إن الذي نشاهده ونسمعه ونراه في بلادنا هو احتقان جعله الله بين من جعلوا أنفسهم أوصياء على رقاب المساكين والضعفاء من أبناء الشعب فكان هذا الاحتقان قد ولد العنف فلا يمكن لنا بعد ذلك أن نبني حياة كريمة ، أو تزدهر لنا حضارة أو نؤسس لمجتمع تسوده الألفة والمحبة إذا كان العنف هو السمة السائدة بين أفرادها ، والطريقة الوحيدة للتعامل ، وتقرير الحقوق والواجبات بين فئاتها ، والوسيلة في حل الخلافات بين المجتمع . إن الواقع شاهد على التعامل ألا أخلاقي بين من نصّبوا أنفسهم حكاماً ، ومشايخ وعلماء ، وهم كالثعابين يمشون في أحلك الظلمة ، فالمتابع لأوضاع المتسلطين والمتسلقين في احتكار السلطة والثروة بشتى المجالات ظاهرة عيانا بيانا ،.
فكما يعيشون في كد ونكد وقهر وظلم فيما بينهم ، وتعاسة المعصية التي تلاحقهم فهذا مفروغ منه ولكن الذي يحيرنا أنهم يريدون لنا بأن نتخلق بأخلاقهم التي يتباهون بها وأن نتمسك بالشريعة التي يدعون بتطبيقها ، نعوذ بالله ممن هذه أخلاقهم وعقائدهم ، فلا تحاولوا أن تنقصوا علينا حياتنا ولا تحاولوا أن تحرمونا من لذة العبادة التي خلقنا الله من أجلها ولا بهدوء البال الذي ينزله الله علينا ، ولذة العيش الكريم في كنف الرحمن فتزرعون بيننا احتقانكم القاتل بكابوس العنف الذي أصبح يؤرق الجميع في شتى مجالات الحياة.
فهناك العنف الديني الطائفي ، والعنف الأسري والعنف الرياضي والعنف الثوري ووو ... مما تسبب في سفك الدماء وانتهاك الأعراض وترويع الآمنين وغير ذلك .
فهل يعقل أن تكون هذه الحياة التي أمرنا ديننا بالعيش في كنفها ؟ وهل هذه الحياة التي تفرضونها علينا ؟ ما الذي تريدوه منا أكثر من هذا المنكر المقيت وهذه الحياة التعيسة التي تديرونها بعقولكم المتخلفة والمتحجرة وما هذا الإرهاق الذي أعياكم بسبب جمع حطام الدنيا الفانية وشقائكم المقيت من أجل السلطة الزائلة عنكم لا محالة .
أين عقولكم ، إن كان لكم عقول تفكرون بها ؟ أين دينكم ، الذي تأتمرون به ، وهل هذه الشريعة الإسلامية التي تطبقونها ؟ أين ثقافتكم ورجاحة عقولكم التي تفكرون بها ؟ أين شهامة القبيلة والرجولة والأنفة التي تدّعونها وأنتم تقتلون النساء والأطفال وتهينون المسكين والضعيف وتعينون الظالم ؟ أين ... أين .... أين .... ؟؟؟!!! كيف تريدون إقناعنا بأنكم تريدون لنا ولكم الخير بتصرفاتكم هذه ؟.
فلا نرى من أفعالكم ما يدل على أنكم أصحاب عقول راجحة ، ولا نرى من أفعالكم بأنكم من أهل التقوى والدين القويم ، ولا نرى فيكم القبيلة التي نعرفها في الأنفة من ظلم المسكين والضعيف ونصرة المظلوم وقتل النساء والأطفال !!!.
فيا من تدّعون تطبيق الشريعة ، وتدّعون بالقبيلة ، وتدعون بالحكمة ، وتدعون بالمدنية ، لم نرى على أرض الواقع من أثر . راجعوا أنفسكم واسمعوا من ناصح مشفق عليكم ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء . وارحلوا بسلام . ارحموا أنفسكم قبل أن ينتقم الله منكم . اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد .