تجددت الاشتباكات التي شهدتها مدينة بلعبك شرق لبنان السبت بين عناصر من حزب الله وعائلة سنية، فيما ارتفع عدد القتلى إلى خمسة، من بينهم اثنين من عناصر حزب الله اللبناني، نقلا عن الوكالة الوطنية للإعلام. وعقدت الحكومة اللبنانية اجتماعا عاجلا في القصر الجمهوري ضم كل من الرئيس اللبناني ميشان سليمان ورئيس حكومته والقادة الأمنيين.
ونشب تبادل إطلاق نار بين عناصر لحزب الله على حاجز أمني وأفراد عائلة سنية في مدينة بعلبك.
وقال المصدر إن "مسلحين من عائلة الشياح (سنية) أطلقوا النار على حاجز للحزب الشيعي في وسط مدينة بعلبك، ما دفع عناصر الحاجز إلى الرد على إطلاق النار، وتطور الأمر إلى اشتباك قتل فيه عنصران من الحزب".
ومن بين القتلى، امرأة من آل الشياح، وأحد المارة. وكانت معلومات أولية أشارت إلى أن القتيل من آل الشياح رجل كان يحمل سلاحا، ثم تبين أنها امرأة. كما أصيب خمسة أشخاص آخرين بجروح، أحدهم مسؤول في الجماعة الإسلامية السنية.
وقالت رويترز نقلاً عن مصادر إن أحد أعضاء حزب الله قتل وأصيب اثنان آخران عندما فتح مسلحون النار من سيارة عند نقطة التفتيش. وأضافت أن مسلحين من حزب الله ردوا على إطلاق النار وقتلوا اثنين وأصابوا ثلاثة.
وتبعاً لذلك، أعلن الجيش اللبناني تدخله في المنطقة لفك الاشتباكات الحاصلة، كما أطلقت مخابرات الجيش حملة لملاحقة المتورطين في الحادثة. وقال بيان لمديرية التوجيه التابعة للجيش إنه "عند الساعة 11.50 قبل ظهر السبت، حصل تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة بين عناصر مسلحة في محلة سوق القلعة – بعلبك، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين. وعلى الفور انتشرت قوة من الجيش في المكان، وباشرت بملاحقة المسلحين ودهم بعض الأماكن المشتبه بلجوئهم إليها، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص".
وقال سامي رمضان من بلدية بعلبك لقناة العربية"، إن ما جرى في المدينة غريب عنا وهناك بعض العناصر استفادت من الأوضاع في المنطقة، وتحاول جعل بلعبك مرتبطة بما يجري في جوار المنطقة، وهذه الأطراف جرّت المدينة إلى لا ما تحمد عقباه وتريد جر سكان بلعبك إلى صراع طائفي".
وعقدت فعاليات بعلبك، من علماء ومخاتير وممثلي هيئات المجتمع المدني، اجتماعا طارئا في دار الإفتاء في بعلبك برئاسة مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، تركز البحث خلاله على التطورات في مدينة بعلبك.
وأصدر المجتمعون بياناً اعتبروا فيه "أن الحادث الفردي الذي وقع في سوق بعلبك، وما أعقبه من تداعيات وسقوط ضحايا وجرحى، يشكل خسارة كبيرة للمدينة، وأساء لتاريخها ومستقبلها، والخسارة وقعت على الجميع".
وأضافوا "ندعو أهلنا إلى التهدئة، وإفساح المجال أمام القوى الأمنية والعقلاء ليقوموا بدورهم في حفظ الأمن".
كما حثوا "القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي، على ممارسة دورها في حفظ الأمن وحماية المواطنين وأملاكهم ومحلاتهم التجارية".
وأكدوا أن بعلبك خالية من وجود عناصر جبهة النصرة، وما تناقلته بعض وسائل الإعلام، عار عن الصحة ويتحمل أصحابه مسؤوليته".
وختموا بالتشديد على أن مدينة بعلبك "كانت ولا تزال وستبقى مثالا للعيش المشترك، وسنتعاون جميعا لمحاصرة ما حدث، وعدم السماح بتمدده ووقوع فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر".