في مقالي السابق بعنوان «مشاريع لليمن ضائعة»، ذكرت عن مشروع ضخم أعلن عنه بمليار دولار من دول الخليج لإنشاء محطة تحلية مياه من خليج القمر على بحر العرب جهة حضرموت لتزويد دول الخليج، وقيل إن ذلك المشروع سيوجد وظائف لليمنيين بحوالي أربعة آلاف وظيفة، لكن لسبب مجهول تجمد أو توقف المشروع إن لم يكن صرف النظر عنه، وفي الأغلب أن السبب سياسي للأحوال غير المستقرة في الجنوب، وتلك خسارة كبيرة لليمن التي هي في حاجة ماسة إلى مشاريع استثمارية توجد وظائف ومجالات عمل، الشباب اليمني المتزايد العدد والمتكاثر بالملايين وعدم توفر أعمال له، القات والبطالة والاختلافات تحيل اليمن السعيد إلى آخر بسنين عجاف مما يضطر شبابه لما يشبه الهجرة الجماعية إلى خارج الحدود، وللمملكة نصيب كبير من هذه الهجرة بمئات الألوف بالتسلل اليومي عبر الحدود الجنوبية، ومراقبة الحدود أمر شاق ومكلف مالا وجهدا لطبيعة الأرض وجغرافيتها، ولا بد لابتكار حلول لإيجاد عمل للشباب اليمني وتنمية اقتصادية، وفق خطط علمية وإنشاء مشاريع، لقد أنفقت المملكة جبالا من ذهب ومن كل العملات هناك، ولكنها ذهبت هباء وتسربت ربما لأنها كانت تدفع كمعونات نقدية الآن اتضح أن المعونات الأكثر جدوى هي المرتبطة بإنشاء مشاريع توجد أعمالا وتنمية وأنشطة تجارية.. فبوجود أعمال ومشاريع تصرف الشباب اليمني عن الهجرة وتخلق الاستقرار.