تزداد الأمور تعقيداً على أي مهاجم كان كلما طالت فترة صيامه عن التهديف، الأمر الذي تزيد معه ضغوط الإعلام والجماهير وخاصة في المباريات المصيرية ، بينما يفسرها آخرون بأسباب تكتيكية تتعلق بالخطة التي يلعب بها الفريق والتي تعيق المهاجم على التسجيل حيث يتحول زملاؤه الى عبء عليه داخل منطقة العمليات، بينما يعتبرها عدد من المدربين علامة من علامات تراجع أداء ومستوى اللاعب، أما عن كيفية معالجتها فإن لكل مدرب طريقته الخاصة، فمنهم من رضخ للضغط الإعلامي وزج بالهداف الصائم في مقاعد الاحتياط ومنهم من أصر على إشراكه في التشكيل الأساسي ليزرع في نفسه الثقة، و يعمد مدربون إلى خوض مباريات أمام منافسين متواضعين لتسهيل مهمة فك عقدة العقم التهديفي. في هذا التقرير نستعرض عن أكثر عشرة مهاجمين صاموا عن هز الشباك، و ذلك تزامنًا مع صيام مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة مع منتخب فرنسا.
1- الإسباني فرناندو توريس: صيامه كان مع نادي تشيلسي الإنكليزي رغم إن تعاقد النادي معه في صفقة قياسية مفاجئة من ليفربول في يناير 2011 كان من اجل تفعيل و تنشيط الخط الهجومي للبلوز لكن الماتادور الإسباني خيّب الآمال و صام عن التهديف لمدة 1541 دقيقة في الفترة ما بين أكتوبر 2011 حتى مارس 2012 ، أي ما يعادل 16 مباراة لعبها توريس أساسيًا محاطاً بلاعبين مميزين في مده بكرات وتمريرات دقيقة، وتأثر وقتها توريس بالانتقادات التي وجهت لإدارة البلوز بسبب المبلغ الكبير الذي دفعته نظير التعاقد معه والذي قارب ال 60 مليون يورو .
2- الفرنسي كريم بنزيمة: حالته متناقضة فهو يسجل مع ناديه ريال مدريد بشكل عادي غير أنه مع منتخب بلاده فرنسا صائم منذ يونيو 2012 حتى المباراة الأخيرة التي خاضها ضد جورجيا في تصفيات كأس العالم ، و بلغت فترة صيامه 1217 دقيقة، إذ يعود آخر هدف سجله إلى مباراة ودية ضد استونيا قبل نهائيات يورو 2012، و استسلم مؤخراً مدربه ديديي ديشان لمطالب الصحافة والجمهور وأبعده عن التشكيل الأساسي ضد روسياالبيضاء ، ولكن الغريب أن فرنسا نجحت في تحقيق انتصار عريض بأربعة أهداف بعدما ظلت تنهي مبارياتها بالتعادل السلبي في وجود بنزيمة.
3- الألماني لوكاس بودولسكي: عاش حالة الصيام عن التهديف مع كولونيا الألماني الذي ترعرع معه في الفترة ما بين أيلول 2009 و مارس 2010 لمدة 1425 دقيقة، أي ما يعادل 15 مباراة كاملة أي تقريباً نصف موسم ، و ذلك بعد عودته من تجربة فاشلة مع بايرن ميونيخ ، و رغم أنه ظل يسجل الأهداف بانتظام مع المانشافت إلا أن الشباك خانته مع كولونيا، والغريب أنه نجح في فك طلاسم عقدته بتسجيله هدفاً في عرين البايرن في البندسليغا.
4- السويدي زلاتان ابراهيموفيتش: 1119 دقيقة هي المدة الزمنية التي لم يسجل فيها إبراهيموفيتش أي هدف لمصلحة منتخب بلاده السويد على مدار ثلاث سنوات ما بين أكتوبر 2005 و يونيو 2008 رغم أنه شارك في نهائيات مونديال ألمانيا 2006 و في تصفيات يورو 2008 ، فضلاً عن عدة مباريات ودية ، في وقت كان زلاتان يصنع أفراح عشاق الأندية التي تقمص ألوانها سواء يوفنتوس أو إنتر ميلان الإيطاليان ، و هو ما جعل الكثير من النقاد يفسرون صيامه عن التهديف بعدم وجود رغبة في التسجيل عند اللاعب ناجمة عن تردده في اللعب للمنتخب السويدي الذي قبل اللعب له على مضض بعدما كان يتمنى الدفاع عن ألوان منتخب بلاده الأصلي البوسنة و الهرسك.
