عند ما طرحنا توقعاتنا في بداية الحوار بواسطة عدة مقالات وطرحنا النقاط فوق الحروف على أن الحوار سينتهي بدون نتائج حتى وإن كانت تلك المخرجات فوف الورق فإنها لا تستطيع الخروج إلى النور , لا في الشمال , ولا في الجنوب , لأسباب كثيرة منها , في الشمال على سبيل المثال التركيبة الاجتماعية كما عهدناها لم تتغير ولا يمكن أن تتغير هي, والشيوخ وأصحاب الجاه هم الكل في الكل وهم المال والرأس مال والسلاح والعتاد والرجال والهمجية أيضا , كيف يتم التعامل مع شيوخ اليمن في مخرجات كلها ربما تكون ضدهم نظريا ولا احد يستطيع تنفيذها عمليا. هل يستطيع هذا الحوار أو مخرجاته أن يبدأ بأيقاف شيخ من شيوخ اليمن عن تصرفا تهم الهوجاء , وهل يستطيع أن يسحب السلاح الثقيل من حوزة هذا الشيخ أو ذاك , وهل يستطيع القاضي في المحكمة استدعاء أحد من هؤلاء الشيوخ للوقوف امامة لقضية ماء تخص مواطن عادي من عامة الشعب وواضح للقاضي ظلم هذا المواطن , أسئلة كثيرة ومحيره في نفس الوقت لا أحد يستطيع الرد عليها بالإيجاب . لقد رأينا عجائب كثيرة ومثيرة من هؤلاء الطغاة ورأينا ما حصل من هؤلاء الشيوخ خلال مجريات الحوار هذا , وما تعرضت له بعض الناس من قتل من قبلهم ولم يحرك هذا الحوار ساكنا , ارتال من السيارات مرافقة لبعض المشايخ مع مجاميع مسلحة تجوب الشوارع ولا رادع ولا داعي ولا مستجيب , تشجيع لأثارة الفتن والثارات لا حدود لها الخ . أين أنتم عائشون يا أيها المتحاورون يا ناشدي الدولة المدنية كما تصفون , المهم الهمجية بعينها حسب المؤشرات في ظل دولة مدنية منشودة , أين تلك الدولة التي تنشدوها في ظل هذه الفوضى العارمة , نعم أنها بدايه لحرب طاحنه بينكم أيها المتخاصمون على الكراسي والشعب سيكون وقود هذه المعركة مع الاسف , فكان الاحرى بكم اولاً أن تتحاوروا مع شيوخكهم على إزالة همجيتهم إما ترحيلهم أو ترحيلكم خارج البلاد رغم أننا نعلم بانكم لا تستطيعون أن تعملوا شي لصالح بلدكم في ظل وجودهم. اما في الجنوب الوضع مختلف تماما سيفشل أي مشروع يعرض على الجنوبيين مهما كان نوعية هذا المشروع إلا إذا كان هذا المشروع نابع من واقع ساحات النضال الجنوبي وبالتوافق مع متطلبات شعب الجنوب المعروفة والمتفق عليها وهي تحرير ارض الجنوب من محتل مغتصب وبالتالي عودة دولته مستقلة غير منقوصة على كامل ترابها ( ارض ) الجنوب بحدودها المعترف بها قبل عام 90 .
لا حلول في حواركم هذا للقضايا الرئيسية الهامة وخاصة قضية الجنوب المصيرية كما توقعنا ذلك من سابق , الآن اتضح لنا كجنوبيين جلياً أن كل المخرجات حتى اللحظة ما هي إلا زيادة مؤامرات على الجنوب تضاف إلى رصيد المؤامرات السابقة من قبلكم , مع العلم أن الجنوب وشعبه لا ينتظر من هذا الحوار أي شي يفيد قضيته , لكن قلنا عسى وربما تلتفت الأممالمتحدة والمتمثلة ب ممثلها بنعمر إلى نضالات شعب الجنوب اليومية والتي لا يمكن أن تتوقف تلك النضالات حتى تحقيق الأهداف . - ستعود الأممالمتحدة والدول الأخرى إلى صوابها يوما مع استمرار وتصميم هذا الشعب العظيم على نيل حريته واستقلاله وربما تندم بعض الدول على سكوتها لما يتعرض له شعب الجنوب كل يوم من تعسف وقهر وظلم من قبل المحتل اليمني . رسالة ومناشدة أوجهها إلى الإخوة الجنوبيين المشاركين في الحوار وأقول لهم في أي لحظة سيعلن نهاية الحوار وربما بدون مقدمات أو يجمد هذا الحوار لشيء ما وأنتم لا تعلمون , فإن كنتم صحيح كما تتحدثون لصالح قضية الجنوب عليكم الوقوف اتجاه بن عمر ومناشدته بأن يرفع القضية على مستوى المسؤولية إلى هيئة الأمم ويعطيها حقها المشروع بموجب ما يريده الشعب في الجنوب وليس بما يشتهي المحتل اليمني ,. - لكن الأهم في ذلك إن المشاركين في الحوار من أصول جنوبيه لم يفهموا اللعبة حتى الآن وعندما تبدأ بمسألتهم البعض منهم يقول لن يرحم التاريخ من يتآمر على شعب الجنوب وقضيته والبعض الآخر يدعي بالمرونة في قوله لا حل لقضيتنا إلا بالحوار ونحن بدورنا نقول ما هو هذا الحوار سبعة شهور مرت وزيادة من عمر هذه المسرحية ولا نتيجة خاصة بالجنوب .
نعم التاريخ لن يرحم المتخاذلين ولا المتهاونين ولا المتآمرين على قضية الجنوب المصيرية , لا تزال معكم فرصة للإعلان عن موقف مشرف اتجاه قضية شعبكم ارفضوا المخرجات الهزيلة , وأن لم تستطيعوا وقف المهزلة فالانسحاب خير وسيلة للدفاع عن قضيتكم , وإعلانكم العودة إلى ساحات النضال يرفع رؤوسكم وشرف عظيم لكم , مع إصداركم بيان قوي يهز العالم لصالح قضية شعبكم عاش الجنوب ولا نامت أعين الجبناء.