قال الجندي لرئيسه:"صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي، أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه". قال الرئيس: "الإذن مرفوض".."لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات". ذهب الجندي، دون أن يعطي أهمية لرفض رئيسه، وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه. كان الرئيس معتزا بنفسه فقال:"لقد قلت لك أنه قد مات! قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثة؟!" أجاب الجندي محتضرا: بكل تأكيد سيدي! عندما وجدته كان لا يزال حياً واستطاع أن يقول لي: "كنت واثقاً بأنك ستأتي! الصديق: هو الذي يأتيك دائما حتى عندما يتخلى الجميع عنك..هو الذي يحبك في الله دون مصلحة مادية او معنوية..هو الذي يعينك على طاعة الله. هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما. هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه..هو الذي يبحث بأي وسيلة عن إرضائك وإسعادك..يفهمك ويحس بك. تجده إلى جانبك عندما تحتاجه.. يساعدك حتى بالإنصات إلى همومك دون تعب أو ملل. إنسان يمسح دمعتك قبل سقوطها على وجنتيك.. إنسان تعرف انك تعني له الكثير وانه لن يعوضك بكنوز الدنيا كلها. قبل أن تبحث عن كل هذه المواصفات ، هل بحثت عن نفس الشيء في داخلك؟ قبل أن تغوص في أعماق مشاعر المحيطين بك، وتقيم مميزاتهم وعيوبهم أسبح في داخلك لتكتشف أعماقك.. أصلح جوهرك ومعدنك العميق.. قبل أن تنشد ذلك في غيرك.