■■ فاتتني المتابعة التفصيلية على الهواء في العاصمة الأردنية عصر أمس للمؤتمر الصحفي المهم جدا للشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي والأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد غرب آسيا والإتحاد الأردني ، وبدون مبالغة فإنني أعتبر لقاء الشخصيتين الكبيرتين هو لقاء السحاب للكرة الآسيوية ، لأنهما صاحبي أرفع منصبين على المستوى القاري والعالمي من الشخصيات العربية في الفيفا ، حيث يشتركان مع المصري هاني أبو ريدة والجزائري محمد روراوة، في عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا أعلى سلطة تحكم كرة القدم في العالم ، ولكنهما ينفردان برئاسة الشيخ سلمان للاتحاد الآسيوي وتولي الأمير علي لمنصب نائب رئيس الفيفا. ■■ وقد أسعدني كإعلامي عربي أن أسمع عن إمكانية دعم مالي للمنتخب الأردني من الاتحاد الآسيوي، حسب تصريح الشيخ سلمان وهي سابقة لو تمت ستكون تاريخية للبيت الآسيوي في دعم الاتحادات الأهلية في آسيا التي تحسن تمثيل وتشريف القارة الأكبر في العالم ، وأتمنى لو بادر الإتحاد العربي لكرة القدم بموقف مماثل يساعد في الدعم المادي والمعنوي للكرة الأردنية وهي تخوض غمار مباراتي الملحق العالمي المؤهل لنهائيات مونديال البرازيل. ■■ ويهمني في نفس السياق أن أشيد بتصريحاتهما المحترمة في المؤتمر الصحفي عن دعم حق قطر في تنظيم مونديال 2022 ، وكذلك مساندة حق أبناء فلسطين في اللعب وممارسة اللعبة بدون التعسف الإسرائيلي والمضايقات التي يتعرضون لها ، وكذلك إهتمام الشخصيتين بتفعيل دور المسؤولية الأجتماعية في القارة في دعم اللعبة ومساعدة الأطفال والفتيات والمعاقين والفئات المحرومة والمهمشة في ممارسة اللعبة الشعبية الأولى في القارة. ■■ ولأنني أحتفظ لكل من الشيخ سلمان والأمير علي بمشاعر الود والإحترام والفخر بعروبتهما وأعرف أنهما يبادلاني نفس المشاعر، فقد كان أملي أن أتواجد بالأردن لحضور هذا المؤتمر .. وكان يسعدني أن يتحملاني في توجيه ثلاثة أسئلة - أعتبرها عادية - لكل منهما .. وأولها ما رأيهما ورد فعل كل منهما على الخطوة غير اللائقة لرئيس الفيفا ، بإلغاء إجتماع اللجنة الخاصة بالكرة الفلسطينية - Task Force-الذي كان مقرراً في العاصمة عمان منذ أيام وتغيير مكان الإجتماع ليقام بمقر الفيفا في زيوريخ ، وتجاهل توجيه الدعوة لكل منهما بالإضافة لتجاهل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي ، وكذلك غياب بلاتر نفسه عن الإجتماع لينتهي الأمر بلقاء اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي ويتمخض الإجتماع المخطوف الذي تم "تقزيمه" بقرار تافه بإختيار مسؤولي اتصال من الجانبين لمتابعة أي مشاكل وكأنما تمخض الجبل فولد فأراً ! ■■ والسؤال الثاني : ما الدور الذي يمكن أن تلعبه أكبر شخصيتين عربيتين في الكرة العالمية خلال إجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا المهم جدا بشأن المونديال القطري والذي سيقام بعد ثلاثة أيام في زيوريخ ويشهد ربما تحديد مصير مونديال قطر أو تغيير توقيته ، وهل يفلحان مع أبو ريدة وروراة في التصدي المناسب لكل الحملات الهجومية الاوروبية على المونديال القطري وتصريحات الضرب تحت الحزام والتي يشارك فيها بلاتر في بعض الأحيان ؟ ■■ أما السؤال الثالث فهو إذا كان الشيخ سلمان والأمير علي صديقان على المستوى الشخصي وحليفان في الانتخابات الآسيوية ، فلماذا لا يحققان أمنية عرب آسيا وباقي دول القارة في سرعة إنجاز إعتراف الإتحاد الآسيوي بإتحادات المناطق الأربعة في القارة، حتى تتحقق الصفة الرسمية لمسابقاتها ومبارياتها واعتراف الفيفا بها وهي خطوة ستكون جبارة لطفرة ضرورية في الكرة الآسيوية .. معلوماتي أن القرار يتمناه الأمير علي من قلبه ،ويستطيع أن يلبيه الشيخ سلمان بصلاحياته ولو من خلال كونجرس طاريء للاتحاد الآسيوي وسيكون ذلك أحد أبرز إنجازاته قبل الإستحقاق الإنتخابي المقبل ! ■■ أما إستفساري الأخير وهو بريء للغاية ، فهو عن معاملة غير عادلة يتلقاها المنتخب الآسيوي الذي يتأهل للملحق العالمي المؤهل للمونديال ، حيث يضطر للعب مباراتي الذهاب والإياب في غضون 7 أيام فقط وهو يسافر 20 ساعةأو أكثر بين قارتين متباعدتين ، وهي مهمة بالغة القسوة والإرهاق، وسبق أن عانى منها المنتخب البحريني ، فلم يوفق في التأهل مرتين عبر الملحق العالمي في مونديالي 2006 و2010.. والإستفسار لماذا تقتصر هذه المعاملة على ملحق المنتخب الآسيوي والامريكي الجنوبي ، بينما تشهد التصفية الأخيرة في القارة الأفريقية مثلاً ،فترة شاسعة تزيد عن الشهر بين مباراتي الذهاب والإياب للمنتخبين ، فهل يمكن أن يتدخل رئيس الاتحاد الآسيوي لدى الفيفا ويطلب معاملة مباراتي الأردن وخامس أمريكا الجنوبية بنفس طريقة التصفية الأخيرة للمنتخبات الأفريقية ؟ ■■ أخيراً .. أتمنى ألا أكون قد تجاوزت حدودي الصحفية ، وأملي وأنا أعرف أن الشيخ سلمان لا يزال ضيف شرف اليوم على العاصمة الأردنية عمان وبصحبته الأمير علي ،أن أحظى بإجابات خاصة لي أو تصريحات عامة أو بيان مشترك يصدر لوسائل الإعلام - ومش مهم الإنفراد - وأتحفظ مقدماً على أي تعامل دبلوماسي او الكلمة التقليدية " نو كومنت " !!
