قبل أيام وبينما أنا أعيش حالة من الاضطراب الحاد كانعكاس لموقف لم يرق لي بدر من صديق عزيز في تلك اللحظة شعرت بأنامل يدي تجر القلم دون أن أشعر.. وبمشاعر تدفعني بشدة لطرح ما اعتبره تساؤلات عن الإنسان الذي نبحث عنه في مسيرتنا الحياتية، كانت كالتالي: هل بحثت عن إنسان يفهمك.. إنسان بمعنى كلمة الإنسانية.. إنسان يكون صادق معك مخلصاً لا يلتفت لسواك لا يبدلك بين عشية وضحاها كما تبدل الملابس والأثواب إنسان يضحي من أجلك لإرضائك وإسعادك ويصبر على سيئات طبعك ويحس بك وبما تعانيه من هموم بداخلك تجده عندما تحتاجه عوناً لك يساعدك حتى بالإنصات إلى همومك دون كلل أو ملل، إنسان يمسح دمعتك قبل سقوطها على وجنتيك.. إنسان تعرف إنك تعني له الكثير ولن يعوضك بكنوز الدنيا.. إنسان يحبك بصدق، ولكن. قبل أن تبحث عن كل هذه المواصفات هل بحثت عن نفس الشيء في داخلك، هل أنت ذلك الإنسان الصادق المخلص الوفي، هل أنت المعطي بلا حدود، هل أنت ذلك المحب الصادق تبحث دائماً عن الأفضل، لكن ابحث عنه في داخلك دائماً.. قبل أن تغوص في أعماق مشاعر المحيطين بك وتقيم ميزاتهم وعيوبهم.. أسبح في داخلك لتكتشف أعماقك.. أصلح جوهرك ومعدنك الرقيق قبل أن تنشد ذلك في غيرك، عند ذلك ستجد من تبحث عنه في محيطك ليس بمنطق المثاليات المطلقة التي تجود بها قريحة أفكارنا في لحظة الحزن والفرح بل بمنطق الفطرة البشرية التي تلتمس العذر وتحترم الخصوصيات وتؤمن بالقاعدة الشعرية التي قالها بشار بن برد : إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلقى الذي لا تعاتبه لو أن كل إنسان بحث عن هذه المواصفات في داخله قبل أن يبحث عنها في من حوله لاستقامت أمور كثيرة في حياتنا. وأخيراً لا تقل قد حاولت ذلك ولكن المجتمع سيء وإنما حاول وحاول وبالتأكيد ستجد من يفهمك وسيجدك هو أيضاً لتفهمه.