خلفت تصريحات إيفرا ردود أفعال قوية وأستياء واضح ضد اللاعب خاصة انها تزامنت مع تسجيل منتخب الديوك نتائج سلبية في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ، و فشله في التأهل المباشر إلى مونديال البرازيل. و بعد أيام قليلة من تلفظه للاراء كشف عن تراجع شعبية الزرق لدى الفرنسيين ، كما ان حادثة مونديال جنوب افريقيا التي كان إيفرا احد أبطالها لا تزال عالقة في أذهان الفرنسيين عندما كان يحمل شارة الكابتنية ، بل وأمتد الأمر لنتائج ناديه في الدوري الإنكليزي لا تسر عشاقه.
و بعدما كان ايفرا يهدف من خلال وصفه لمنتقديه بالصعاليك إلى ردعهم و إيقاف الحملة الإعلامية التي يتعرض لها منذ مدة فإن الرياح جاءت بما لا تشتهيه سفن نجم اليونايتد ، فالحملة ضده اشتدت و مستقبله مع المنتخب أصبح مهدد و مشاركته في كأس العالم بالبرازيل في حال تأهل الديوك ليست مؤكدة بعدما استدعاه كل من لوكريت رئيس الاتحاد الفرنسي و ديديي ديشان مدرب المنتخب للاستماع إلة أقوله و الرد على استفساراتهما رغم صعوبة اتخاذ قرار إيقافه في الوقت الحالي لأن ذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على استقرار المنتخب قبل موقعه أوكرانيا.
و إذا كانت الجهات الرسمية تحاول احتواء أزمة الصعاليك فإن الأمر يختلف بالنسبة لبقية الوسط الرياضي خاصة الإعلامي منه الذي يعمل جاهداً على إبقاءها حدثاً في كل برامجه و تداخلاته، حيث يكاد الجميع يجزم على إن إيفرا كان مخطئاً سواء من حيث التوقيت غير المناسب أو الاشخاص الذين انتقدهم الذين بعضهم نجوم يحظون بشعبية كبيرة على غرار بيكسنتي ليزارازو أحد أكثر اللاعبين الفرنسيين تتويجاً ، كما أنه أخطأ أيضاً من حيث تواصله مع الجمهور باستخدام كلمة غير لائقة اخلاقياً.
و حملت ردود أفعال المعنيين مباشرة بتصريحات إيفرا كلمات أقل ما يقال عنها انها استفزازية في حق ظهير مانشستر الغرض منها تأليب الشارع الفرنسي ضده من أجل إبعاده عن صفوف المنتخب بشكل نهائي ، و تصويره على انه لاعب لا يقدم الإضافة لتشكيلة ديشان و الأفضل ابعاده و منح الفرصة للاعب آخر خاصة ان سنه فاق الثلاثين.
ليزارازو وفرناندو يردان بقوة فالظهير الأيسر الاسبق للمنتخب الفرنسي بيكسنتي ليزارازو الحائز على كأس العالم و أمم أوروبا و دوري أبطال أوروبا و الذي يعمل محللا للتلفزيون الفرنسي قال إن ما بدر من ايفرا لا يمكن تفهمه خاصة بعد إصراره على بث الحوار الذي ادلى به لبرنامج " تيلي فوت " و اتهامه بالكذب بعدما نفى ما جاء على لسان إيفرا بأنهما ألتقيا في المنتخب و رفض لاعب بايرن ميونيخ السابق مصافحته لكونه كان يستعد لاخذ مكانه في المنتخب ، مستطرداً قائلاً ": بإن القضية ليست قضية ألقاب و بطولات ، ومن حقق ومن لم يحقق ، و انما المسالة الحقيقية هي الصورة السيئة و السلبية التي ظهر عليها إيفرا لدى الجمهور متهماً إياه باصطناع البلبلة قبل المواجهة المرتقبة للملحق المونديالي أمام أوكرانيا، نافياً ليزارازو في الوقت نفسه وجود أي خلافات مسبقة بينه و بين إيفرا .
أما لويس فرنانديز محلل راديو " مونتي كارلو " و الفائز بكأس أمم اوروبا 1984 فلخص رد فعله في جملة واحدة عندما قال :" إن إيفرا يبدو ان ذاكرته ضعيفة و نسي من كان قائد المنتخب في نهائيات مونديال 2010 بجنوب افريقيا عندما اضرب اللاعبون عن التدريبات و شكل ذلك فضيحة في الصحافة العالمية " ، كما قلل من الدور الذي يقوم به ايفرا في المنتخب الفرنسي .
