انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    بعثة اليمن تصل السعودية استعدادا لمواجهة البحرين    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    عاجل : تأكيد مقتل الرئيس الايراني و جميع المسؤولين في حادثة تحطم المروحية .. شاهد اولى صور الجثث    أول رئيس إيراني يخضع لعقوبات أمريكا . فمن هو إبراهيم رئيسي ؟    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة خاصة : مشكلات الحراك الجنوبي رؤية وحلول وتخوفات
نشر في عدن الغد يوم 01 - 10 - 2013

هذه الرسالة سرية أرسلت في تاريخ(15/شوال/1434ه) بطلب من الأستاذ عبدالناصر مدير قناة عدن لايف بناءً على طلب من الرئيس الجنوبي علي سالم البيض لتقييم الوضع في الداخل وأسباب المشكلات في الحراك باختصار سلمت للأستاذ علي شداد وأوصلها لمدير القناة وأوصلت للرئيس كما طلب عبره كما أخبرنا في محادثة تلفونية.
-و قدم هذه الرسالة كلا من د/ علي جارالله اليافعي و السفير/ أحمد ناجي سعيد وأ/ محمد عمر صالح البري و لاهمية الرسالة تنشر "عدن الغد" وبعد إنتفاء السرية عنها نصها وبشكل حصري وتنوه انه يمنع نشرها او نقلها باي وسيلة اعلامية اخرى :

رسالة مفتوحة للرئيس علي سالم البيض
إذا أردنا أن نوضح مشكلات الحراك ونعتمد مخرجات الحلول باختصار فنح نحتاج إلى عدة امور توضيحية هي :
* الاعتراف بوجود المشكلة
* التدليل على وجود المشكلة
* وضع الحلول لكل مشكلة بما يناسبها
* الشفافية في الطرح
وقبل الدخول في الموضوع نقف على هذه النقاط الأربع لنرى هل تحقق بعضها في الثورة الجنوبية نجد الكل في الحراك الجنوبي - سواء كان ناشطا فيه أو قياديا أو منتميا إليه أو متعاطفا معه أو متابعا له – يعترف أن السيرة النضالية منذ انطلاق الثورة الجنوبية صاحبها مشكلات وأخطاء لكننا نحتاج إلى تحصيل الحاصل وهو التدليل على وجود المشكلة ومن حيث المتابعة لأي شخص عادي يرى التخبط في التصريحات والبيانات وتعدد المشكلات ومواجهة الثوار لبعضهم البعض بالمشاحنات عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل والصحف والمجالس العامة كافيا لا يحتاج إلى التدليل على وجود المشكلات منذ انطلاق الثورة الجنوبية في العام (2007م).
ومن هنا كان لابد من وضع الحلول المناسبة لكل المشكلات أولا بأول وهو الشيء الذي قد تختلف فيه التصورات لماهية الحلول وكيف جاءت ومن ومتى ومن هو الشخص الذي حاول الاصلاح وهل أثرت في حلحلة المشكلات ولو جزئيا أم لا؟
البعض يرى أن حلولا قدمت لإصلاح مشكلات التباينات(الخلاف) في الحراك السلمي الجنوبي لكنها فشلت وهذا الرأي قد يراه بعض من قدموا تلك الحلول أو بعض القيادات في الحراك الجنوبي!.
الأغلبية من أبناء الجنوب لا يرون أن هناك حلولا قدمت وببساطة يرى كل الاجتماعات والتواصل والاتصالات والمناقشات حول مشكلات الحراك لم تكن حلولا؛ وهذا الرأي يوافق عليه أو يتفق معه المتابع المثقف ومن يعرف حقيقة التباينات(الخلاف) التي أوصلت الحراك إلى ما وصل إليه اليوم.
لماذا؟ لأن الحلول تعد في منظور الواقع والحقيقة دراسة لواقع المشكلة ثم إنزال ما يناسبها من المعالجات وهو ما لم يحدث حتى الآن في الحراك الجنوبي والاجتماعات والتواصل والاتصالات والمناقشات حول مشكلات الحراك لا تنطبق مع دراسة الواقع للمشكلة ثم إنزال ما يناسبها من المعالجات.
