتيجية أمدها 20 عاماً (2000-2020) كانت قد انكشفت عام 2005. وقد تطور ذلك المخطط حتى الآن وفقاً لخطة [معينة]، وإن كان ذلك بسبب وجود قوى خارجية وهيكلية أكثر من جهود الجهاديين أنفسهم. ونتيجة لذلك، كانت الحركة في وضع جيد يؤهلها الاستفادة من التطورات الجديدة".
من يا تراه هذا العقل الخارجي الذي يفكر ويخطط ل"ربيع القاعدة" بالنيابة عن تنظيم القاعدة؟ ولماذا يكترث أصلا؟
في 23 مارس/آذار عام 2011, أي بعد أيام قليلة من مجزرة "جمعة الكرامة", كتب ماثيو ليفيت, مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن, مقالاً تحت علامة "تنبيه سياسي" بعنوان "قائد عسكري يمني مرتبط بالإرهاب يتعهد بحماية محتجين".
بإسهاب في سرد التفاصيل وتبيان الأسباب التي بنى عليها موقفه, وجد ليفيت في اللواء علي محسن الأحمر "مثالاً نموذجياً للتحديات التي ستواجه الولايات المتحدة والحكومات الغربية عندما يتنحى الرئيس صالح جانباً... إن علاقاته مع المنظمات المتشددة والمتطرفة القائمة منذ فترة طويلة، سواءاً في اليمن أو في الخارج، ينبغي أن تشكل مصدر قلق كبير للغرب، نظراً للتهديد الذي يشكله تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقراً له".
واستدل ليفيت في ما ذهب إليه بما تضمنه التقرير المنشور في صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000, نقلاً عن مصادر استخبارات أمريكية "سافر اللواء الأحمر إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي للاجتماع بأسامة بن لادن، وساعد في تجنيد مقاتلين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي [للمشاركة] في الصراع في أفغانستان... وكان مسؤولاً عن [إدارة أموال تبلغ] 20 مليون دولار كان السيد بن لادن قد منحها للمساعدة في استيطان المقاتلين الأفغان العرب في اليمن".
بالاعتماد على وضع خطين تحت عبارة "للمشاركة في الصراع" المذكورة آنفا, فليس لفظا في محله استخدام لفظ "جهاديين" في توصيف كل من جندته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليقاتل الروس في أفغانستان خدمةً لمصالح واشنطن فقط, بل هو أبعد من أن يكون كذلك بسنين ضوئية.
إذن علي محسن معرفة قديمة وسبق أن قدم خدمات عظيمة للولايات المتحدة, وهذه الأخيرة مدينة برد الجميل له على أكمل وجه في هذا التوقيت بالذات, ولأسباب ترقى إلى درجة كبيرة من التشابه بالأسباب التي سادت أثناء الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا؛ قد لا يمكننا القول لقد تم التخلص من شر اللواء الأحمر قبل أن يتم مد أنبوب الغاز القطري السعودي عبر الأراضي السورية إلى أسواق أوروبا المعتمدة حاليا على صادرات الغاز الروسي, أو على نحو أعم؛ قبل أن تضع الحرب الدموية الدائرة في سوريا أوزارها.
من بين التنبيهات التي قام خبير شؤون الإرهاب, ماثيو ليفيت, بتدوينها في ملف علي محسن هو تكرار اسم اللواء الأحمر في سلسلة من التنصتات قُدمت كدليل في محاكمة تتعلق بالإرهاب في نيويورك جرت عام 2005:
((الشيخ محمد المؤيد: سنسأله إذا كان لديه أقراص... وما لديه [ليقدمه] في مجال التدريب. ربما يمكننا شرائها [مواد تدريبية محملة على أقراص مدمجة] -- من هنا أو هناك -- في أوروبا. نحن لا نعتزم شراء [هذه المواد]. سوف نتصل بالقائد علي محسن [الأحمر]... إنه رجل لطيف جداً و باستطاعته شراء [هذه المواد] باسم السرب الأول... وسوف يشتري باسم وزارة الشؤون الخارجية [اليمنية] وسيتم شحنها لهم. وسيقومون بنسخها لنا)).
