اختلفت الأنباء الواردة، بعد قرار نقل كأس الخليج من البصرة إلي جدة، ردود فعل واسعة، لكنها طيبة للغالبية، اللهم بعض الأصوات العراقية الحكومية التي اعترضت، خاصة وأنه قد تردد ترشح اسم الأردن للمشاركة للمرة الأولى على خلفية ما أثير عن انسحاب العراق من خليجي 22 في جدة، ومسألة إشراك دول أخرى، أمر ليس بجديد فقد طرحه من قبل محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي المعزول قبل سنوات.
في دورة مسقط (خليجي 19)، بل دعا لمشاركة دول أخرى مثل سوريا وإيران، وقوبل طلبه بالرفض التام، ولم يعط الأمر أي شيء من الأهمية، واليوم تغيرت الأمور بعد أن تردد اسم منتخب «النشامى»، بل إن بعض الظرفاء ردد دعوة منتخب مصر، ليكون أول منتخب عربي إفريقي يلعب في الدورة، كتقدير لدورها، لأن جميع المنتخبات الخليجية، التي بدأت المشاركة في الدورة، كان يقودها مدربون مصريون، وساهموا بدرجة كبيرة في تطويرها، وعموماً كل هذه تكهنات غير دقيقة، فهي مجرد اجتهادات صحافية.
ونعود لموضوع العراق، فهو الحديث الأبرز هذه الأيام، فقد أكد الصديق (بوطلال) رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي، أشهر حارس مرمى دافع عن منتخب بلاده ونادي الشرطة، وتحديداً في الدورة الخامسة ببغداد عام 79، وبعد الاعتزال اتجه للصحافة، وأصبح رئيساً لتحرير جريدة رياضية أسبوعية، أكد لي قائلاً: «إنهم لم يتلقوا أي إشعار رسمي من الحكومة بشأن الانسحاب من خليجي 22».
وبالأمس في نفس هذه المساحة، تناولت العراق على امتداد تاريخ مشاركاته منذ أول وجود له فيها، عبر النسخة الرابعة في قطر 1976، حيث خسر النهائي أمام الأزرق الكويتي، أيام الرئيس العراقي الراحل أحمد البكر، والذي وعدهم يومها ببيت لكل لاعب، وظل عناصر الفريق ساهرين طوال فجر اليوم الذي يسبق النهائي، يفكرون في «الفيلا» التي ستمنح من رئاسة الجمهورية، ولكن خسروا يومها من منتخب الكويت «أيام مجده»، في مباراة تألق فيها العنبري وزملينا المعلق خالد الحربان، وعلق للقناة العراقية مؤيد البدري، وهما اللذان يستحقان أن نطلق عليهما لقب (معلق كبير).
ونذكر أيضاً، انسحاب أبناء الرافدين مرتين، كما أنهم غابوا 14 عاماً عن الدورة، بسبب غزو الكويت، ثم عادوا إليها في خليجي 17 بقطر 2004، بفضل جهود رئيس اللجنة الأولمبية العراقية السابق أحمد السامرائي الذي خطف منذ سنوات، ولا نعلم مصيره ليومنا هذا، فقد تعرفت إلى الرجل في الدورة العربية بالجزائر 2010، وكنت أفضل تناول وجبة الإفطار اليومية معه بفندق الشيراتون في بلد المليون شهيد، كان رجلاً فاضلاً أكاديمياً، يعمل بهدوء وبحرفة علمية دقيقة.
وأيضاً تظل الرياضة العراقية مزدهرة بنجومها، ولا أستطيع أن أنسى دورهم سواء على الصعيد الصحافي تحديداً، فلي من الذكريات التي تجاوزت 30 سنة، ورئيس الاتحاد الحالي رفض فكرة الانسحاب وهو أصلاً لاعب كرة طائرة، وطور نفسه في التدريب الكروي، ودرب منتخب العراق الأول لكرة القدم، وهو من (الكوفة)، رجل عاقل، وبالتأكيد لا ننسى (بوعمر) رئيس الاتحاد العراقي السابق حسين سعيد الذي يعيش بيننا، فهو أكبر الهدافين بدورات كأس الخليج، وأقول لن تغيب العراق، وسترجع لنغني لهم «هلا بيك هلا وبجيئتك هلا فمكانكم في عيوني آغاتي».. والله من وراء القصد. * نقلا عن البيان الإماراتية