ومع كل هذا لا نستطيع الجزم بهذا ولا نعتبره قانونا نهائيا في الحكم على أن ما قدم من حلول ليست حلولا؛ لأن وجود الفعل عند البعض قد يُعتبر حلا لوجود أي مشكلة وهو ما نختلف فيه مع من يرى مثل هذا الطرح؛ لأنه وإن ناقش وجود المشكلة لكنه لم يكن صحيحا فكانت نتائجه ناقصة وفاشلة كما هو حاصل.
ولو سلمنا جدلا أن الحلول حصلت فإننا نتفق جميعا أنها قد فشلت كل تلك الحلول لأسباب أقل من نقول عنها إنها لم تكن مكتملة وشفافة؛ إذاً الآن ومع وجود المشكلات والعقبات الكثيرة والمعقدة وتسارع الأحداث الداخلية والخارجية وانهزامنا في وضع الحلول مسبقا وتراكم الأزمات الداخلية في الثورة نحتاج إلى حل أو حلول بوسائل مختلفة ولا يمكن أن يكون هناك أي حل دون أن نطرح الحلقة المفرقة من المعادلات السابقة في الحلول التي طرحت وهي (الشفافية في الطرح وعدم التأثر من النقد لأي كان) وهو ما سنقدمه في هذه الرؤية لمعالجة المشكلات في الثورة الجنوبية، مع ذكر التوصيف المناسب لواقع الحراك الجنوبي باختصار.
وهذا المنطلق يأتي من الحقيقة التي تقول إن الاعتراف بالمشكلة غير كافٍ لحلها والحلول الغير المناسبة تؤدي عادة إلى نتائج سلبية، دائما.

التوصيف لواقع الحراك الجنوبي
إذا أردنا التوصيف لواقع الحراك الجنوبي فإننا نحتاج إلى لفظ شامل جامع وأفضل لفظ شامل جامع يوصف فيه الحراك الجنوبي(ثورة شعبية سلمية كبيرة غير مكتملة تواجهها مشكلات معقدة بسيطة).
وبهذا التوصيف نعني أن الثورة شملت كل أطياف الشعب غير أن الثورة لم تكتمل أو تتكامل بقيادة ناضجة تتابع سير العمل النضالي وهذه الحقيقة واضحة من خلال توجه بعض قيادات الحراك للتناحر داخل الثورة وعدم الاهتمام بالخطط لمواجهة الاحتلال، ولهذا قلنا تواجهها مشكلات معقدة بسيطة أي بمعنى أن الخلاف أغلبه تباينات شخصية تحولت إلى معقدة لم نجد لها حلا.
وعليه فنحن نحتاج إلى دراسة متكاملة تدرس حقيقة ما جرى من مشكلات صاحبت الثورة من البداية ثم وضع الحلول من بعد معرفة مواطن الخلل وأسبابه، لنعرف مدى حجم المشكلة وما تحتاجه من علاج وهل يكفي إجاد قواسم جامعة للكل، لحل المشكلات المتراكمة، أم تحتاج الثورة إلى استئصال بعض الرموز الفاسدة في الثورة، من خلال التجاهل الإعلامي والتحييد.
وبما أن هذه الرؤية لا بد أن تكون مختصرة فنحن نحتاج إلى تجاوز المدة التي صاحبت التباينات (الخلاف) في الثورة فنرحل كل تلك المشكلات إلى الهرم ونعني مناقشة المشكلات التي جاءت من خلفية زمنية ماضية في الحاضر لنعرف مدى حجم المشكلة اليوم ثم وضع ما يناسبها من علاج، ومع كل هذا فنحن نحتاج إلى شرح مختصر للمشكلات التي تواجه الثورة سواء كانت داخلية أو خارجية.

المشكلات الداخلية
نعتبر المشكلات الداخلية هي ما أشرنا إليها سابقا كونها تأكل الثورة من الداخل مع تأكيدنا بإمكان إصلاحها مهما كان حجمها، مع اختصارها على النحو الآتي:
* عودة السفير أحمد عبدالله الحسني، كان المشكلة التي قسمت ظهر الثورة، كونه جاء في وقت ساءت فيها الأفهام بين الزعيم باعوم والرئيس علي سالم البيض حول بعض الخلاف في الداخل، مع إرسال معلومات خاطئة لكل طرف ضد الآخر، فأعطت عودة الحسني مع المصاحبة الإعلامية لتحركاته وزياراته وأقواله في قناة عدن لايف للزعيم باعوم ومن معه تصورا أن الرئيس أرسله ليكون بديلا للزعيم فذهب باعوم إلى المؤتمر كوسيلة، اضطرارية أخيرة يراها من وجهة نظره وإن قال بعض من معه أنه جاء عبر اتفاقيات مسبقة.