تفرسَ ماثيو ليفيت في السيرة الذاتية للواء الأحمر, وكان يجب أن يعني هذا بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية "اغرُب عن وجهي علي محسن"؛ لأن من مهام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تقديم النصح والمشورة اللازمة لها؛ إلا أن أمريكا تصرفت بالمقلوب, كالعادة "لا بأس باستخدام القاعدة في حال الضرورة".
لماذا يظن علي محسن نفسه قادراً على فعل ما يشاء ولا يتلقى رد الفعل المناسب من جانب الولايات المتحدة؟ هل وجد في سكوتها الفاسد إشارة "إمضي قُدماً"؟
لدى المصلحة الأمريكية العليا ما تُخفيه أكثر مما تُعلنه, على الرغم من محاولاتها الظهور كمحاربة للإرهاب, ومع أن دولة في حيوية ودقة بصر أقمارها الاصطناعية التجسسية تستطيع رؤية ما لا تستطيع أن تراه غيرها, وقد لا تتكبد صواريخها الموجهة الذكية أي عناء لاصطياد أي عابث مغامر في أبعد نقطة على كوكب الأرض, على الرغم من ذلك كله, ما تزال تتصرف بشهامة حيال تجاهل الخيوط التي قد تنقلب إلى أدلة بينة تدين اللواء الأحمر, هذا إذا ما سلمنا جدلاً بأنها مجرد خيوط, وهي ليست كذلك على أية حال.
من المفيد جدا أن تضعوا أكثر من علامة استفهام حول الأحداث التي سأوردها تباعا, كما لا تنسوا أن تدققوا كثيراً في أماكنها وتواريخها.
ولدت فكرة تأسيس تنظيم "جند الشام" في أفغانستان من رحم أفكار المرحلة الثالثة "النهوض والوقوف على القدمين", 2007-2010., من خطة تنظيم القاعدة ل 20 عاما, والتي كان التنظيم قد سربها للباحث فؤاد حسين في منتصف العقد الفائت.
عاد أصحاب تلك الفكرة بعد ذاك من أفغانستان, واستقروا في لبنان وسوريا والعراق, ومعروف أن "جند الشام" ينشط في مخيم عين الحلوه للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا عاصمة الجنوب اللبناني.
صاغ مفكروا تنظيم القاعدة أهدافا "ستُحدِث نقلة نوعية مهمة في عملية التغيير في المنطقة المحيطة بالعراق" من خلال التركيز في بداية هذه المرحلة على بلاد الشام, سوريا ولبنان وشمال الأردن, مستندين في ذلك إلى الأحاديث النبوية "الصحيحة" التي تتحدث عن "حصار الشام بعد العراق", وآخذين في الحسبان خطر "مخططات اليهود لتقسيم الشام إلى دويلات طائفية" وأبعاد الهجمة "الأمريكية الأوروبية اليهودية على النظام السوري بهدف تفكيك أي قوة محيطة بدولة إسرائيل... لإعادة ترتيب المنطقة من جديد", والتي "ستُضعِف النظام السوري وتفقده القدرة على الاستمرار في السيطرة الداخلية الفاعلة".
عطفا على ما سبق ف"نظرية العمل الإسلامي الجهادي الذي تتبناه القاعدة تقوم على استغلال أي حالة لفقدان السيطرة الأمنية", ومن هنا جاءت فكرة إنشاء تنظيم "جند الشام" لاستثمار "فرصة ما يحدث في لبنان حاليا [بعد اغتيال رفيق الحريري], وفي سوريا قريبا".
صدقاً؛ أخذ تفكيري يتشوش ويتصدع من هول المسلك الذي انتهت إليه المرحلة الثالثة من خطة تنظيم القاعدة, وخِلتُ للحظات أن واضعها لاشك بأنه يقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش العربي السوري منذ أكثر من عامين ونصف العام, أو أنه يقف على الحياد على أقل تقدير؛ هؤلاء أنفسهم من يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل إسقاط الدولة السورية! بل ويعالج جرحاهم في مستشفيات تل أبيب؛ هذا نفس غسيل الدماغ الذي حقنوه ل "المجاهدين" سابقاً في أفغانستان.
لذا ليس مستبعداً أبداً أن تجد مجاهداً من الشيشان يُتمتِم في سره مصعوقاً "يا للهول...هذه ليست فلسطين"؛ إذا ما طرقت مسامعكم مثل هذه الأنباء النوادر الواردة من سوريا فصدقوها دون أدنى تردد.