5- الأورغوياني دييغو فورلان: عاش فورلان حالة شاذة بعد التحاقه بنادي مانشستر يونايتد من29 يناير إلى 18 أيلول 2002 ، وهي الفترة التي خاض خلالها النجم الاورغوياني 27 مباراة متتالية في شتى المسابقات أي 2430 دقيقة دون أن يسجل أي هدف لدرجة جعلت السير اليكس فيرغوسن يتهكم عليه بتصريح قال فيه إنه بدا يشك في كونه تعاقد مع شقيق فورلان وليس مع فورلان ، ونجح الأخير في التهديف في مباراة سهلة ضد مكابي حيفا الإسرائيلي في دوري أبطال أوروبا بعد تصديه لركلة جزاء، وعاد فورلان ليصاب بالحالة الشاذة مع نفس النادي ولكن على فترات متقطعة حتى مغادرته لإنكلترا في إتجاه إسبانيا الذي فجر موهبته التهديفية مع فياريال ومع اتلتيكو مدريد .
6- الإنكليزي واين روني: صام الفتي الذهبي عن التهديف مع الأسود الثلاثة في فترة كان يصنع فيها أفراح ناديه مانشستر يونايتد بأهدافه الجميلة والعديدة ، وأمتد ذلك نحو عام كامل ما بين أكتوبر 2009 لغاية أيلول 2010 لمدة 978 دقيقة في عهد المدرب الإيطالي فابيو كابيلو رغم أنها تزامنت مع مباريات في غاية الأهمية خاضها الإنكليز في تصفيات ونهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، رغم أن روني برز في بداية مشواره مع المنتخب في أمم أوروبا 2004 قبل أن يتألق في الاولترافورد ، ونجح روني في إنهاء صيامه في تأهيليات يورو 2012 عندما ساهم في الانتصار ضد سويسرا بثلاثة أهداف لهدف .
7- البرتغالي كريستيانو رونالدو: حالته شبيهة بحالة روني ، ففي وقت كان الدون يعبث بمدافعي منافسي ريال مدريد في أولى مواسمه معه بتسجيله 26 هدفاً في 29 مباراة ، فإنه عانى الأمرين مع المنتخب البرتغالي ، إذ لم يسجل أي هدف طيلة 863 دقيقة ما بين شباط 2009 و يونيو 2010 أي بالتزامن مع تصفيات مونديال جنوب أفريقيا حيث كان المنتخب بحاجة ماسة لأهدافه لبلوغ النهائيات التي استغلها رونالدو لفك النحس أمام المنتخب الكوري الشمالي الضعيف للفوز عليه بسداسية كاملة جعلته يعلق للصحافة بأن الأهداف تغيب وعندما تعود تأتي دفعة واحدة.
8- الفرنسي سيلفان ويلتورد: الجمهور الرياضي الفرنسي لا يتذكر عن مسيرة المهاجم ويلتورد مع المنتخب سوى الهدف التاريخي الذي سجله للديوك في اللحظات الأخيرة لنهائي أمم أوروبا عام 2000 في مرمى الحارس الإيطالي تولدو، والذي منح الأمل للديوك للتتويج باللقب القاري، غير أن مسيرة ويلتورد عرفت فترة صام خلالها عن التهديف في 15 مباراة متتالية ، ومن سوء حظه أن صيامه تزامن مع نهاية مشواره إذ اعتزل اللعب مع المنتخب و هو صائم عقب مونديال ألمانيا 2006.
9- الفرنسي جون بيار بابان : رغم انه كان يلقب بصائد الأهداف إلا انه خيّب آمال الفرنسيين وفشل في قيادة هجوم الديوك بعد اعتزال بلاتيني ونجوم الجيل الذهبي بعد مونديال 1986 ، فبعدما سجل أول هدف له مع الزرق ضد كندا في يونيو 1986 في مونديال مكسيكو صام عن التسجيل لغاية أيلول 1988 خلال تسع مباريات ولمدة 671 دقيقة، ليدفع ضريبة صيامه المنتخب بفشله في بلوغ نهائيات يورو 1988 بألمانيا رغم أنه كان حامل اللقب ، و رغم أن بابان كان هدافاً من الطراز الرفيع في الدوري الفرنسي مع أولمبيك مرسيليا، حيث نال جائزة الهداف ثلاثة مواسم متتالية و برصيد لا يقل عن ال 20 هدفاً في الموسم الواحد ، و لو أن بابان دفع هو الآخر ضريبة باهظة بعدما أصبح مثاراً لسخرية الصحافة الفرنسية طيلة فترة العقم الهجومي.
10- الفرنسي الغيني كابا دياوارا : صام عن التهديف لأكثر من عامين ما بين يناير 1999 و حتى أيلول 2001 رغم أنه تنقل في هذه الفترة ما بين خمسة أندية: أولمبيك مرسيليا و باريس سان جيرمان الفرنسيان وأندية أرسنال و بلاكبورن روفرز و ويستهام الإنكليزية لكن رصيده بقي خالياً من الأهداف، و الغريب أن فرصًا كثيرة كانت تتاح له وعلى مقربة من المرمى لكن تسديداته كانت تضيع بشكل مثير للدهشة، ولم ينجح في إنهاء فترة الفراغ سوى بعد انضمامه لنادي نيس حيث سجل له 12 هدفاً في الموسم 2001-2002.