* انقسام المجلس الأعلى بعد مؤتمر المنصورة أبقانا أمام تساؤلات ووضع محير:
من المخطئ؟ ما كان يضر الزعيم باعوم لو تريث قليلا؟ هل جاء الحسني ليكون بديلا؟ ولماذا جاء الحسني في هذا الوقت؟ لماذا لم نذهب للمؤتمر جميعا؟ هل حاول البعض السيطرة على لجان التحضير في المؤتمر؟ هل ما يقوله الكل من مبررات كافية لشق المجلس الأعلى؟ من المستفيد من شق المجلس الأعلى؟ هل من الممكن إعادة توحيد المجلس؟ ومن هو المعني بذلك (القيادة.. الزعيم.. الرئيس)؟.
هذه التساؤلات يتداولها كل أبناء الجنوب في مجالسهم وعادة ما يحمل الكل سبب المشكلة الكل.
* التنافس غير الشريف، وهو ما أنتج التشكيك والتخوين والإقصاء، وقد ظهر جليا بعد عقد المؤتمر الأول من قبل المناضل باعوم وبغض النظر من أخطأ ومن كان على حق، نرى أن من جعل المناضل باعوم ومن معه في خانة التخوين والتشكيك لم يعرف حقيقة معنى التنافس الشريف وقبول الخلاف في الرأي والتعدد؛ لأن تحويل خلافاتنا إلى عداوة نسير من خلالها النقد ونحوله إلى مواجهة - وهو ما حدث بالفعل داخل المجلس الأعلى قبل مؤتمر المنصورة وبعده - خطأ استراتيجي أثر وسيؤثر على الثورة تدريجيا خاصة وأن الخلاف أخذ منحى خطيرا هدد اللحمة الوطنية وكاد أن يسبب شرخا في الصف الوطني كما حدث في (7/7) فعالية المكلا، التي دعا إليها الزعيم باعوم؛ لأن الحشد من قبل طرف في المجلس الأعلى وبعض الشباب للعصيان على حساب الدعوة لإقامة الفعالية من قبل الطرف الداعي للفعالية كاد أن يسبب شرخا في اللحمة الوطنية.
المشكلة الكبرى في التنافس غير الشريف تجميع بعض القوى في الحراك مكونات صغيرة إلى جانبها ليُري الطرف الآخر حجم قوته وإرسال رسائل إلى الإعلام وإلى من يهمه الأمر بأنه الأقوى والمسيطر.
* التشكيك والتخوين لمجرد الخلاف، وهو ما جاء نتيجة الاختلاف بين أطراف مكونات الحراك حتى المكونات الصغيرة ونتيجة انشقاق المجلس الأعلى والتنافس غير الشريف، لكن ما يخيفنا ويهدد الثورة، تزايد حجم التشكيك والتخوين بين أطراف المكونات.
* عدم وجود طليعة داخل الحراك، منظمة سياسيا وثقافيا وفكريا جاء عبر الاختراقات أو جاء نتيجة لعدم انسجام بعض قيادات الثورة في العمل التنظيمي والفكري.
* عدم التنسيق أو التخطيط بين مكونات الثورة لمواجهة العدو، وهذا جاء نتيجة لانشغال وإهدار الطاقة الحيوية عند الثوار من قبل قيادات المجلس ومكونات الحراك.
* عدم استيعاب كفاءات معنا في الثورة ذات خلفية في العمل التنظيمي وغيره سابقا كان نتيجة للمشكلات السابقة ومشكلة حصر العمل القيادي والثوري في واجهة الثورة في بعض الشخيصات التي لا تملك الكفاءة أو لا تريد قيام العمل التنظيمي في الثورة، أصلا.
* تفريخ مكونات متعددة داخل الثورة جاء نتيجة مكوث الثورة داخل الإطار السلمي وتباينات قيادات المجلس الأعلى على مدى خمس سنوات متتالية ثم انشقاق المجلس الأعلى، كان السبب الرئيس في تجاوز تلك المكونات المعقول لكثرتها.
* عدم تقييم الفشل أو المشكلات على كل المستويات وعلى سبيل المثال نعرف أن هناك مقترحات ومبادرات كثيرة قدمت لتوحيد الصف وحل المشكلات ففشلت لكننا لم نقيّم أسباب فشل تلك المقترحات والمبادرات، وهو ما يجعلنا نؤكد على ضرورة التقييم حتى لأبسط المشكلات.