الخطيئة الكبرى ل "طالبي الشهادة" أنهم مخلصون أكثر من اللزوم للمتوهمين أن "لحومهم مسمومة", وبسبب هذا الإخلاص يضعون الإسلام وبلاد المسلمين على حافة الانهيار؛ يا الله كم أن هذا جور وحرام.
افترضت نهاية المرحلة الثالثة أن يُكرس تنظيم القاعدة قيادة شرعية للأمة الإسلامية دون منازع, بعد أن يكون قد أنهى استعداده للبدء بالاشتباك المباشر مع اليهود في داخل فلسطين وعلى حدودها, وسيترتب على ذلك مد بشري هائل لتيار القاعدة مع زيادة الإمكانيات المالية.
يبدو أن لدى المخابرات الأمريكية "سي أي أيه" بصمة أخرى, بعد أفغانستان, سجلت ما تريد إملائه على تنظيم القاعدة في تلك الخطة الجهنمية.
تحت يافطة الربيع العربي, يقدم علي محسن لأمريكا كل دليل على أنه يجاريها في مشروعها, الشرق الأوسط الجديد, وفي موازاة ذلك, مارست الرياض والدوحة ضغوطاً كبيرة على الرئيس هادي من أجل تعيين اللواء الأحمر نائباً له, وانتهى الأمر بتعيينه مستشارا للرئيس لشؤون الأمن والدفاع, لكن بصلاحيات, على ما يبدو, قد تفوق أحياناً صلاحيات الرئيس نفسه, نسخة المجاهد الأحمر في ثمانينات القرن الماضي بأفغانستان ظهرت مجددا وبكامل قوتها وأكثر.
إزاء سهولة الكذب الرائجة, سيذبحنا الإرهاب ببرودة أعصاب, وسيهتف في ضلال "الله أكبر ولله الحمد", ومثلما في كل مرة, سيشير بأصابع الاتهام نحو "قاعدة المخلوع عفاش".
حاولوا فهم ما تعنيه لكنة ما يلي جيداً:
((رسالة إلى أهل الجنوب
من الشيخ/ أبي بصير ناصر الوحيشي, زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب:
... إن ما يحدث في لحج والضالع وأبين وحضرموت وغيرها من ظلم وقهر للعُزل من المواطنين لا يقره عقل... والوحدة والجماعة على الدين والعدل والأمان واجبٌ شرعي... إننا نقاتل منذ سنين هذا النظام الذي عطل الشريعة... وعندنا علي عبد الله صالح كافر مرتد عميل نحى حاكمية الشريعة...)).
((رسالة إلى الأمير أيمن الظواهري, زعيم تنظيم القاعدة
من الشيخ/ أبي بصير ناصر الوحيشي 26/7/ 2011 م:
... أبايعك على السمع والطاعة في المنشط والمكره... أمورنا بحمد الله تسر, وفي تقدم جيد على المستوى الداخلي والخارجي, وعلى ضوء الخطة المرسومة من قبلكم, ولقد زاد بحمد الله من تسارع نهاية العدو وفشل خطته هذا الثورات التي اكتسحت بعض البلدان العربية... وأبشركم أن نظام الطاغية علي صالح أوشك على الزوال... ونحن مع الأمة في ساحات التغيير وميادين الحرية ليحكم بالشريعة...)).
في 21 مارس 2012, تبنى تنظيم القاعدة تفجيرا انتحاريا استهدف وزير الدفاع وقائد الجيش في عرض عسكري بميدان السبعين, وراح ضحيته نحو 100 شهيد, الانتحاري هو أحد الذين تم تجنيدهم إبان ثورة الشباب.
قليل الإيمان بالله الذي يطاوعه قلبه على قتل أعزل نظير ألفين ريال حتى, من الاستحالة عليه القبول بتفجير نفسه بحزام ناسف ولو بمقابل مليون دولار, الاستشهاديين الافتراضيين, هذا الطراز من القتلة, هو الذي يرتكب مثل هذه الأعمال الوحشية عادةً.