كوربيس ومينيز يهاجمان إيفرا و نال ايفرا حصة الأسد من الانتقادات من قبل المدرب رولان كوربيس الذي يعمل هو الآخر محللاً لراديو مونتي كارلو و يدرب حالياً نادي اتحاد العاصمة الجزائري حيث قال عنه بإنه ظهير يفتقد لمقومات المدافع الظهير فلا سرعة و لا يجيد اللعب بالرأس و بعبارة تهكمية قال بإنه يحييه لانه نجح في إثراء سيرته الرياضية رغم تواضعه فنياً ، موضحاً :" إن ايفرا يكتفي بمرافقة المهاجمين دون التصدي لهم و يصف نفسه باللاعب المقاتل رغم انه يدير ظهره للكرة عند مواجهة التسديدات القوية خوفا من اصطدامها بوجهه أو بطنه " ، مضيفاً :" أنه لا يعلم اي شيئ عن المركز الذي يلعب فيه " مستشهدا بوقوعه في فخ التسلل في الكثير من المرات قائلاً :" انه الظهير الوحيد في العالم الذي يقع في مصيدة التسلل".
ووجه بيار مينيز الإعلامي الشهير والذي يعمل في قنال " بلس " سهاماً حادة إتجاه ايفرا و من بين تدخلاته قوله انه على ايفرا ان يشكر الله على بقاءه مع المنتخب بعد فضيحة الاضراب في مونديال 2010 لانه صاحب الفكرة التي اضرت بصورة الكرة الفرنسية ، واستعمل مينيز أيضا الاسلوب التهكمي في الهجوم على ايفرا حيث قال أنا لم اقل بإن ايفرا يتعرض لصافرات الاستهجان في كل مباراة و انما قلت بإن إيفرا لاعب سيئ مع المنتخب ، مضيفاً :" عندما يدلي إيفرا بتصريح بلغة فرنسية سليمة فأني سأتوقف عن العمل الإعلامي ".
وعن موضوع البطولات و الألقاب قال مينيز انه يستحيل على إيفرا ان يحقق و لو جزء بسيط مما حققه ليزارازو و فرنانديز مع المنتخب الفرنسي .
تباين الآراء الجماهيرية اما بالنسبة لعشاق الديوك فقد تباينت ردود أفعالهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حيث وقفت الغالبية ضد لاعب مانشستر يونايتد منتقدين خروجه في وقت يحتاج المنتخب للهدوء و ليس لخلق مزيد من التوتر ، وأن على إيفرا ان يكون بطلاً على أرضية الملعب و ليس في خارجها لان ذلك يمكن لأي شخص يقوم به ، داعين الاتحاد الفرنسي إلى اتخاذ الإجراءات الصحيحة و إبعاد اللاعب عن المنتخب مهما كانت النتائج لتصحيح الصورة التي شوهها .
غير ان العديد من الفرنسيين أشادوا بانتقادات إيفرا ، موضحين إن ايفرا لم يصرح سوى بالحقيقة المرة التي اغضبت بعض الجهات و انه قال ما يجب أن يقال و قال ما يشعر به عامة الفرنسيين بغض النظر عن توقيته بل و أكد احدهم ان هناك عدد هام من زملاء ايفرا في المنتخب يدعمونه و يؤيدون تصريحاته كما وقفت بجانبه نقابة اللاعبين المحترفين التي رأت في ما قاله ايفرا حرية تعبير انتقادها يعني تكميم الافواه.
وكان الإتحاد الفرنسي لكرة القدم قد أعلن على موقعه على شبكة الإنتر نت عن إستدعاء المدافع الفرنسي باتريس ايفرا نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي للاستماع الى رد في أعقاب قيامه بوصف عدد من المعلقين بالتفاهين الذي يريدون تشويه صورته .
وكشف بيان الإتحاد أن رئيسه نويل لوجريت و مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشان قد طلباً إستدعاء باتريس ايفرا للوقوف على تصريحاته التلفزيونية ضد ما تفوه به إتجاه بعض معلقي كرة القدم .
وكان إيفرا قد أجرى مقابلة مع قناة " تيلي فوت " الفرنسية هاجم من خلالها منتقديه مثل المعلقان لويس فرنانديز وبيسنتي ليزارازو واصفاً إياهم " بالتافهين " مؤكداً سعيهم لتشويه صورته واثارة الجماهير الفرنسية ضده .
واشار إيفرا خلال المقابلة أن فرنانديز وليزارازو انتقداه بشكل ظالم ، حيث قال مهاجماً :" فرنانديز وليزارازو هما معلقان تافهان ، يسعيان لتشويه صورتي وأني شخص مكروه ، فأنا لست متعجرفاً أو مغروراً وهذه هي حقيقتي ، فالناس تعاملني بشكل جيد ، ولكن المشكلة هي في حفنة من هولاء التافهين ، يجب عليهم التوقف عن الكذب على الشعب الفرنسي ".
وتطرق إيفرا لإيقافه عن اللعب من قبل الإتحاد الفرنسي لخمس مباريات مع المنتخب الوطني في أعقاب قيام اللاعبين بإضراب عن التدريبات أبان مشاركة منتخب الديوك في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا ، حيث قال :" لقد قلت لزملائي أنه سيتم إيقافي وجعلي أدفع الثمن وهو ماحصل فعلاً "
شاهد مقتطفات من المقابلة التي هاجم فيها إيفرا المعلقان