لا شك ان اي شعب او تيار يحقر قياداته الى درجة التخوين او التكفير السياسي فهو فاشل وسينتهي به الحال بالسقوط الى مالا يحمد عقباه كذلك من يعظم قياداته او تياره الى درجة التالية فهو فاشل ايضاً وينتهي به الحال بالسقوط الى الهاوية. اعتقد ان التعبئة الخاطئة للشباب وتحريضهم على القيادات هي التي جلبت لنا المصائب في الفعاليات وستجلب لنا المصائب والكوارث وتربك امورنا في كل فعالية جنوبية. للأسف اصبح الصدع الجنوبي كبير ويتوسع اكثر فاكثر واصبح الفراق بين الجماهير والقيادة متسع جداً حتى وصل الامر الى إهانة بعض القيادات الميدانية في الساحات والميادين دون احترام كبر السن لبعض القيادات او إيجابيات نضالهم ونشاطهم الميداني والأسباب تافهة جداً من المخجل ذكرها.
للأسف ان معظم المنشورات والمقالات التهجمية والتهكمية والتهوين والتخوين والسب والشتم للقيادات اصبحت كالسيول الجارفة تداهم الصحف والمواقع والصفحات واصبح التاجي جلاي منشور مثير يحتوي على تهجم صارخ على قيادي ما بشكل مفرط جداً حتى اصحبت الثورة وكأنها قد تحولت من ثورة تحرير الجنوب الى ثورة تجريد الجنوب وثورة عاريه بلا قيادات.
نسينا ثورة التحرير وطرد محتل غاشم حاقد صب ويصب حقده على الصغير والكبير على القيادي والناشط والصاحي والنائم وتفرغنا للتهجم على بعضنا وكيل التهم والشتائم التي لا تخدم أحداً منا ولا يستفيد منها غير الاحتلال اليمني ومشاريعه فقط. للأسف كل القيادات الظاهرة والخافية والبارزة والناشئة اصحبت مخونه تلعن كل صباح ومساء ولم بعد لها اي احترام من قبل الكثير من الشباب بحيث كل ما ظهر من قيادي تم التهجم عليه حتى أصبح الحال وكأن الموقع القيادي في الجنوب وثورته هو موقع خيانة. ومع الجدير بالذكر ان بعض قيادات تيار الحراك ومن يفترض ان يكونوا عقلا للأسف اصبحت هي من تحرض اتباعها على قيادات التيارات الاخرى وتنسب اليهم كل السلبيات وتتهمهم بكل الاخطاء التي تصاحب مسار الثورة نكايتا بالآخر وتزكيتاًلأنفسهم بتسمية النجاحات والإيجابيات لأنفسهم حتى المصائب والارباكات التي ينجح بافتعالها العدو الرئيسي عدو الجميع للأسف اصبحنا نتسابق على استثمارها على بعضنا وكلن يتهم الاخر بها ليظهر نفسه انه هو الأخلص للثورة والاكثر وطنية وان الآخر خائن وعميل دون وعي او ادراك.
اننا نبرئ عدونا الحقيقي ومتجاهلين العدو وأعماله ومخططاته واهدافه وصاحب المصلحة الأولى في ارباك الفعاليات وافشالها ومالك الامكانيات الطائلة التي يمكنه من افتعال الارباكات والصاقها فينا والذي سخر ويسخر كل ما أٌتي من قوة وكل امكانياته المادية والاستخباراتية ويعمل جاهداً على خلط الأوراق وإشعال الصراعات والتناحر وإحداث التشريخ والتفريخ وتوسيعها. لست ناسياً ولا متجاهلاً للجيوش العارمة من الإعلاميين والمدسوسين وغيرهم الظاهرين بأسماء وصور جنوبية الذين أعدهم وجيشهم الاحتلال اليمني لصناعة الأحداث والارباكات وصياغة الاخبار والاشاعات والاتهامات ونشرها وتأجيجها بشكل كبير. ولكن ما يؤسفني هو عندما اراء الإساءات والاتهامات والمناكفات والتحريض من نشطاء وثوار فاعلين وابطال لهم بصمات كبيرة في الثورة الجنوبية والذي اصبح جهدهم ونضالهم وكتاباتهم وتسخير جهد اتباعهم ضد الجنوبي والقيادي الجنوبي والتيار الجنوبي أكبر بكثير من جهدهم ونضالهم ضد الاحتلال اليمني والعدو الرئيسي.
لست مدافعاً عن أحد ولست تابعاً لأي شخص او تيار ولست منتمياً لفرد او فكر. انا جنوبي حر انتمائي لوطني الجنوب العربي وهدفي تحرير الجنوب واحترام كل قيادات وتيارات الجنوب المؤمنة بالتحرير والاستقلال التام مهما اختلفت مع أحد منهم بالرأي او السبيل المؤدي الى التحرير لأني مؤمن ان الجنوب وطن والوطن ملك الجميع والاحتلال عدو الجميع وضرره وعدوانيته لحقتبالجميع ولم تستثني أحد لا صغير ولا كبير لا قيادي ولا ناشط لا وطني ولا حتى العميل الذي يخدم الاحتلال.