لااحد ينكر ان هناك تواجد لأمريكا وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط ومنطقة الخليج واليمن منذ عقود مضت حيث كان لهذا التواجد طابعة الخاص في منطقة من اهم المناطق في العالم مضيق هرمز في الخليج وباب المندب في الجنوب حيث كانت امريكا تدرك جيدا ان الدور الذي تلعبة في هذه المنطقة هو دورا لوجستيا يحتاج الى حسابات دقيقة وان يتم التعامل مع هذه المنطقة بواقعية دون استعمال القوة او فرض اسلوب الهيمنة والسيطرة لان مصالحها سوف تتضرر وتتعرض الى هجوم عنيف قد يكلفها خسائر كبيرة على كافة المستويات والأصعدة ... ومن هنا قد حافظت على توازنها الطبيعي برغم بعض الهفوات التي كانت لسفيرها السابق في صنعاء جيرالد فايرستاين قد مارسها دون ان يعلم بظروف وعادات شعوب المنطقة ومن اهم هذه الممارسات تدخله المباشر والغير مباشر في القرار اليمني السيادي ... ان هذا السيناريو لم يكن مستغربا لدولة مثل امريكا التي لها نفوذها وقواعدها في كثير من بلدان العالم وعاشت الصراعات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتقاسم في مناطق النفوذ ايام الحرب الباردة مع العملاق السوفيتي في الجانب الاخر .
هذا مايقودنا الى الصراع السعودي الايراني الذي تطور وتوسع مؤخرا وفرز مواقف متباينة و كثيرة بين الدولتين... وهذا ما اشعل جوانب هذا الصراع هو التدخلات الجانبية في الشؤون الداخلية للدولتين وضرب المصالح الخاصة لكل دولة في محيطها الاقليمي والدولي هذا الامر ادى الى تدهور العلاقات والروابط والأواصر بينهما واخذ طابع صراعات مذهبية وعقائدية وسياسية ودينية حتى وصل ذلك الى زرع نار الفتنة بين الطوائف والمذاهب السنية والشيعية في مناطق النفوذ بين الدولتين ماعكس هذا سلبا ظروف قاسية على اوضاع دول الجوار مثل اليمن الذي اصبح مرتع للفوضى والانقسامات والفساد وعدم الاستقرار الامني والعبثي وما سقوط صعدة بكامل جوانبها في ايدي الحوثيين (( انصار الله )) لدليل قاطع وبداية لنشوب هذا الصراع وبدعم من ايران التي ايضا تقدم الدعم للشيعة في البحرين وفي شمال وجنوب مناطق المملكة العربية السعودية وكذلك قدمت ايران الدعم لشيعة العراق وناصرت شيعة سوريا ومونت بالمال والسلاح حزب الله في لبنان .
طبعا السعودية لها مصالح في هذه المناطق والبلدان ولها علاقات وطيدة سياسية ولوجستية واقتصادية مما اضطر السعودية الى اتخاذ القرار والتدخل السريع في البحرين ودعم الجيش الحر في سوريا والوقوف الى جانب السنة في العراق وساندت نظام صنعاء في الحروب الستة ضد الحوثيين وتدخلت في الحرب الاخيرة بقوات جوية وبرية الى جانب الجيش اليمني في الحرب الاخيرة في محافظة صعدة وكان لها موقف من حزب الله في لبنان ثم كانت تدعم الموقف الامريكي والأوروبي المناهض لسياسة ايران في المنطقة وحث الادارة الامريكية والأوربيين العمل على منع ايران من الحصول على السلاح النووي والتأييد على ضرب ايران عسكريا حتى يتعطل مشروعها النووي وإضعاف قوتها العسكرية ومن الطبيعي ومع هذه الضغوط السعودية ان تكون امريكا في موقف المستمع للرياض وتعطي لها الوهم على التنفيذ لان امريكا لها حساباتها الداخلية والخارجية مع العالم ولان وضعها الداخلي لايتحمل ولا يسمح الدخول او خوض حروب جديدة ... واقتصادها المتدهور ليس قادرا على النمو في الوقت الحاضر نظرا للركود العالمي والمتغيرات التي سادت مصادر الدعم من خلال صفقات التسليح وتصديرالتكنولوجيا الامريكية للعالم.
هذا الموقف اثار شطط وغضب المملكة العربية السعودية اضافة الى موقف الادارة الامريكية من اصدقائها العرب الذين طالهم الربيع العربي (( الامريكي والصهيوني)) والتي ادارت لهم ظهرها دون خجل او حياء حيث كان للسعودية علاقات متميزة ومتعددة الجوانب مع الجميع من طالهم الربيع العربي ((الامريكي والصهيوني)) واهم هذه العلاقات كانت مع النظام المصري وحسني مبارك على وجة الخصوص الذي كان يمثل دورا تنسيقي مع السعودية في كثير من الامور السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الاوسط والخليج والذي لم يحصل على موقف من الادارة الامريكية واضح عندما اسقطوه الاخوان المسلمين بدعم امريكي وصهيوني ... بل ليس هذا فقط انما مااكتشفتة السعودية من مشروع وزيرة الخارجية الامريكية ((رايس)) السابقة الذي اعلنتة في لبنان منذ اعوام كان يستهدف الدول العربية بما فيهم دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية على راس الحربة في المشروع .
ايضا دوران الموقف الامريكي لصالح ايران مؤخرا والتراجع 180 درجة الى الخلف اتجاه الضربة العسكرية ضد ايران وعدم مسايرة السعودية على ضرب سوريا ومع تراكم مواقف الادارة الامريكية رفضت السعودية القبول بكرسي مراقب بمجلس الامن حيث اعلن الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز ال سعود رئيس جهاز الامن القومي السعودي ((الاستخبارات)) بان المملكة سوف تعيد النظر في علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالامريكية ولن تقبل مثل تلك المواقف السلبية في سياساتها تجاه ايرانوسوريا هذا الموقف كان حاسما وقويا مما جعل ادارة اوباما ارسال وزير الخارجية جون كيري مؤخرا الى الرياض لترميم ماخربتة بعض السياسات للإدارة الامريكية ماجعل الجمهوريين الذين يعارضون الديمقراطي باراك اوباما والتقاط كل الاخطاء وتصويبها ضده وذلك لكسب ثقة الدول الغنية في الانتخابات الرئاسية القادمة مثل السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ماحدا بالسعودية اتخاذ موقف حاسم وداعم للجيش المصري ووزير دفاعه السيسي بالسيطرة على الوضع في مصر وإقصاء الاخوان المسلمين من على كرسي السلطة هنا ايران لم تخفي مالديها ولم تقف موقف المتفرج كانت ردودها واضحة وعلنية وبنفس القوة والشجاعة ضد خصومها اينما كانوا طال الوقت ام قصر .
اننا ننظر الى حلبة الصراع الدائرة بين الدولتين وماسوف تفرزه المواقف القادمة في مناطق نفوذهما التي لايزال الصراع فيها محتدما حتى اليوم وهل لنا ان نرى دور امريكي وأوربي فاعل ومساهم في اقناع اطراف الصراع والنزاع الكف والتقيد بقواعد الامن والسلام فيما بينهما وفي منطقة من اهم مناطق التواصل بين الشرق والغرب وفي ممر هام يحوز على مرور 70% من النفط والغاز الى اوروبا وأمريكا ومن التجارة العالمية ذهابا وإيابا وهذه هي طبيعة الصراع السعودي الايراني والدور الامريكي في المنطقة .