عندما قامت الحرب الظالمة والغادرة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب وشعبة لم تجد الأممالمتحدة إلا الأخضر الإبراهيمي وزير خارجية الجزائر السابق لترسله كمبعوث أممي لتقصي الحقائق والعمل على حل المشكلة وموافاتها بالتقارير إلى ماتوصل إليه من حلول بين الجانبين المتنازعين ومعرفة سبب هذا النزاع ورقم أهمية هذه المهمة إلا ان المبعوث الاممي كان ملكا أكثر من الملك إذ ظل يتلاعب ويطيل الإقامة في ضيافة نظام صنعاء الفاسد الذي أفسده وحوله من رجل سلام إلى منحاز انحياز كامل إلى جانب نظام صنعاء وخان الجنوبيين وقضيتهم. وهكذا مكن نظام صنعاء من الاستيلاء على أغلبية مناطق الجنوب ولم ينزل إلى الجنوب رقم مطالبات القادة الجنوبيين والمنتظم الدولي بالنزول إلى الأراضي الجنوبية إلا بعد فوات الأوان ليسجل نقاط انتصار نظام صنعاء كما فعلت السفيرة بابارا بودين عندما انغمست في فساد نظام صنعاء وتحولت إلى احد المدافعين عن الوحدة وحظيت بتكريمها بوسام الوحدة الذي صار مثالا للسخرية والتندر والاستخفاف لصرفة ومنحة لمن هب ودب.
لقد خان الأخضر الإبراهيمي الأمانة والثقة ورقم ذلك لازال الفاسدون القائمون في الأممالمتحدة يتمسكون به رقم فشلة الدائم في كل الأزمات والمشاكل التي يبتعث ويوفد لها فشل في الصومال والعراق وأفغانستان وسوريا ويفترض به ان يحترم نفسه وينزوي بعيدا وكذلك الأممالمتحدة ان كانت تحترم نفسها وتحترم مبادئها وأهدافها التي تخترق وتنتهك دائما.
وعندما بداءت الأزمة بين أمراء الحرب والثروة في صنعاء وصار ذلك تهديدا لمصالح هذه القوى تم إعداد مبادرة من قبل أقطاب النظام المتصارعة وأقحموا السعودية ودول الخليج بتبني هذه المبادرة التي كانت تعدل دائما وفق وهوى الفريقين المتصارعين في صنعاء واقحمت دول الخليج العربي والسعودية في هذه المبادرة اقحاما وعنوة وفي لحظة الاستعجال هذه لم تعطي هذه الدول نفسها حق الاطلاع والدراسة والمراجعة والتمحيص والفحص وإبداء الرأي حول هذه المبادرة فتبنتها على علاتها واخطائها وسلبياتها إذا لم تشر للقضية الجنوبية إلا بسطر أو سطرين قصيرين إرضاء لواضعي المبادرة وإلا كيف يمر ذلك بكل بساطة على دول مجلس التعاون الخليجي والدول الراعية لهذه المبادرة وتنسى وتتناسى ان هذه القضية الجنوبية كانت تشكل طوله ذات سيادة وكعضو نشط في جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة كما تناقضت هذه الدول مع موقفها اثنا حرب 94م الرافض لهذه الحرب والاعتراف الضمني بجمهورية اليمن الديمقراطية في مؤتمر أبها كما تناقضت ونسفت وخرقت وانتهكت الدول الراعية لهذه المبادرة قرارات مجلس الامن924و931 التي لازالت قائمة ولم تلقى ولن تلقى إلا إذا حلت القضية الجنوبية على أساس شمال وجنوب وانعقاد مؤتمر وحوارات ندية بينهما.
لقد اختارت الأممالمتحدة بلديات الأخضر الإبراهيمي لينسف كل مطالب الجنوبيين التي تعهد بها ونكث بالعهود والمواثيق التي قطعها على نفسه ووعد بها الجنوبيين لإقناعهم بالمشاركة في هذا المؤتمر وسلك نفس مسلك الأخضر الإبراهيمي عام94م ولذلك فقد كانت الأغلبية الجنوبية الرافضة لدخول هذا الحوار المشكوك فيه باعتباره لايعنيها .
كانت محقة والذين تمردوا على شرعية الأغلبية الجنوبية وحضروا رقم انف الأغلبية أعطوا مبررا للآخرين بتمرير مشاريعهم المشبوهة ورقم هذا وذاك فان القرار هو قرار الشعب الجنوبي ولا يعنيه أولئك الذين حضروا هذا المؤتمر من اجل الكسب المادي على حساب قضيته إذ كانت الأمور مخيبة للآمال وضرب مبعوث الأممالمتحدة في تقريره المقدم يو27سبتمبر2013م إلى مجلس الأمن بكل الوعود وبكل الآمال التي عقدها الذين حضروا هذا المؤتمر وكان سلوك بن عمر هو نفس سلوك سلفه الأخضر الإبراهيمي الذين شكلا وجهان لعملة واحدة ولذا فقد كانت الأغلبية الجنوبية عندها الحق كل الحق في رفض حضور هذا المؤتمر والمشاركة فيه لمعرفتها المسبقة بنتائجه المخيبة لكل شي.