* أسباب أخرى منها متابعة الرئيس لما يجري في الداخل عبر قناة عدن لايف وعبر بعض القيادة التي كانت وما زالت طرفا في كل مشكلة في الحراك، وإهمال الرئيس للتواصل الدائم مع ذي الكفاءة والشخصيات الوطنية الأخرى.
- التوجه الإعلامي لقناة عدن لايف يراه البعض لا يشمل كل الجنوبيين المناضلين في الساحة، وأنه يسلط الضوء على فريق واحد هو الفريق التابع للرئيس، كما يتداوله الكثير في مجالسهم، وكما هو مشاهد.
- مكتب الرئيس البيض يراه الكثير في الساحة النضالية، السبب في اتصالات مزدوجة سببت مشكلات تحريضية ضد بعض المناضلين في الساحة، وأشعرت بعض المناضلين بالإهمال.
- المشكلة بين أولاد المناضل باعوم والشيخ أحمد بامعلم وتجاوز أولاد باعوم في التدخل بقرارات والدهم صنع شرخا في الصف النضالي في محافظة حضرموت وانعكس على كل محافظات الجنوب الست.
- ظن البعض أن مبدأ التصالح والتسامح يشمل النقد البنّاء فتجلبب بعباءة التصالح والتسامح، وحرم النقد على نفسه وكلما انتقده أحد في أي أمر أخطأ فيه أو راجعه قال أنت لا تؤمن بمبدأ التصالح والتسامح الذي تعاهدنا واتفقنا عليه.
- عدم النصح والتربية للشباب مع التأكيد الدائم على دورهم النضالي في القناة، حوّل الشباب إلى نسخة من التنافس الغير شريف مع بعضهم أو مع قيادات المجلس الأعلى أو مع المكونات الأخرى وهذا ما نسميه أو نطلق عليه وراثة الخلاف، فالقيادات في المجلس ورثت الصراع أو الخلاف من خلفيات ماضية تعود إلى السبعينيات والشباب تحولوا إلى الصورة ذاتها.
- الهيئة الشرعية إما أنها جزء من المشكلة في الوقت الحالي لعدم انسجام بعض أعضائها مع بعضهم أو مع غيرهم من القيادات والمكونات، أو هي مشكلة مؤجلة توشك أن تكون الكبرى والقاصمة لظهر الثورة، بمعنى أن الهيئة ليست مكونا سياسيا وليست بعيدة عن التنافس في العمل السياسي والثوري سواء كان في اللجان التحضيرية أو في فرض بعض الوصاية على العمل الثوري، كما حدث ذلك مرات من الشيخ حكيم الحسني في سفرياته وفي فرضه مكان بعض الفعاليات المركزية وتجاوزه للرأي الآخر بل ورأي رئيس الهيئة.
- عدم وجود السرية وغياب التنظيم في الحراك الجنوبي ساعد على اختراقه وتشتيته وضربه من الداخل فكان من المشكلات التي واجهت الثورة وفتحت الباب أمام الاختراقات في صف الثوار.
- غياب النخبة المثقفة ساعد على عدم اختيار الكفاءة والقيادات المؤهلة وتحصينها من الاختراقات.
- عدم هيكلة الموارد المالية القادمة من الخارج وتأطيرها تحت العمل المؤسسي والإشراف، سبب التنافس والاندفاع عند البعض للاسترزاق والمماحكات والتعطيل للجان التحضيرية للفعاليات وغيرها.
- الاختراقات الأمنية الكبيرة والاختراقات لعناصر الأحزاب اليمنية والقوى التنفيذية من قبل سلطات الاحتلال للثورة الجنوبية كان من المشكلات التي واجهت الثورة ومزقت وحدة الصف الجنوبي.


المشكلات الخارجية
المشكلات الخارجية كثيرة أهمها مواجهة مخرجات الحوار اليمني، والمشكلة الكبرى عدم أو تجاهل أو جهل قيادات ومكونات الحراك، لطرق تطبيق مخرجات الحوار اليمني، الكل يرى أنها ستطبق بالقوة وهذا خطأ كبير وخطير يضر في الثورة لأن كل شيء فرع عن تصوره، وتصورنا لتطبيق مخرجات الحوار اليمني في الجنوب تصورا آحاديا سيجعل المواجهة عشوائية، وفاشلة.