لسنا بصدد لغز, ولا يمكن سوى لمتواطئ ألا يلاحظ صوت علي محسن السلطوي الذي يصدر الأوامر للمرجعيات الدينية لفتاوى الانتحار؛ ألا تتذكرون الدعوة الصريحة التي أطلقها نجل رئيس جامعة الإيمان الملاصقة لسور الفرقة الأولى مدرع, محمد عبد المجيد الزنداني, لمناصرة جماعة "أنصار الشريعة", الفرع القوي والطموح لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب, والقتال ضد الجيش اليمني الذي كان يتأهب وقتذاك, بأمر من الرئيس هادي, لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها الجماعة الإرهابية في أبين وغيرها من مناطق الجنوب أوائل 2011؟
من بين كل الهجمات الإرهابية التي استهدفت مقرات الأمن والجيش اليمني, ولا هجوم واحد طال الوحدات العسكرية والأمنية التي تخضع لإمرة اللواء علي محسن, انصبت عمليات القاعدة على ألوية الحرس الجمهوري ومعسكرات الأمن المركزي فقط, ونالت تلك المتواجدة منها في المحافظات الجنوبية وفي محافظة البيضاء حصة الأسد؛ ما السر في التركيز على هذه الرقعة الجغرافية؟
نشر الاسم المستعار, الجانح لله, في السابعة والنصف صباحاً من يوم 3 مارس 2012, خبراً مقتضباً في موقع جهادي على الإنترنت "اليوم فجرا انفجار عنيف يطال معسكر الحرس الجمهوري في محافظة البيضاء" وتم تذييله بملاحظة مفادها " الحرس الجمهوري هو الذي دخل مدينة رداع في البيضاء ليحول بين الناس وبين تحكيم الشريعة التي اتفقت عليها القبائل مع أنصار الشريعة".
بعد خمس ساعات علق "الركن اليماني 11" على الخبر " أما وقد أعلنها الصليبي من صنعاء أنه سيجعل كل اليمن تحارب القاعدة فلم يعد هناك مجال للشّك في أنّكم تقاتلون إرضاءاً لأمريكا،، لذا فقد زالت أيّ شبهة في جواز استهدافكم أيها العملاء", ولم تمضي ثوانٍ وجاء اسم مستعار آخر بسبق صحفي"الآن بدأ القتال, عاجل؛ ثلاثة انفجارات متتالية بمعسكر الأمن المركزي بروكب بالمكلا".
استعدت الولايات المتحدة لحدث الربيع العربي مبكراً, بعد أن فسرته تفسيرها الخاص, وبالنيابة عن علي محسن والقاعدة, وتصرفت هذه الأطراف الثلاثة بناءاً عليه, يقول الدكتور بيتر نيومان, مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية لندن الملكية " الشعور بالظلم وحده لا يمكن أن يفسر كيف يصبح الأفراد راديكاليين؛ فلا بد أنهم قد تعرضوا أيضاً لمنهجية يمكن من خلالها توجيه الإحباط أو الغضب. ويتطلب الأمر أيضاً قيام هدف يمكن للمتطرفين الناشئين مهاجمته... يكشف الفحص الأكثر شمولاً أن الكثيرين من هؤلاء الأفراد منتمون في الواقع إلى شبكات اجتماعية, وإن كانت عبر الإنترنت, في غرف الدردشة وعلى المواقع الإسلاموية الإلكترونية".
رسالة إلى الرئيس هادي وأمين عام الاشتراكي
من فائز الصلوي
كيف لليمن أن تنام بعد ذبح جنود وضباط المنطقة العسكرية الثانية بتواطؤ ومشاركة عدد من زملائهم الذين تبين انتماؤهم لتنظيم القاعدة بعد فوات الأوان؟
هل يجب أن أُبالغ في انتقادك سيادة الرئيس؟ أدعوا الله أن يمد عمري إلى اليوم الذي يفكر فيه الدكتور ياسين سعيد نعمان توفير الغطاء والدعم السياسي اللازم لقادة عسكريين من أمثال اللواء محسن ناصر, قائد المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت, ولسبب بسيط واحد؛ حتى تفشل القاعدة في إكمال ما بدأته من خطتها على أرض الواقع؛ يكفي أن نعرف العدد الفعلي للمجندين الجدد المنضووين تحت راية الجهاد وفقط.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.