غادر عدن مساء الخميس الماضي الشخصية الجليلة والفاضلة ألأستاذ بروفسور مبارك حسن خليفة متوجهاً لمسقط رأسه أم درمان، بعد أن أمضى إجازة عيد الأضحى وحرمه المصون مع إبنهم راشد و أسرته، حاملاً حبه وشوقه وكل العرفان لعدن وأهلها، سعد الكثيرون بزيارته لعدن حرصوا للقائه و حظيت أنا بنسخة بإهداء موقع عليه للإصدار الثاني لديوانه " ولكني أسير هواك " الصادر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر وهنا وجدتها فرصة طيبة لإجراء حديث قصير معه. أجرت اللقاء : لبنى الخطيب
* ماذا تقول عن الإصدار الجديد لديوانك؟
سعدت جداً إن الطبعة الثانية من ديواني "ولكني أسير هواك"صدرت في عدن، بينما الطبعة الأولى فاجأني بها شقيقي الأصغر شمس الدين صدرت في الخرطوم 2009م، عندما وصلتني من السودان عدد من النسخ من الطبعة الأولى أهديت د. عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن نسخة منها، و حينما قررت السفر للسودان قبل عامين بصورة نهائية أصدر تعليماته د. حبتور بإعادة طبعه في مطبعة جامعة عدن ومن هنا أوجه له كلمة شكر لهذا التقدير، كما أتوجه بالشكر لجميع الإخوة المسئولين في دار نشر الجامعة وبصفة خاصة الأخ وهيب مهدي عزيبان الذي أهتم بهذه الطبعة ومتابعته لها حتى جاء وسلمني عدد من النسخ، وزعت منها لأصدقائي في عدن و أخرى سأوزعها في السودان أيضاً.
و يضيف د. مبارك :" تسمية الديوان"و لكني أسير هواك" قصدت به الوطن وكتبت قصيدة بهذا العنوان عندما كنت في الباكستان حيثما ذهبت لتحضير درجة الدكتوراه والتي نلتها "1992" وتذكرت السودان وأنا في البنجاب، فأخترتها عنوان لديواني الذي يظم عدد من القصائد أغلبها كتبتها و أنا في عدن، بينما هناك قصائد سطرتها في 12 محافظة وقرية زرتها في اليمن الجنوبي : زنجبار، المكلا، الشحر، غيل باوزير، ردفان، الضالع، الغيضة، عتق، يافع و قرية صافا في الشعيب " فإبني وصديقي العزيز عبدالكريم أسعد قحطان أول طالب في قسم اللغة العربية كلية التربية جامعة عدن ينال درجة الماجستير و أشرفت عليه فدعاني لزيارة قريته أمضيت فيها أكثر من أسبوع سعدت كثيراً وكتبت قصيدة عن صافا".
لديك أعمال أخرى لم ترى النور بعد؟
قبل مغادرتي عدن في 2011م أخذت موافقة كتابية من د. عبدالعزيز بن حبتور لطباعة كتابين ضما ما نشرته في العمودين «كي لا نخطئ» بصحيفة "الأيام", و"بيني بين القراء" في صحيفة "التحديث"، بينما الكتاب الثالث مترجم من اللغة الانجليزي " أيام الثلاثاء مع موري"، بالإضافة لديواني الجديد "حب و وفاء" كتب مقدمته د. عبد المطلب جبر وكما عرفت سيطبعه إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فأتمنى أن ترى هذه الكتب النور قريباً.
كعادته إبن النيل السوماني شيخ الشباب ود الخليفة عندما يتحدث عن عدن تفيض عيونه بالدمع وغصة بالحلق تحدث د. مبارك:" عدت لبلدي الثاني عدن وكلي سعادة بعد فارقته قبل سنتين للإستقرار في وطني السودان، وقد أمضيت إجازة قصيرة في عدن إلا أننا حظيت بحفاوة بالغة من الأصدقاء و رؤساء 7منتديات ثقافية دعيت للحضور فيها، منهم منتدى" الباهصمي" الذي نظم حفل تكريم للشاعر علي حسين القاضي وهو كان أحد تلاميذي، وفوجئت إننا أيضاً المكرم والمحتفي به في الحفل ومنحوني شهادة تقديرية".
و أكد د. مبارك:" في الحفلات التي أقيمت لي مؤخراً كنت أقسم بالله ثلاثاً والآن أقسم بالله ثلاثاً إن أربعة وثلاثين سنة عشت في عدن أجمل حياة عمري ما حصلت فيها أي مشكلة بيني وبين أي شخص لا طالب لا طالبة ولا زميل دراسة لا مدرس لا إدارة ولا سكان في الحي، الحمدلله و إن كان حصل شئ ممكن نسميه سوى تفاهم ويحل في وقته، و إن أي مشكلة لا يمكن أن تحصل مع الناس الطيبين الحلوين وأهل المحافظات الأخرى وشكراً جزيلاً للجميع و لإبنتي العزيزة لبنى الخطيب فخيراتها عليا كثيرة".
كيف تمضي وقتك في السودان؟
بعد أن تركت حبيبتي عدن للعيش في السودان ألتحقت محاضراً في جامعة "الأحفاد" للبنات هي جامعة أهلية ومؤسسها المرحوم والعميد الشيخ بابكر البدري الذي بدأ تعليم المرأة في 1903م في مدينة رفاعة بابتدائية أولية وأستمرت إلى أن أنشئت جامعة، هذا ومدير الجامعة الآن هو تلميذي كان في المرحلة الوسطى حينما درست في مدرسة "الأحفاد" بعد تخرجي من الجامعة 1958م اللغة الإنجليزية لرابعة متوسط و اللغة العربية للثانوي، وفي الجامعة الآن أدرس مادة جديدة عليَّ لأول مرة أسمها "اللغة العربية الخاصة" أدرسها لعدد من الطالبات الأجنبيات من "الصومال، أثيوبيا، تنزانيا والكونغو" لا يعرفن لغة عربية بالمستوى الجيد، بالإضافة لطالبات سودانيات درسن منذ الروضة في مدارس أجنبية فأنا جميعهن أدرسهن اللغة العربية بطريقة أقربها لهن فيها قراءة وقواعد ولكن بعض الكلمات لابد من شرحها باللغة الانجليزية ولهذا اختاروني لتدريسهن وأنا سعيد جداً بالعمل في جامعة" الأحفاد" للبنات وإرتباطي بالأحفاد إرتباط قديم.