تنوعت موضوعات الصحف البريطانية على مواقعها على الإنترنت الصادرة الأحد التي اهتمت إلى جانب الشأن الداخلي بالتغطيات الخاصة بالأزمة في سوريا والاغتيالات في إيران وموضوعات أخرى تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. وتابعت صحيفة الأوبزرفر تغطياتها لحادث لامبيدوسا الذي قتل فيها 130 مهاجرا إفريقيا غرقا قبالة جزيرة جنوبي ايطاليا من ليبيا التي قالت إن معظم الرحلات الشاقة للمهاجرين الأفارقة الذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا تبدأ أو تمر من سواحلها منذ الانتفاضة التي اطاحت الزعيم السابق معمر القذافي.
واجرى كريس ستيفن الصحفي بالأوبزرفر لقاء مع بائعة متجولة قال إنها رفضت الكشف عن هويتها او جنسيتها لكنها أفصحت فقط عن المكان الذي تحلم بالوصول إليه بعد عدة محاولات فاشلة وهو ايطاليا التي سبقها اليها ثلاثة من ابنائها. ويقول ستيفن نقلا عن السيدة إنه رغم أوضاعها البائسة حيث أنها بالكاد تكسب قوت يومها ولا تنفقه أملا في اللحاق بابنائها إلا أنها تعتبر نفسها من المحظوظين إذ لم تودعها السلطات الليبية في مراكز الاحتجاز التي تغص بأعداد كبيرة من الأفارقة الذين فشلت محاولاتهم للوصول لسواحل أوروبا. وأشار الصحفي إلى أن الأوضاع في ليبيا ما بعد الثورة جعلت منها طريقا رئيسيا للمهاجرين الأفارقة من السنغال غربا حتى اريتريا والصومال شرقا وذلك بالرغم من خطورة الطريق الذي وصفه بأنه أصبح "طريق الأهوال" الذي يشهد طوال الوقت معارك عصابات التهريب المدججة بالسلاح. ولفتت الصحيفة إلى أن خطورة هذا الطريق تتفاقم بالنسبة إلى أوروبا حيث تستخدمه الجماعات المتشددة والجهادية في منطقة الصحراء الكبرى للانتقال بين ليبيا والجزائر ومالي. من يقتلهم؟ أثارت زيارة روحاني للأمم المتحدة ردود أفعال متناقضة في الغرب وإيران أعاد اغتيال مجتبى أحمدي قائد برنامج الحرب الإلكترونية في ايران فتح ملف الاغتيالات في ايران وافردت صحيفة الاندبندنت أون صنداي عمودا رئيسيا في صفحة الرأي حول هذا الموضوع. وقال باتريك كوكبيرن الكاتب بالصحيفة إن مقتل أحمدي يأتي استكمالا لسلسلة الاغتيالات المستمرة منذ عام 2007 التي تستهدف شخصيات ترتبط في معظم الأحيان بالبرنامج النووي الايراني. لكن توقيت الحادث الأخير بحسب الصحيفة يثير كثيرا من علامات الاستفهام نظرا لأنه جاء عقب زيارة حسن روحاني الرئيس الإيراني للأمم المتحدة في خطوة أثارت اصداء متباينة في الغرب وفي إيران. ويضيف الكاتب أن اختيار هذا التوقيت قد يؤكد استمرار سيناريو الحرب بالوكالة الذي رسمه التحقيق المطعم بالادلة الذي اجرته قناة ان بي سي الإخبارية الأمريكية الذي أكد ضلوع معارضين ايرانيين يتلقون الدعم المالي والتدريب من الموساد الاسرائيلي لتنفيذ عمليات داخل ايران المعروفة باسم "شبكة ميك". ويشير كوكبيرن في مقاله المطول بأنه رغم نفي الولاياتالمتحدة المتكرر لوجود أي علاقة لها بهذه الشبكة إلا أن اعضاءها تلقوا بالفعل بحسب التحقيق الصحفي تدريبات في صحراء نيفادا. لكنه أكد أيضا أنه لا يجب استبعاد ضلوع أطراف في الداخل الايراني وفي دول أخرى في هذه الاغتيالات التي تنفذ على الاراضي الايرانية لشخصيات تتمتع بحراسة مشددة. المدينة المثالية احتضنت يبرود اللاجئين من المدن المجاورة "يبرود المدينة مثالية في سوريا التي حكمتها أخلاق الثورة" كان عنوان أحد التغطيات الرئيسية بصحيفة صنداي تلغراف. وكتبت الصحفية كريستين مارلو من المدينة الواقعة شمال العاصمة دمشق بين أحضان "جبال القلمون" المتاخمة لجبال لبنان الشرقية حول تلك المدينة التي لفظت المسلحين منذ خروجها عن سيطرة الجيش السوري حتى أصبحت أخيرا واقعة بين مطرقة تنظيم القاعدة وسندان الجيش السوري. وقالت مارلو إن سكان المدينة مازالوا يتداولون الحادث الذي مثل بداية القصة في سبتمبر/ايلول الماضي حين طرد مسلحان أجنبيان ينتميان لتنظيم القاعدة بواسطة المصلين في جامع المدينة الرئيسي بعد أن حاولا أن يلقيا خطبة الجمعة. وتقول الصحفية إن المدينة ظلت منذ عامين وحتى الشهر الماضي تحت سيطرة النشطاء الذين طالبوا بالتغيير في بداية الاحتجاجات التي اندلعت في مارس/آذار 2011 لكنهم رفضوا حمل السلاح أو الانخراط مع الجماعات المسلحة بحثا عن السلطة أو المال. وأضافت أن مجموعة من نخبة المدينة ورجال الأعمال شكلوا مجلسا لإدارة المدينة بداية من المدارس حتى الإسعاف والمحاكم لتصبح مثالا للسلام وسط الحرب الطاحنة الدائرة في المدن المحيطة. وأشارت التلغراف إلى أن العمل كان يسير على قدم وساق في المدينة، ففي الوقت الذي لم تتوقف فيه الحياة اليومية التقليدية حتى أن عمال رفع القمامة كانوا يعملون بصورة طبيعية كان متطوعون يسيرون عمليات توزيع الملابس والطعام على اللاجئين من القرى المجاورة ويتولون تسيير المستشفى الذي كان يعد النقطة الطبية الرئيسية لكل القرى التي وقعت في قبضة المعارضة. وأضافت أن الجانب الذي كان أكثر اشراقا خلال زيارتها للمدينة كان مجموعة من المدنيين المسلحين الذين خصصوا فقط لمراقبة عدم حدوث أي صدع في العلاقة بين السكان من المسلمين السنة والمسيحيين.