بات بقاء الموسوعة الشهيرة ويكيبيديا على المحك، بعد تراجع أدائها بشكل لافت مؤخراً، وهو ما أكده خبراء بعد لفتهم لتقلص حجم هيئة التحرير بها بمقدار الثلث منذ عام 2007. ويعتمد هذا الموقع المعلوماتي على إسهامات المتطوعين لتنظيم المحتوى الذي يرفعه الجمهور. لكن قليلين هم من يهتمون الآن بإدارة الموسوعة الإلكترونية بعد إدراج مجموعة من التغييرات من جانب مؤسسة ويكيميديا التي تمول البنية التحتية للموقع.
وفي محاولة لمكافحة عمليات التخريب التي تتم عبر الإنترنت وكذلك مقالات المحاكاة الساخرة، بدأت ويكيبيديا في الاستعانة بالبرامج بدلاً من الأشخاص لحذف المحتويات المشبوهة بصورة أوتوماتيكية. وهو ما جعل قدر كبير من العمل الشاق والمعرفة الحقيقية التي يقدمها بعض المساهمين المتطوعين يخضع للرقابة عن طريق الخطأ.
دراسة تنتقد الحذف ووجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة مينيسوتا الأميركية أن أدوات الحذف ما هي إلا إحدى الجوانب الخاصة بأفكار التحديث التي يخطط لها الموقع وحرمته من كثير من متابعيه.
كما قامت مجموعة ويكيميديا بخطوة أخرى لم تنل استحسان المستخدمين وهي المتعلقة بإقدامها على تغيير الطريقة التي يتم من خلالها رفع المحتوى على الموقع. حيث تبين أن المسؤولين هناك غيروا نظام الرفع لنظام مشابه لنظام معالجة النصوص.
ورغم أن المسؤولين كانوا يأملون أن يتم تشجيع المستخدمين الجدد على المساهمة بموادهم، إلا أن الإحباط هيمن على المحررين المتمرسين خاصة بعد اكتشافهم مدى السهولة التي بات بمقدور أي أحد أن يضيف من خلالها الآن مقالات محاكاة ساخرة.
وهو ما أسفر عن حدوث انخفاض حاد بأعداد المحررين المتعاونين مع الموسوعة، وهو الانخفاض الذي توقع أحد الخبراء أنه قد يكون البداية "لمرحلة تراجع" دائمة.
مرحلة تراجع ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بهذا الخصوص عن هارون هالفيكر، وهو طالب دراسات عليا بجامعة مينيسوتا وسبق له أن كتب باستفاضة عن التراجع، قوله " يمكنني تصنيف الفترة بين عام 2007 والآن بأنها مرحلة تراجع موسوعة ويكيبيديا".
وفي مقابل ذلك، نفت سو غاردنر، المدير التنفيذي لمؤسسة ويكيميديا، كل المزاعم والأقاويل التي تحدثت عن دخول الموسوعة في دوامة تراجع، مضيفةً : "إضافة تقنية (ويكيتيكست) ستجلب نوعا جديدا من رافعي المحتوى، هم صحافيين أشبال شغوفين. وأنا أتحدث هنا عن الأشخاص الذين يمتلكون قدراً كبيراً من الطاقة والحيوية. ونحن في موسوعة ويكيبيديا لا نمتلك تدفقاً كافياً من هؤلاء الصحافيين الأشبال".