لن تبلغوا مرادكم أيها المحتلُّون لأرضنا الجنوب على جماجم أطفالنا ورجالنا وشبابنا العزَّل مهما توغَّلتم في القتل ولغتم من الدماء .. إنكم تخطؤون الحساب والتحسبات في تعاطيكم مع شعبنا الناشد إلى الآن إستعادة دولته عبر الطرق السلمية بإستمراءكم طريقة القتل وتوسيع نطاقها لتشمل كل أرجاء الجنوب ظناً منكم أن توزيع الرعب على أكبر مساحة ممكنة سيثني شعبنا عن مواصلة نضاله لاسترجاع وطنه المسلوب .
إنكم واهمون كثيراً في مسالككم الإجرامية هذه التي تتعشمون من خلالها ترويضنا لنكون أذلاَّء راضخون لعبثيتكم وهمجيتكم وإستبداديتكم وهذا هوا المحال بعينه .
ولعله من المفيد لكم التذكير أن تماديكم الآثم في قتل الأبرياء وشموله لأكثر مناطق الجنوب بقدر ماترون فيه تمدد مريح لأعصابكم وتخيلاتكُم فأن الذي لاريب فيه إنكم بأسلوبكم هذا قد أستكملتم الإستعداء مع كل أبناء الشعب الجنوبي فلم تعد تخلو اليوم محافظة ولا مديرية ولا منطقة في الجنوب من قتلى وجرحى برصاصاتكم الغادرة مما يعني وبكامل الوضوح إنكم ستفرضون على شعب الجنوب أن يتبع أسلوباً أخر للدفاع عن نفسه وإسترجاع حقه المبين وبأي ثمن ، فعند ذا الذي بلغتموه في الإستهتار بأرواح أبنائه لم يعد يرى لوجودة معنى إن لم يواجه وحشيتكم بذات الصرامة التي واجه بها الذين كانوا قبلكم من المستعمرين .
ربما أنتم حتى اللحظة لا تعبئون بقدرات هذا الشعب العظيم على صد ظلمكم وإفشال مشاريعكم بالإرتكان على قوة باطلكم الذي هو إلى زوال بقوة الحق الذي نملكه ، وحتى تستفيدوا جيداً لكم أن توازنوا بين قوتكم وقوة المستعمر الذي سبقكم وكيف أُجبر على الرحيل وهو يجر أذيال الهزيمة مع إنه كان أقل وحشية منكم إذ لم نر جنود بريطانيين قتلوا أحد من أطفالنا بسلاح الدوشكا مثلما فعلتم أنتم !! .
كما لم نر مستعمرا قبلكم دمًر مدن جنوبية وأسقط بيوتها على رؤوس أبنائها وشرّد أهلها مثلما حدث على ايدي قواتكم في محافظة أبين الصامدة والتي حاولتم إصطيادها تحت مظلِّة القاعدة وأنصار الشريعة التي جلبتموها بأيديكم لتحقيق أهداف سياسية غايتها تشويه الجنوب وإبرازه كحاظن للإرهاب فيما أنتم الحاظنين الحقيقيين له ومعروف عنكم بأنكم ترعونه بعناية وتوزعون أدواره على كل محافظات الجنوب للتعمية على العالم عن صورتكم الحقيقية البشعة والتي أخذت تتكشَّف أقنعتها يوماً عن يوم فيما أنتم سادرون في غيكم الذي سيوصلكم ومن غير أدنى شك إلى المنتهى المخزي عندما تأزف ساعة رحيلكم الإجباري من على أرض الجنوب الحر الأبي .