نعتقد وهو القابل لما هو مشاهد في سياسة الاحتلال اليمني والداعمين له وللمبادرة الخليجية، أن تطبيق مخرجات الحوار سيكون ملموسا على أرض الواقع وطويل الأمد حيث سيطبقون المخرجات عبر مراحل بحيث يستطيعون إنهاء الزخم الثوري كما يضنون أولاً من خلال فيدرالية بين جنوب وشمال ومن خلال تحسين الأوضاع المعيشية للجنوبيين وإعادة الاعتبار للمتقاعدين وتوظيف العاطلين عن العمل وإنشاء مشاريع جديدة في الجنوب، والقضاء على بعض المتنفذين وهكذا حتى إذا أصبحت الثورة ذات طابع خاص يحملها الشرفاء وأصحاب المبادئ فقط جاءت المرحلة الأخير في التطبيق من خلال الترغيب والتهديد للشرفاء.
ونعتقد أنه ليس من مصلحتنا أن نحسب على أي طرف إقليمي إلا إذا كان الطرف الذي نحسب عليه مستعدا للوقوف إلى جانبنا صراحة كما تفعل قطر مع جماعة الإخوان في مصر وكما فعلت السعودية مع الحكومة المصرية الجديدة، فلا بد أن نضع في حسابنا أن أي طرف نحسب عليه قد يستفيد من احتسابنا عليه أكثر من استفادتنا منه، ومن هنا يجب أن نقرر القرار الصحيح الذي يكون لصالح أمتنا وشعبنا وخيارنا.
ونستطيع ان نؤكد أن العالم يؤمن بسياسة فرض الواقع كما هو مشاهد في مصر الفريق عبدالفتاح السيسي يفرض أمرا واقعا والإخوان يفرضون أمرا واقعا جديدا والنتيجة تحيير العالم بأسره مع من يقف؟.
والمثال الآخر الحوثيون فرضوا أمرا واقعا فتعامل العالم معهم مع كونهم يهددون أمن العالم من خلال انتشارهم على حدود دولة حليفة للغرب فقط ونحن نملك أفضل موقع استراتيجي يربط الشرق بالغرب وإلا لما جاء بالأمس الإنجليز ولما جاء اليوم الأمريكان بعتادهم إلى وطننا.
تساؤل: هل نستطيع أن نفرض أمرا واقعا من خلال ثورتنا يستجيب له العالم ويرضخ له، أم لا؟ بالتأكيد نعم، إذا باشرنا بالحلول المناسبة وعالجنا كل المشكلات بشفافية!.
الاختراقات الخارجية انعكست سلبا وإيجابا على الثورة من خلال التدخلات لبعض الشخصيات الجنوبية في الثورة فكانت من أكبر المشكلات التي مزقت وحدة الصف الجنوبي وتعدد المكونات في إطار الثورة في الداخل.

المخرجات والحلول
سنسرد الحلول مباشرة وباختصار على النحو الآتي:
الشفافية والمصارحة أولا من خلال النقد والنقد البناء.
وضع تصورات من خلال الدراسات لكل مشكلات الثورة مهما كانت صغيرة في نظرنا.
مباشرة الحلول أولا بأول ومعالجتها وتقييمها قبل تفرعها أو سحب مشكلات جديدة إليها.
إيجاد إرادة لإكمال الثورة بعناصر ناضجة تقود العمل الثوري في هذه المرحلة.
بناء التكامل في الثورة بتحييد الرموز الفاسدة في الثورة.
عدم أي فرض حلول من الخارج مهما رأينا جدواها قبل وضع التصورات والنتائج المترتبة على ذلك.
إعادة لحمة المجلس الأعلى مهما كان حجم الانشقاق ومهما صور البعض عدم جدوى ذلك.
إنهاء التنافس غير الشريف في إطار الثورة وسير العمل النضالي من خلال برامج وخطط إعلامية تبدأها قناة عدن لايف ببث برامج تدعو لنشر المحبة والتعايش بين الثوار ومن خلال استيعاب كل المناضلين والمثقفين الوطنيين في برامجها.
حملة إعلامية وثقافية لإنهاء التشكيك والتخوين والإقصاء في صفوف الثوار.
إيجاد طليعة مثقفة ومنسجمة داخل إطار الثورة تعمل دائما على حلحلت المشكلات أولا بأول وتبعث روح الانسجام بين الثوار.
