في الطريق إلى التواهي تمضي حافلة أجرة صغيرة في المدينة وعلى مقربة من جولة كالتكس حيث انتصبت بقايا نقطة أمنية للأمن العام قتل فيها الجمعة ثلاثة من منتسبي الجهاز تبطئ السيارة من سرعتها ويطل عدد من الركاب بانظارهم إلى بقايا أثار دماء . هنا قتل فجر الجمعة المنصرمة ثلاثة من جنود الشرطة المحلية برصاص مسلحين يعتقد بانتمائهم إلى الجماعات المسلحة التي تدعي انتمائها لتنظيم القاعدة . ينظر الجميع بانشداه إلى الدماء التي لاتزال بادية على الأرض ، بخلاف الحوادث الأخرى يثير الحادث الأخير المخاوف من سقوط المدينة بيد الجماعات المسلحة التي دشنت عمليات مماثلة في مدينة زنجبار المجاورة لعدن قبل ان تسقط بيد هذه الجماعات أواخر مايو الماضي. يقول مراد عبدالرحمن وهو موظف بمصلحة شئون المواني اليمنية مخاطبا عدد من الركاب المجاورين له :" مايحدث في المدينة امر بالغ الاخافة .. غداً قد نفاجئ بسقوط المدينة في يد هذه الجماعات ، يجب وقف هذه الفوضى قبل ان تتحول "عدن " إلى زنجبار أخرى . في عدن تتزايد المخاوف مؤخرا من سقوط المدينة بيد عناصر الجماعات المسلحة ، بعد أيام من سقوط أولى المدن الشمالية بيد عناصر الجماعات المسلحة شنت الجماعات المسلحة هجومها على عناصر الأمن العام .
تجدد المخاوف خلال شهر يونيو الماضي كانت المخاوف من سقوط عدن بيد الجماعات المسلحة قد تزايد وبشدة إلا ان هذه المخاوف مافتئت ان خففت قليلاً بعد ان خفت حدة المعارك بين الجيش اليمني وعناصر الجماعات المسلحة وعناصر الجيش اليمني الذي مافتئ هو الآخر ان يتحدث عن انتصارات مزعومة له في المدينة.
يرى صالح ذيبان وهو ناشط سياسي من عدن وشخصية اجتماعية ان مايحدث في عدن من أعمال قتل وهجمات مسلحة هي تكرار لذات السيناريو الذي عاشته زنجبار قبيل أيام من سقوطها بيد الجماعات المسلحة التي تدعي انتمائها لتنظيم القاعدة .
ويضيف :" ذيبان في حديث ل "عدن الغد" بالإيضاح قائلا:" مايحدث في عدن اليوم هو مشابهة لما يحدث في زنجبار لذلك يجب على الناس التنبه لما يمكن له ان يصير.
ويرى ذيبان من ناحيته ان تعامل الأجهزة الأمنية مع حالة الانفلات الحاصلة في عدن موضحا ان سلطات الأمن لا تبذل جهود كافية في هذا الإطار ويرى أيضا انه بات من الأهمية بمكان ان تتحرك الكيانات السياسية والشعبية في المدينة لأجل وقف حالة التدهور الحاصل لكنه يعيب على تحركات سابقة في هذا الإطار بأنها كانت خجولة .
ويضيف بالتأكيد على مخاوفه بأنه التقى قبل أيام بمسئولين في قيادة السلطة المحلية بزنجبار واخبروه بان مايحدث في عدن اليوم هو ذات السيناريو الذي شهدته مدينة زنجبار قبل أسابيع من سقوطها. خلط اوراق الكاتب والصحفي المعروف "الأستاذ نجيب يابلي" يتحدث إلى "عدن الغد" في هذا الإطار ويؤكد ان مشكلة القاعدة في اليمن عامة والجنوب خاصة تتمثل في ان المجتمع لايواجه عدو واضح المعالم موضحا بان مخاطر هذه الجماعات تكمن في أنها جماعات تتلقى دعما من نظام الرئيس اليمني صالح . ويضيف يابلي بالقول :" العالم اجمعه بات يدرك حقيقة هذه الجماعات وكيف انه كل ما ضاق الخناق حول رقبة الرئيس اليمني صالح كلما زاد نشاط هذه الجماعات ولذلك فان على الناس في عدن التنبه للامر قبل ان تجد نفسها في بطن الحوت .
يرى "يابلي" هو الآخر بان الحل في عدن يكمن في تحرك شعبي واسع النطاق يسعى لأجل تشكيل لجان شعبية تتولى حماية المدينة من أي خطر محدق بها في حال تعرضها لأي هجوم من أي طرف كان .
وعبر "عدن الغد" يناشد الرجل وهو شخصية اجتماعية وناشط حقوقي سرعة التحرك بهدف حماية المدينة وإنقاذها من الخطر الذي تتعرض له . مشاكل اهلية على الجانب الآخر تقف سلطات الأمن ويظل هنالك سؤال حول مدى فاعليتها يرى مدير امن مدينة عدن العميد غازي احمد علي ان قوات الأمن تحاول جاهد فرض السيطرة الأمنية على المدينة بهدف حمايتها من أي هجوم محتمل لكنه يرى ان الاضطرابات التي شهدتها المدينة خلال الأشهر الماضية انعكست سلبا على الدور الذي كان من الممكن لقوات الأمن القيام به .
