"سنلعب للفوز أمام الأوروغواي " .. هذا ما قاله الأمير علي بن الحسين نائب رئيس "فيفا" ورئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم في دردشة سريعة جمعتني به على هامش تدريبات منتخب "النشامى" عصر السبت . لا حديث في عمان ، التي ازورها مشاركا ومواكبا لدورة "دور الاعلام الرياضي في التسويق والاستثمار" ، إلا عن مواجهة منتخب الاردن المقبلة مع الاوروغواي ضمن الملحق النهائي المؤهل إلى مونديال البرازيل 2014 ، والمقررة ذهابا في العاصمة الأردنية في الثالث عشر من نوفمبر المقبل وإياباً في مونتيفيديو في الثامن عشر منه .
قادتني الصدفة عصر يوم السبت الى تمارين "النشامى" ، بمرافقة ومؤازرة طيبة من الزميل الصديق أمجد المجالي مدير الدائرة الرياضية في صحيفة " الرأي" ، وحضور الزميلين راشد المهندي (قطر) وبلال ابو الريش (فلسطين) .
وصلنا الى ملعب "البتراء" الملاصق لستاد عمان الدولي في المدينة الرياضية للوقوف على استعدادات سفير "عرب آسيا" للمباراة الحدث .. تدريبات شاقة وقاسية تأتي في سياق طويل من الاستعدادات الجدية والصارمة التي بدأها "النشامى" والمدعمة بمعسكر داخلي في فندق "كواليتي سويت" ..
حضر الأمير علي بن الحسين إلى الملعب في ختام الحصة التدريبية . وبعدما صافح الجميع ب"لباقة معهودة" ، مضى فور دخوله الى الملعب للاجتماع باللاعبين .. "جلسة عربية" وحلقة ضيقة في دائرة وسط الملعب ، وكلام معنوي لشحذ الهمم . جلسة لم تتجاوز العشر دقائق .. لكن نتائجها ظهرت فورا على محيا اللاعبين والمدرب الذي ارتسمت الثقة على ملامحه ، وبدا أكثر إصرارا على تحقيق "المستحيل" .
يغلب على الشارع الاردني الحذر الممزوج بالحماس في تناول المواجهة المرتقبة نظرا للفارق الشاسع بين مستوى المنتخبين "رسميا" و"عمليا" .. وبخاصة أن المنتخب - الضيف ذهابا - يضم في صفوفه كتيبة مدججة بأبرز نجوم العالم حاليا بقيادة "المخضرم" فورلان .. وثنائي الهجوم المرعب سواريز وكافاني . وهذا ما ينزع عن تلك المباراة صفة "المتكافئة" قبل أن تبدأ !
لكن ، ما لمسته في الزيارة الى التدريبات تلك "الروح القتالية" التي يزرعها المدرب المصري حسام حسن في صفوف لاعبيه رغم التغيبات القسرية لبعض المحترفين بسبب ارتباطاتهم مع أنديتهم خارجيا .. ويُعدّ "العميد السابق" للاعبي العالم أن منتخب النشامى يؤدي مهمة قومية بالنيابة عن منتخبات"عرب" القارة الاسيوية الذين خرجوا تواليا من التصفيات النهائية .. ولم يبق منهم سوى منتخب الاردن الذي نجح في تحقيق "الانجاز" بتخطي اوزبكستان في الملحق الآسيوي .. ويبحث في نوفمبر عن الاعجاز امام الاوروغواي. .. والمطّلع على تاريخ حسام حسن يعلم جيدا انه مدرب يعشق التحدي ويبحث عن إنجاز يعزز به مسيرته التدريبية بعدما "تشبع" بالألقاب في مشواره الكروي الطويل محليا وافريقيا مع الاهلي والزمالك والمنتخب القومي .. وهو يبدو - أي حسن - مهيئاً للعب دور البطولة نظرا للمواصفات التي يتمتع بها من قوة الشخصية والعزيمة التي تقرأها على محياه ، وهذا ما يؤكد صوابية الاتحاد الاردني في التعاقد معه بعد رحيل المدرب العراقي عدنان حمد في توقيت حساس قبل مواجهتي اوزبكستان في الملحق الآسيوي .. إذن ، هي مهمة "قومية" تنتظر منتخب النشامى الباحث ليس فقط عن مواجهة "مشرفة" امام الخصم الكبير بل عن فوز "تاريخي" يكتب به ابناء المملكة الهاشمية ، وبأحرف من نور ، حكاية النصر الذي قرأنا بوادره في تجاوز استراليا واليابان في عمّان ونتمنى ان يستكمل بعبور "آمن" إلى لقاء الاياب في مونتيفيديو .