في وسط شارع رئيسي مغلق منذ نحو عام بمديرية المعلا بعدن تجمع محتجون في مواصلة لتظاهرات سلمية تندد بمجزرة ذكرى التصالح والتسامح بمديرية خورمكسر الأسبوع المنصرم حين سقط أربعة قتلى وعدد من الجرحى برصاص قوات الأمن المركزي. وكان المعتصمون قد انطلقوا في مسيرة سلمية من مديرية التواهي وشارك فيها متظاهرون من عدد من مديريات عدن, ومروا في حي القلوعة ثم اتجهوا صوب مديرية المعلا حيث أقيم حفل فني بوسط الشارع.
وأقيمت وقفة تضامنية قصيرة مع الأستاذ أحمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر أمام بوابة المؤسسة وهتفوا باسمه, كما رددوا هتافات ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو حزب إسلامي يقود فيما يبدو احتجاجات انتقائية وموازية لاحتجاجات إسقاط النظام وتستهدف هذه الاحتجاجات الانتقائية التي تطال مؤسسات ومرافق حكومية مسؤولين لاينتمون للحزب أو ليسوا من أنصاره, أو مسؤولين أبدوا تعاطفاً مع الحراك الجنوبي.
ومرت التظاهرة عند دخولها مديرية المعلا من الجهة الغربية أسفل منزل الشهيد "غسان الميوني" ورددوا هتافات "ياغسان ياشهيد ثورة ثورة من جديد", و"بالروح بالدم نفديك ياغسان".
و"غسان" قتل العام الماضي حين أراد جنود فتح طرقات فرعية ورئيسية بالقوة وأطلقوا النار عشوائياً لإنهاء إضراب وعصيان مدني اجتاح مدينة عدن بجدول أسبوعي منتظم.
واعتاد أنصار الحراك الجنوبي إيقاف تظاهراتهم أسفل منزل "الميوني" في مسيراتهم خلال الفترة الماضية, وتنتصب صورة كبيرة ل"الميوني" فوق شرفة المنزل, كما ترفرف رايات سوداء وتتدلى أخرى من شرفات منازل مجاورة, وفي جدران محيطة بالبناية يمكن قراءة عبارات "شارع الشهيد غسان الميوني", و"لن ننساك ياغسان".
واستقرت المسيرة قليلاً أمام منصة احتفال أنشئت في وسط الشارع بمقابل فتحة "الميناء" ثم استمر المتظاهرون في مسيرتهم شرقاً قبل أن يعودوا إلى مكان الاحتفال.
وفي المسيرة طالب المتظاهرون باستقلال الجنوب عن الشمال وهتفوا "بغينا أرضنا ما بغينا شي باطل", "ياجنوبي علي الصوت, استقلال ولا الموت", و "ثورتنا ثورة شعبية.. فجرها الشعب الجبار.. لاوحدة لا فدرالية.. برع برع يا استعمار", ورفعوا أعلام الجنوب خلال الحقبتين السلاطينية, والجمهورية الماركسية قبل الوحدة.
وأدت فرقة فنية مجموعة من الأغاني الثورية الوطنية بينها "بلادي إلى المجد", والأغاني التراثية الفلكلورية مثل "صبوحة", وهي جميعها تعود إلى فترة ما قبل الوحدة, كما ارتفعت عبر مكبرات الصوت أغاني المطرب المواكب لمسيرة الحراك الجنوبي "عبود الخواجة".
وأشعلت ألعاب نارية بجوار المتظاهرين, ورفع بعضهم لافتات تطالب بإطلاق سراح معتقلين, وغابت صور زعماء اشتراكيين سابقين وحاليين يخوضون صراعات في الخارج لتمرير مشاريع تؤيد أو ترفض الوحدة اليمنية.
وقرئت بصوت واضح عبر مكبر صوت في منصة الاحتفال دعوة للمشاركة في فعالية قادمة يوم الأربعاء في ساحة الإنشاءات بمديرية خورمكسر تواصلاً لفعاليات احتجاجية تندد بجمعة عدن الدامية.
ويشعر الجنوبيون في مدينة عدن بمشاعر غضب متنامية بسبب سقوط قتلى وجرحى برصاص رجال أمن مركزي يتبعون وزارة الداخلية التي آلت حقيبتها إلى تكتل اللقاء المشترك في مبادرة لتقاسم السلطة رعتها خمس دول خليجية وأيدها مجلس الأمن في قرار عقب اجتماع بخصوص الأزمة في اليمن.