صنع الخطط والتنسيق والتنظيم في العمل الثوري كمهمة عاجلة وضرورية حتى لا تكون العشوائية السائدة، فتكون النهاية المحتومة لقوقعة الثورة في زويا الضعف وعودتها للجبال مرة أخرى.
استيعاب المخلصين وأصحاب الكفاءات في الثورة لتصحيح الثورة من خلال إبرازهم كحل بديل للعناصر الفاسدة.
إنهاء ظاهرة المكونات الصغيرة من خلال استيعاب رموزها في المكونات الفعالة وعدم إقصائهم، بعد دراسة مفصلة لواقع تلك التكوينات وسبب نشوئها ومن هم القائمين عليها.
متابعة الرئيس لكل الساحة الثورية لأنه رئيس لكل الجنوبيين وليس لفريق بعينه، وتكون المتابعة من خلال عناصر متعددة ووطنية مخلصة ومن خلال الطبقة المثقفة التابعة للثورة، وعدم اقتصاره في المتابعة للداخل على بعض العناصر، التي كانت وما زالت جزءا من المشكلة.
تحديد سير الرسالة الإعلامية في القناة من خلال مدير القناة والطاقم الإعلامي في القناة مع رسم الخط الإعلامي لها، وإنهاء التدخلات الخارجية في القناة من قبل غير المختصين.
حل مشكلة مكتب الرئيس والمعني بها الرئيس، لأنه ولو كانت العناصر المتواجدة في مكتبه مخلصة ووطنية فإنها قد أصبحت محل جدل وغير مقبولة من قبل أغلب الجماهير والمناضلين، ونخشى أن تسقط من مكانة الرئيس ودوره في متابعة الثورة والتأثير في الداخل.
رأب الصدع بين الرئيس والزعيم ثم إنهاء المشاحنات بين الشيخ أحمد بامعلم وباعوم وأولاده وهذا لن يكون إلا إذا اجتمع الرئيس بالزعيم في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة؛ إذاً فالاجتماع الذي تنتظره الجماهير ضرورة لإنهاء الكثير من المشكلات وعلى رأسها مشكلات حضرموت.
بما أن الشباب يحتاجون إلى التربية فنحن نحتاج إلى النقد البناء لجوانب سلبية في واقعهم لكن المشكلة تظل كيف يستقبل الشباب النقد وهم قد أصبحوا جزءا من المشكلة التي توسع دائرة الخلاف على مستوى الجنوب بالمعنى الصحيح ماذا نحتاج لنربي الشباب فيتحملوا المسئولية دون الوقوع بما وقعوا به ويقعون به حاليا :
أولا: مد جسور الثقة بينهم وبين القيادات الكبيرة في السن.
ثانيا: مد جسور ثقة بينهم وبين الرئيس.
ثالثا: توجيههم من قبل مختصين ومثقفين وأكاديميين مستقلين في سلسلة ندوات ودروس مكثفة، مدعومة.
لا بد من إصلاح الهيئة الشرعية من خلال الطلب من الشيخ حسين بن شعيب تحديد موقف الهيئة هل هو سياسي أم وعظي أم كلاهما.
فإن كان سياسيا تنزل الهيئة البرامج السياسية لها وتغير التسمية وإن كان وعظيا تحدد العمل المناسب لها كهيئة شرعية وعظية وإن كانت سياسية وعظية تحدد البرامج لها لأنها سياسية أولا بالغالب، ثم تحدد دورها في العمل الوعظي.
ثم إلزام بقية أعضاء الهيئة للتنظيم وعدم العشوائية والتسابق كما هو حاصل من قبل بعض أعضاء الهيئة.
لا بد من وجود عمل سري وتنظيمي يحدد مواطن الاختراقات وينهيها وينهي مشكلة العشوائية، والروتين الممل حاليا.
إعطاء الأولوية للمثقفين وتشجيعهم للانخراط في المكونات والعمل السياسي والميداني.
هيكلة الموارد المالية تحت إطار مؤسسي جامع ضرورة.


التخوفات
إذا لم تقدم الحلول المناسبة على وجه السرعة فإننا نتخوف باختصار من :
إنهاء الزخم الثوري.
إنهاء دور الرئيس في الثورة.
تحول الخلاف إلى صراع دائم وقاتل في الثورة واستغلاله من قبل قوى الاحتلال والقوى الخارجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.