ويرى غازي في حديث ل"عدن الغد" ان سلطات الأمن تواجه اشكالية تتمثل في وجود بلاطجة من أبناء مدينة عدن ذاتها مشيرا إلى ان الكثير من التحركات التي تقوم بها سلطات الأمن في المدينة هدفها تعقب هذه الجماعات تصطدم بعمليات مقاومة منفصلة من قبل شباب طائش مسلح يتصدى لقوات الأمن متسائلا في هذا النطاق عن الكيفية التي يمكن لقوات الأمن التعامل بها مع الأحداث.
ويضيف قائلا :" مرات كثيرة حاولت دوريات الأمن تتبع الكثير من السيارات المشتبه بها لكنها ما ان تقوم بذلك حتى تتعرض لعمليات اعتداء واسعة من قبل بلاطجة من شباب إحياء كثيرة بعدن وهذه الاعتداءات تعرقل عملنا بشكل كبير ! فبالله عليكم كيف يمكن لنا تعقب هذه الجماعات وحماية عدن منها وقوات الأمن تتعرض للاعتداء من قبل البلاطجة الذين وفروا الفرصة لهذه الجماعات لكي تتحرك بكل يسر وسهولة .
ويرى غازي في حديثه ان المطلوب هو تكاتف الجميع في عدن والعمل لأجل وقف أي أعمال فوضى داخلية وافساح المجال لقوات الأمن لكي تعمل بشكل صحيح لا ان يتم الاعتداء على دوريات الأمن وجنود الشرطة ثم تتعالى الأصوات محملة الأمن مسئولية مايحدث حد قوله. جماعات تابعة نظام صالح يرى "ياسين مكاوي" وهو شخصية اجتماعية وقيادي في الحراك الجنوبي بعدن مخاوف موجودة بسبب الانفلات الأمني لكن السؤال هل هذه جماعات تتبع القاعدة أم لا الأخبار التي تسرب هي أنها من القاعدة لكن نحن نعلم أنها مجموعات يقودها متهالكون من نظام صالح والذين أساسا تربوا في أحضان نظام صالح بهدف إيهام العالم بان اليمن بدون صالح إلى زوال .
المطلوب هو وحدة الناس في عدن عبر توحيد المكونات السياسية الحراك الجنوبي مع القوى السياسية الأخرى حزبية وشخصيات اجتماعية وكافة المجالس التي دورها وللأسف ضعيف اليوم . ويرى الحل من خلال تشكيل لجان شعبية في الحارات والأحياء للتصدي لهذه الجماعات التي هي جزء من السلطة الزائلة . سلطة جزء من مشكلة يرى "عبد الرقيب الهدياني" وهو صحفي بارز من عدن ويرأس تحرير موقع "عدن اونلاين الاخباري" ان المخاوف من سيطرة الجماعات المسلحة التي تدعي انتمائها لتنظيم القاعدة هي مخاوف حقيقية موضحا ان هذه الجماعات ترى في "عدن" موقع استراتيجي هام كونه يطل على مضيق باب المندب وهذا المنفذ برأي الهدياني امر بالغ الأهمية بالنسبة لهذه الجماعات. ويرى الهدياني الحل في إيجاد سلطة محلية وقوات أمنية والعسكرية تخلص النية لمحاربة هذه الجماعات متهما السلطات القائمة في عدن بأنها جزء من المشكلة وليست جزء من الحل. ويقول :" نحن في عدن بحاجة إلى قوات أمنية وعسكرية وسلطة محلية ليست متواطئة مع مايحدث كون ان مانراه هو تواطئ من قبل هذه الجهات .
لجان شعبية ترى هدى العطاس وهي ناشطة في الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي" ان مايحدث في عدن يأتي ضمن مسلسل يأتي ضمن ترتيب لأوراق خفية خيوطها يملكها النظام وشركاته من الأطراف الداخلية والخارجية مستفيدة من الوضع وهنالك تهويل شديد للأمر ومفتعل لوجود القاعدة رغم ان الشواهد تثبت ان القاعدة تتحرك وفق أجندة خاصة بالنظام وشركائه علي محسن وأطراف التطرف في اليمن من القوى الإسلامية المتشددة . وتضيف في حديث ل "عدن الغد" ان الحل يكمن في رفض الناس لهذه الظاهرة تنديدا عبر رفضها بالتظاهرات والاحتجاجات السلمية التي يمكن للناس عبرها تشكيل رأي عام يرفض الإرهاب والتطرف .
وعن دور الأجهزة الأمنية تقول "العطاس" بان هذه الجهات الأمنية لاتملك أي دور فاعل في عدن ولاتملك أي قرار وهو ماقالت ان الأحداث التي تقع كل يوم تعزز مثل هذا الاعتقاد . وتؤكد في حديثها ان الحل يكمن في تشكيل لجان شعبية بأسرع وقت ممكن بهدف حفظ الأمن والأمان في المدينة بحيث يتم ابلاغ هذه اللجان بأي اختلالات يمكن تحدث في المدينة.